بمشاركة عدد من الباحثين السوريين والعرب بدأت على مدرج إيبلا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب" صباح يوم 1/11/2010 أعمال "الندوة الدولية للنقد التطبيقي" تحت شعار /لنغرس ما يغني الإنسان/.

الدكتور "فايز الداية" رئيس اللجنة العلمية للندوة تحدث لموقع eAleppo حول الغاية من إقامة هذه الندوة وأهميتها بالقول: «الغرض من هذه الندوة هو أن نتدارس أحوال النقد العربي وأحوال التطبيق، بمعنى إن نشرح الأعمال الأدبية وبالتالي كيف تكون مجدية في تناول الجماهير لهذا الأدب، وكيف نشجع الناس على القراءة، وكيف يجدون الجمال فيه يستمتعون به، إذن نريد أن نوسع من دائرة القراءة بعمل نقدي ملائم لا أن يكون نقداً تخصصياً أكاديمياً أو جامداً أو بعيداً ومترفعاً، غايتنا أن نقول كيف نجعل النقد أكثر اتساعاً في فائدته وفي تعايشه، الغرض منها أيضاً هو أن ننشّط الجامعة لتكون أكثر فعالية ويجد أبناءنا الطلبة فيها نموذجاً غير الدروس /الدروس المحدودة والوظيفية والامتحانات/ ففي الندوة أفق علمي وثقافي واسع وتجارب متنوعة للأساتذة الأشقاء من كل الوطن العربي، وبهذا نكون قد قدمنا خطوة للجامعة كي تكون أكثر ارتباطاً بالمجتمع وبالإنتاجية والتقدم ولا تكون جامعة منعزلة وبعيدة.

نحن لا نريد أن تقام مثل هذه الندوات كل سنتين أو ثلاث وبالمصادفة بل سيكون هذا تقليداً سنوياً إن شاء الله، ففي كل سنة ستقام ندوة دولية واسعة بموضوع من موضوعات الأدب والنقد وبالتالي سيكون هذا الجزء هو المكمّل للنشاط العلمي وبدونها سيكون العمل غير مكتمل

طبعاً الندوة تعالج الشعر بقصائده وتعالج الرواية والقصة والقصة القصيرة والمسرحية ومن مختلف الاتجاهات ويشارك فيها عدد من الباحثين من المغرب والجزائر وتونس وليبية ومصر والسعودية والأردن ولبنان والعراق ومن الجامعات السورية، إنّ هذه المجموعة سوف تعطي إن شاء الله عدداً من الآراء والأساليب كي نحسّن بها الأداء النقدي وكي نقول إن عملنا ينبغي أن يتقدم به المجتمع».

الدكتور فايز الداية -رئيس اللجنة العلمية للندوة

وأضاف الدكتور "الداية": «نحن لا نريد أن تقام مثل هذه الندوات كل سنتين أو ثلاث وبالمصادفة بل سيكون هذا تقليداً سنوياً إن شاء الله، ففي كل سنة ستقام ندوة دولية واسعة بموضوع من موضوعات الأدب والنقد وبالتالي سيكون هذا الجزء هو المكمّل للنشاط العلمي وبدونها سيكون العمل غير مكتمل».

وحول مفهوم النقد التطبيقي قال مختتماً حديثه لموقعنا: «النقد التطبيقي ببساطة هو أن نتناول قصيدة مثلاً ونشرحها بشكل يقرّبها ويبدي الجمال فيها والأشياء الجميلة والحلوة التي تغنينا، أو نقرأ رواية ونعرف ما هي أبعادها وما هي الخصائص الفنية التي تجعلها جميلة ومؤثرة وهكذا مع الأجناس الأدبية الأخرى، بمعنى هو تطبيق وليس إطلاق للنظريات، هو تناول العمل وشرحه شرحاً فنياً وبأساليب وبعمق ليكون بالتالي دليلاً للقارئ حتى نشجعه على القراءة».

الدكتور جمال مقابلة -الأردن

الدكتور "جمال مقابلة" –دكتور النقد الأدبي وأستاذ مشارك في الجامعة الهاشمية في الزرقاء بالأردن قال: «لقد تفاجئت بالتسمية بأنها ندوة وهي في ظني ترقى إلى مستوى مؤتمر كبير وهي من المؤتمرات الهامة التي تُعنى بالنقد التطبيقي ونحن أكثرنا من التنظير والنقد النظري وقللنا من شأن النقد التطبيقي والآن في هذه الندوة يُأمل أن يكون هناك توازن ما بين التنظير وما بين النقد التطبيقي، والنقد التطبيقي يجعلنا نلامس الأشياء بصورة أدق.

مداخلتي متواضعة وبسيطة هي قراءة في رواية الروائي على عشا تحت عنوان /ضد من/ نشرت في المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001 والروائي فلسطيني في الجامعات الأردنية يتحدث عن مأساة الإنسان الفلسطيني».

الدكتور عبد القادر بموسى -الجزائر

وحول أهمية هذه الندوة قال: «الندوة تحاول أن تسد باباً في النقد التطبيقي ربما أهملناه في عالمنا العربي ولم يثرى حتى الآن الثراء الكافي، ومن هذا الباب يُشكر المنظمون في أنهم التفتوا إلى الأمر وجاءوا إلى التطبيق / تطبيق في قراءة الشعر والرواية والقصة والقديم والحديث/ وبالتالي هذا التطبيق يدل على أنّ مرحلة الهضم يجب أن تكون قد تقدمت بنا أي أننا قرأنا القديم والحديث لدى الغرب وآن الأوان لنا أن نطبق هذا تطبيقاً طبيعياً -إذا جاز التعبير- ومنسجماً مع امتلاك الأداة، إذن الفحص الدقيق يكون للبنية النظرية بمعنى هل ينجح صاحبها في التطبيق العملي أم أنه يكون مغرّباً للنتاج الغربي في التنظير أو مستلباً للتراث، أظن أننا في هذه الندوة ولعلنا ننجح بعون الله في تحديد اتجاهات النقد العربي الحديث الذي ما زال ضعيفاً إذا ما قورن بانجازات القدماء من نقادنا أو بمنجز الإنسان الغربي».

