استضاف نادي التمثيل العربي للآداب والفنون بحلب مساء السبت 21/11/2009م، كل من الأدباء: الشاعرة "وفاء شربتجي"، الشاعر "مطانيوس مخول"، والقاص "عدنان كزاره"، وذلك في أمسية قصصية شعرية قدم فيها الأدباء كوكبة من أعمالهم..

بدأت الأمسية مع الشاعرة "وفاء شربتجي" في ثلاث قصائد وهي "اكتشاف أنوثة، أمير وأميرة، طلاق، الغالية سورية"، تلاها القاص "عدنان كزاره" في قصته "رائحة الغريب"، ومن ثم الشاعر "مطانيوس مخول" في قصائده "بطاقة إهداء، وصية عجوز، العيّاد"..

الأمسية كانت مطعمة، وهذا ما يجعل المتلقي يميز مابين الحديث والقديم وهذا التمازج يعطي المتلقي فكرة عن كل نمط من هذه الأنماط ويترك له اختيار ما يحبذ، وهذا لا يعني أن نميز نوعا على آخر بل لكل قيمته الفنية والموضوعية..

قضايا أنثوية..

تطرقت الشاعرة "وفاء شربتجي" في قصيدتيها الأولى والثانية إلى القضايا الأنثوية التي تخص المرأة متناولة في الأولى "اكتشاف أنوثة" النظرة الغير عادلة للمرأة من وجهة نظر الرجل -كما رأت "وفاء"، أما قصيدتها "طلاق" فقد أسهبت فيها عن الأنوثة الضحية في قضية الطلاق متعرضة لتهكم الرجل وعدم إنصاف الأنثى بهذه القضية، واعتزاز الأنثى بذاتها.

عدنان كزارة

وفي حديث لـ eSyria تحدثت عن نصوصه قائلةً:

«قدمت اليوم في أمسيتي أربع قصائد أطلقت عليها تسمية مواضيع أنثوية فحاولت من خلالها تسليط الضوء على العديد من القضايا التي تثير جدلاً بالنسبة للمرأة، والشعر طبعا لا يعالج القضايا الاجتماعية وإنما يسعى لتسليط الضوء على هذه القضايا، وهذا ما أردته اليوم من خلال تقديمي لهذه النصوص..».

مطانيوس مخول

احذر من الغريب..

احمد حسن الخميسي

أما "رائحة الغريب" لعدنان كزاره فقد كانت دعوة للحذر من الغريب بكل أشكاله التي يتخفى خلفها ساعيا لهلاكنا..

كلاسيكيات..

القصائد الثلاث للشاعر "مطانيوس" كانت تندرج ضمن الشعر الكلاسيكي، حيث نوع الشاعر "مخول" مواضيع قصائده، فكانت الأولى بطاقة لنادي التمثيل ومن خلاله للعلامة الأستاذ "محمود فاخوري"، ليتلوفي قصيدته الثانية وصايا الحكمة من خلال (وصية عجوز)، وليختم بشعر قصصي من خلال (العيّاد)..

ومن جانبه العلامة "محمود فاخوري"تحدث بإيجاز عن الأمسية قائلاً:

«استمعنا من الأديب "كزاره" إلى قصة متعددة الجوانب والأهداف وفيها طرائف كثيرة. ثم استمعنا إلى قصائد "مخول" وشكرا لقصيدته التي حيا فيها النادي، وعادت بنا الذاكرة لقصائد "شوقي" من خلال الشعر القصصي الذي قدمه "مخول" فكانت قصيدته هذه جميلة ومعبرة. وقد بعد عهدنا عن شعر الأطفال أو الشعر الذي يدور على لسان الحيوانات وأنا أرى الآن أنه كثيرا من الأجناس الأدبية القديمة عادت مرة ثانية للظهور، واليوم نرى إحياء لفن شعر يكاد يندثر، وحبذا لو عاد مجددا لأن فيه توجيهات سلوكية وأخلاقية للأطفال الذين يميلون لهذا الجنس»..

وفي حديث لـ eSyria تحدث الأستاذ "أحمد حسن الخميسي" عن الأمسية قائلاً:

«الشاعرة "وفاء شربتجي" قدمت نصوصاً بكلمات جميلة شفيفة وهي تكتب على سجيتها وما تكتبه لا ينتمي إلى النثر بل هي نصوص متداخلة، وأتمنى عليها أن تتميز في كتابتها وأن تخصّ جنسا أدبيا وتكتب به.

بالنسبة للأستاذ "عدنان كزاره" هو قاص متمكن من كتابة القصة ونقدها وفي قصته اليوم كانت اللغة الجميلة والتصوير الجيد والإلقاء الموفق واستطاع أن يوصل إلينا ما يريد، فهذا الرجل الغريب بطل القصة جاء ليحمل لنا بذور العولمة فاستطاع القاص بفنية أن يوصل إلينا الفكرة، والغاية أن نحذر التغريب الذي يأتينا من الغرب.

أما "مطانيوس مخول" فهو ينتمي إلى الشعر الكلاسيكي وهذه ليست سُبة فقد قدم لنا قصيدة في مدح العلامة "محمود فاخوري" وهو مشكور على هذا، أما قصيدته "وصية عجوز" فقد ذكرني بوصايا المعمرين الذي يقدمون لأولادهم وصايا معنوية تكون إرثا معنويا يضاف للإرث المادي، وبالنسبة لقصيدته "العيّاد" فهي تنتمي إلى القصص الشعري الذي يقدّم للأطفال والفتيان، وهي عبارة عن حكاية شعرية استطاع أن يدير فيها الحوار بين "العنزة" "والنعجة" بفنية عالية وأن يوصل فكرة قيمة مفادها أن ينظر الشخص إلى عيوبه وأن لا يعيب الآخرين وهو فيه العيوب..»

وأضاف: «الأمسية كانت مطعمة، وهذا ما يجعل المتلقي يميز مابين الحديث والقديم وهذا التمازج يعطي المتلقي فكرة عن كل نمط من هذه الأنماط ويترك له اختيار ما يحبذ، وهذا لا يعني أن نميز نوعا على آخر بل لكل قيمته الفنية والموضوعية..».

ومن نص (اكتشاف أنوثة) للشاعرة "وفاء شربتجي":

أردت أن اكتشف أنوثتي المنسية..معك

بنانٌ.. إثر بنان

فأرضي لم يطأها أحد

وبحري.. لم تمخره سفينة.. ولا ربان

هذي أنا.. بأنوثتي البريئة

فأشعلني كنارٍ.. وفجرني كبركان