"نذير جعفر".. من الأسماء المعروفة على الساحة الأدبية في محافظة "حلب" وعموم القطر كروائي وناقد أدبي، حيث صدرت له العديد من الكتب النقدية ومؤخراً رواية بعنوان (تحت سقف واطئ)، إضافةً إلى عمله في مجال الإعلام الذي امتد لعدة سنوات في القطر وخارجه.

بتاريخ 6/2/2009 قام موقع eAleppo بزيارةٍ إلى منزل الأستاذ "نذير جعفر" بمدينة "حلب" وهناك أجرينا معه لقاءً شيّقاً تضمن سيرته الذاتية وتجربته الأدبية، كما تناول العديد من القضايا الأدبية المعاصرة، وفيما يلي نص اللقاء:

اسمي "نذير جعفر" من مواليد مدينة "نبل" -"حلب" في العام /1956/ خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية في العام /1979/ وحاصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغات السامية

  • أستاذ "نذير" بدايةً نرجو أن تعرّف قراءنا ببطاقتكم الشخصية ومؤهلاتكم العلمية؟
  • من أعماله

    **«اسمي "نذير جعفر" من مواليد مدينة "نبل" -"حلب" في العام /1956/ خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية في العام /1979/ وحاصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغات السامية».

  • وفكرة عن عملكم في الصحافة؟
  • ** «في فترة بداياتي كتبت في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، وفي دولة "الكويت" شغلت منصب أمين تحرير مجلة (البيان) الصادرة عن رابطة الأدباء في "الكويت" على مدى عشر سنوات، واليوم أُقيم في مدينة "حلب" وأكتب في الصحافة السورية والعربية».

    * ما أهم كتبك المطبوعة؟

    ** «صدرت لي حتى الآن خمسة كتب هي رواية (تحت سقف واطئ) وأربعة كتب نقدية هي: (رواية القارئ) و(مرايا التلقي) و("حنا مينا" حارس الشقاء والأمل) وأخيراً(ملامح من المشهد القصصي والروائي في "الكويت")».

  • لكل أديب بداية تحدّد اتجاهه لهذا الفن أو ذاك، هل لك أن تحدّثنا عن بدايتك؟
  • ** «البداية كانت من بيت جدّتي حيث كانت في إحدى زواياه خزانة مغلقة لا أحد يعرف ما بداخلها، وكانت تحذّرني من فتحها، مما كان يزيد من فضولي وشغفي لمعرفة ما بها، وفي أحد الأيام استغليت غيابها ورحت أعبث ببابها الخشبي الصغير حتى فُتح، وفيها عثرت على كنزي المخبّأ وهي مجموعة من الكتب القديمة التي علاها الغبار وأذكر منها (السيرة النبوية) و(ألف ليلة وليلة) و("حمزة" البهلوان) و("سيف بن ذي يزن") و(المعلّقات السبع)».

    «من هنا بدأ تعلّقي بالكتب وقراءة القصص وتعزّز عبر حكايات أمي في ليالي الشتاء وتردّدي المتواصل على المركز الثقافي في"الحسكة" بعد سفرنا إليها وإقامتنا الطويلة فيها، وفي المرحلة الثانوية بدأت نشاطي الأدبي كاتباً للقصّة القصيرة فأحييت عدّة أمسيات مشتركة إلى أن انتقلت إلى جامعة "حلب" فشاركت في ملتقياتها الأدبية في السبعينيات من القرن الماضي وبدأت النشر في الصحف السورية حيث نشرت لي جريدة (جيل الثورة) أول قصة بعنوان (العرس) في العام /1977/».

    *عُرفت ناقداً قبل أن تُعرف قاصّاً وروائياً فما الأسباب التي دفعتك إلى الكتابة النقدية؟

    ** «دراستي للأدب العربي في كليّة الآداب وجّهت اهتمامي إلى النقد الذي أحببته من خلال أستاذي الراحل الدكتور "محمد حموية" وأستاذي الدكتور "فؤاد المرعي" فوجدت نفسي في هذا المجال، إلا أنّ صلتي بالكتابة الإبداعية لم تنقطع لذلك بعد إصداري لعدد من الكتب النقدية، عدت إلى كتابة القصّة القصيرة حيث فازت إحدى قصصي في مسابقة "نجلاء محرم" في "القاهرة" في العام /2007/ من بين ما يزيد على أربعمائة قصّة مشاركة من مختلف أنحاء الوطن العربي، كما صدرت لي مؤخراً رواية: (تحت سقف واطئ) عن دار نون في "حلب" وقد لقيت نجاحاً لم أكن أتوقّعه، وستصدر قريبا في طبعتها الثانية».