الدكتور "عبد القادر شريف بموسى" من الجزائر قال: «الندوة تمثل طفرة نقدية وتقدم أشياء جديدة وخصوصاً المحاور، فحسب المحاور هناك أشياء جديدة تُقدم وأول شيء لاحظته أنها /أي الندوة/ تهتم فقط بالنقد التطبيقي، حيث هناك مؤتمرات تتضمن محاور لنقد النظري والتطبيقي ولكن هذه الندوة حرصت كل الحرص على أن يكون النقد التطبيقي هو الأساس في كل الندوة، هذا من جانب ومن جانب آخر إن هناك اختلافاً وهناك تنوعاً ما بين أقطار المغرب العربي وأقطار المشرق العربي والندوات التي تقام في الغالب إما تكون منحازة إلى جانب المشرقي أو المغربي ولكن في هذه الندوة يتم تحقيق التوازن في هذا الموضوع وهذا أمر ايجابي وجميل».

الدكتور "الطاهر رواينية" من الجزائر قال: «أوجه كلمة شكر وامتنان لجامعة "حلب" ومن خلالها لكلية الآداب والعلوم الإنسانية وتحديداً لقسم اللغة العربية وللجنتين العلمية والتحضيرية للندوة الدولية للنقد التطبيقي على كرم الضيافة والاستقبال وعلى إتاحة هذه الفرصة للمشاركين من مختلف الجامعات للتعارف العلمي وتبادل الآراء وتقديم وجهات نظرهم في ما يخص الحركة المنهجية والمعرفية التي حققها النقد الأدبي العربي في مواجهة للنصوص الأدبية الشعرية والنثرية وغيرها أي استدعاء إجراءات منهجية نقدية عربية وغربية لمقاربة هذه النصوص واستكشاف مكوناتها البنيوية والعبور نحو عوالمها التخييلية والكشف عن عمقها الدلالي والمعرفي والسير بهذه المقاربات للاستقلال عن الآخر المنهجي والمعرفي والجمالي من أجل خصوصيتنا المعرفية والجمالية والثقافية ومواجهة الآخرين من منظور مختلف نحقق من خلاله هويتنا الثقافية والجمالية».

وأخيراً قال الدكتور "نضال شحادة" رئيس جامعة "حلب" بالمناسبة: «إنّ انعقاد هذه الندوة في جامعة "حلب" يحمل دلالات عميقة ذلك أن حرم هذه الجامعة العريقة احتضن وما يزال فعاليات ثقافية وعلمية هامة استطاعت أن تمتد بتأثيراتها إلى عمق الإنسان والمجتمع كما أن منابر جامعة "حلب" ومنها هذا المنبر شهدت حراكاً ثقافياً وأدبياً غنياً أطلقه أدباء ونقاد وشعراء وفنانون وإعلاميون ومفكرون لهم مكانتهم المرموقة في مجالات إبداعاتهم وتخصصهم، ويأتي حرص جامعة "حلب" على إقامة هذه الندوات من إيمانها بالتوجه نحو العمل العلمي والثقافي المشترك وإيماناً منها بدورها الريادي فيما يتعلق ببناء مجتمع المعرفة وترسيخ قيم الإبداع والانفتاح على الآخر وهي تؤكد اليوم هذا التوجه باستضافتها ندوة هامة في مضمونها المتعلق بالنقد التطبيقي والتي تتضمن نقد النصوص الغنائية والسردية والدرامية وكذلك نقد النقد التطبيقي.

تمثل هذه الندوة حلقة أخرى جديدة من حلقات حافلة سابقة عرفتها قاعات هذه الكلية ومدرجاتها لكنها تتمتع بخصوصية تميزها عن العديد من الندوات المعهودة وذلك من حيث تطلعها إلى تناول موضوع قديم ومتجدد في الوقت نفسه في حقل النقد الأدبي وعلى الأخص في مجال النقد التطبيقي تجاه مختلف الأجناس الأدبية شعراً وقصة ورواية ومسرحاً هذا النقد الذي يحظى باهتمام متزايد في الساحة النقدية المعاصرة في عالمنا العربي الحديث وفي سائر الأوساط الثقافية في العالم المتحضر».

وختم: «اليوم وفي غمار هذا الحراك الفكري والأدبي الراهن تغدو هذه الندوة النقدية حدثاً مهماً في حياتنا الثقافية المتجددة ولا شك في أن سوية المشاركين فيها وأوراق العمل المطروحة من الدراسات الجادة والبحوث المعمقة التي تم إعدادها لتغطية مجمل محاورها ستسهم دون ريب في دعم البحث العلمي الذي نسعى إلى إغنائه وتطويره مما يزيد مسيرتنا العلمية ثراء ويقوي أواصر المعرفة بين جامعاتنا الناشطة ومجتمعنا الناهض».

يُذكر أنّ "الندوة الدولية للنقد التطبيقي" تقام برعاية الدكتور "غياث بركات" وزير التعليم العالي وقد حضر حفل الافتتاح كل من الدكتورة "نظيرة سركيس" أمين فرع الجامعة للحزب والدكتور "نضال شحادة" رئيس جامعة "حلب" والدكتور عيسى العاكوب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والأستاذ "محمد قجة" رئيس جمعية العاديات وعدد من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام بالجامعة وحشد كبير من الضيوف ومن طلاب جامعة "حلب".