    *ما هي الأجواء والمناخات التي تقاربها روايتك ( تحت سقف واطئ)، وما أسباب نجاحها في تقديرك؟

    ** «روايتي تستعيد حقبة السبعينيات التي عشتها في "حلب" بكلّ جوارحي، حيث حاولت فيها توظيف أطياف وملامح من سيرتي وسيرة عدد من الشعراء الحالمين مثل "رياض الصالح الحسين" و"حامد بدرخان" في مرحلة قاسية وجميلة، عبر نسيج فنّي يجمع بين الخاص والعام والواقع والمتخيّل في بناء عالمها، وعلى هذا النحو فكل شخصية من شخصياتها لها وجودها الواقعي ووجودها الفنيّ الذي يجعل منها في المقام الأول شخصيّة روائية، والرواية تدين العنف وتنتصر لقيم الحق والخير والجمال وتمجّد الحب وتدعو إلى الحوار سلوكاً وعقيدة، وربما كان أحد أسباب نجاحها صدق التجربة وصدق التجسيد الفنّي لها وكذلك ما قدّمته من متعة جمالية ومعرفة بتلك المرحلة وأعتقد أنّ المتعة والمعرفة شرطان رئيسان لنجاح أي عمل إبداعي».

  • ربما كان جيلكم جيلاً قارئاً ومقبلاً على الثقافة، ما هي أسباب ابتعاد الجيل الحالي عن القراءة برأيك؟
  • ** «المرحلة التي عشناها في السبعينيات كانت مرحلة حراك ثقافي واسع ويكفي أن أقول لك بأنّ المكتبات كانت في تزايد مستمر بينما هي الآن تكاد تنقرض! والأسباب متعدّدة ومركبّة منها ما يعود إلى تدني القوة الشرائية ومنها ما يعود إلى النظام التربوي الحالي الذي يشجّع على الحفظ والتلقين لا على البحث ومنها ما يعود إلى هيمنة التلفاز والإنترنت قبل أن تتحوّل القراءة إلى تقليد عميق في حياة الناس».

    «أعتقد أنّ الكتاب والورقي منه تحديداً سيظل مصدراً أصيلاً للمعرفة الجادة ولا شيء يعوضه، ومن هنا فالجيل الحالي معنيٌّ بالعودة إلى المعرفة في مصادرها الحقيقية بعيداً عن الاستسلام لسطوة الكمبيوتر والتلفاز على الرغم من أهميتهما في حياتنا المعاصرة».

  • تمتلك تجربة واسعة في النشر من خلال ما قرأناه لك في مجلات وصحف محلية وعربية متعدّدة مثل: العربي -الكويت -الأسبوع الأدبي -وملحق الثورة الثقافي -مجلة شرفات الشام –السفير -الحياة -البيان، كيف استطعت النشر في كل هذه المنابر؟
  • **«على الرغم مما يُقال عن الشللية الثقافية والعلاقات الشخصية المسيطرة على منابر النشر إلا أنّ النّص الجيّد لا بدّ أن يفرض نفسه في النهاية حتى لو رُفض من هذا المنبر أو ذاك وقد نشرتُ في معظم هذه المنابر دون أن تكون لي معرفة شخصية سابقة بالقائمين عليها وما زلت أتعامل معها بروح عالية من المسؤولية سواء نشرت لي أم لم تنشر والمهم هو الاستمرارية في الكتابة».

    *هل تحدّثنا في النهاية عن رأيك بالنتاج الروائي في "حلب"؟

    **«هناك فورة في كتابة الرواية على مستوى القطر وفي "حلب" على وجه التحديد وهذا ليس مستغرباً لـ مدينة "حلب" كانت مهد أول رواية عربية هي رواية (غابة الحق) لـ "فرنسيس المرّاش" كما أن رواية (نهم)-لـ "شكيب الجابري" تُعدّ من أولى الروايات الرائدة، وإنّ أسماء مثل "وليد إخلاصي" و"فاضل السباعي" و"محمد أبو معتوق" و"نهاد سيريس" و"نيروز مالك" و"غازي حسين العلي" و"فيصل خرتش" و"عمر قدّور" ما زالت تثري المشهد الروائي العربي».