أراد ألّا يقف مكتوف الأيدي في ظل جائحة فيروس "كورونا"، الذي حرم الطلاب من متابعة تعليمهم، فلجأ إلى شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي ليقدم ما في جعبته، فأسس مجموعة "خليك بالبيت_خليك أونلاين" التي ضمت أكثر من خمسين ألف مشترك.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الطالب "عبيدة كوراني" بتاريخ 12 تموز 2020 ليحدثنا عن دراسته، فقال: «أدرس هندسة معلوماتية في الجامعة "الافتراضية السورية" اختصاص تصميم إعلاني، وأعمل بمجال الأنيميشن والتصوير والإخراج، ومنذ فترة قريبة بدأت أعمل بمجال السوشيل ميديا، وتعاملت مع العديد من الأشخاص المعروفين مثل الكاتب "صفوح شغالة"، والموسيقار "هاني طيفور"، وقدمت آخر عمل لي مع الفنان "حازم أيمن زيدان" على قناة "لنا"، فقمت بإعداد شارة البرنامج (غرافيكس)، كما قمت بإعداد شارة برنامج "هنا حلب" الذي قدمه الإعلامي "شادي حلوة" على شاشة "الفضائية السورية"».

نجحنا بسبب الحب والتفاهم بين فريق العمل، فالمجموعة هي رسالة وهدف أحببنا من خلالها أن نقدم الفائدة ونثبت أننا قادرون أن نتوجه إلى العلم، وأثبتنا ذلك عندما وصل عددنا إلى 50 ألف مشترك في فترة قصيرة جداً

وعن فكرة وبداية تأسيس المجموعة قال: «لدي فريق كامل نعمل منذ 4 سنوات، وحين بدأ الحظر الصحي قررنا أن نقوم بمشروع يهدف إلى إفادة الطلاب واستغلال وقت الجلوس في المنزل لتقديم شيء مفيد، فكانت فكرة إنشاء مجموعة علمية بقالب جديد وقريب إلى الطلاب، حاولنا أن نقدم من خلالها مواد تعود بالفائدة على الجميع بشكل مجاني أو شبه مجاني أي مبالغ رمزية جداً، وساعدنا في ذلك الصناعي "جميل بركات" بتقديم الدعم الكامل فقمنا بإنشاء مجموعة "خليك بالبيت_خليك أونلاين"، ثم أتينا بمنسقين، وقمنا بإعداد فريق عمل متكامل أغلبهم كانوا موجودين معي في نشاطات سابقة، وتواصلنا مع مدرِّسين مختصين.

بوستر لأحد الكورسات

وبحكم الحظر الصحي وجلوس الناس في المنزل فمن الطبيعي أن يمضي الشباب أغلب أوقاتهم على الإنترنت، فما بالك حين نقدم لهم كورسات تدريبية مجانية تناسب توجهاتهم، وما شهدناه أن الفكرة لاقت استحساناً وإقبالاً كبيراً، ويعود ذلك إلى الجهود التي بذلت في سبيل ذلك، وقوة الكادر الذي قدم ورشات في المجموعة، فمنهم المخرج "ميار عباس النوري"، والإعلامية "سيدرا منصور"، والدكتور "عبد الله سعود"، ولم نكتفِ بذلك؛ ففي الفترة الأخيرة، ومن أجل تقديم عمل احترافي بدأنا نضع أسعاراً لبعض الكورسات ولكن بشكل رمزي جداً من أجل تغطية بعض التكاليف دون وجود أي ربح».

وعن آلية العمل وأعضاء الإدارة ضمن المجموعة قال: «ضم فريق المجموعة عشرين فرداً في عمر الشباب، حيث بدأنا بدراسة واقع المجموعات الموجودة في "حلب"، فوجدنا بعضها ترفيهية وبعضها للتعارف، وقررنا أن نقدم شيئاً مميزاً يعود بالفائدة، فقمنا بضبط موضوع النشر، وتم حصره بأشخاص محددين، كما حاولنا أن ننشئ محتوى يضم أفكاراً وكورسات ثقافية، وحددنا أوقاتاً منظمة لكل منشور ليشعر المتابعون أنهم أمام عمل أكاديمي منظم».

عبيدة في لقاء مع كادر العمل

أما عن أبواب ومواضيع المجموعة فقال: «حاولنا أن نطرح أكثر من فكرة من خلال عدة أبواب، منها دورة قيادة الحاسوب، ودورة التصميم الإعلاني، واللغة الانكليزية وإعداد المدربين "TOT"، والبرمجة اللغوية العصبية، ودورات إعلامية، كما قدمنا محتوى ترفيهياً ثقافياً، وعدة حلقات توعوية تخص "كورونا" استضفنا فيها الدكتور "زاهر بطل" مدير صحة "حلب"، وقمنا بدعم المواهب الشابة من خلال نشر أعمالهم على المجموعة، بالإضافة لإنشاء منصة خاصة بالأطفال؛ قدمنا فيها مادة اللغة الإنكليزية والحساب الذهني من خلال برنامج "زووم" الخاص بالقاعات الافتراضية، وبدأنا بنقل بعض الدورات إلى أرض الواقع، بالإضافة لوجودها أونلاين، كما قمنا بتوثيق كل الأبواب التي قدمناها من خلال تذييل عناوين الأبواب؛ فنطلق عليه اسم "خليك بالبيت_ اسم الباب" والانضمام كان متاحاً للجميع».

وعن سر نجاح المجموعة يضيف: «نجحنا بسبب الحب والتفاهم بين فريق العمل، فالمجموعة هي رسالة وهدف أحببنا من خلالها أن نقدم الفائدة ونثبت أننا قادرون أن نتوجه إلى العلم، وأثبتنا ذلك عندما وصل عددنا إلى 50 ألف مشترك في فترة قصيرة جداً».

"أحمد كردي" طالب في كلية الاقتصاد، وأحد أعضاء فريق "خليك بالبيت"، يقول: «أنا أعمل مع "عبيدة" منذ فترة، اختصاصي التصميم الإعلاني والتصوير والمونتاج، وحين طرح علينا الفكرة تحمسنا لها، لكن في البداية لم نستطع أن نصوِّر مواد المجموعة بسبب ظروف الحجر الصحي، أما الآن بدأنا نقدم طريقة احترافية، ونوثق كل مواد المجموعة لتصل للطالب بهوية بصرية أفضل».

أما الطالبة "هلا قوقو" إحدى الطالبات التي انضمت إلى المجموعة، وشاركت في كورس "مدخل إلى وسائل الإعلام" تقول: «وجدت في هذه المجموعة ما يميزها عن غيرها، ويجذبني إليها محتواها الذي لم يكن للتسلية فقط؛ بل قدم فائدة جمَّة لنا كطلاب وخصوصاً في وقت جلوسنا في المنزل، فقد عوَّض فاقداً تعليمياً كبيراً، وقدم عدة كورسات مميزة منها كورس اللغة الإنكليزية الذي شاركت به إلى جانب الإعلام، وكانت تجربة رائعة استطعنا من خلالها ملء فراغنا بما هو مهم ومفيد».

وتضيف "بانه جلخي" الحاصلة على ماجستير طرائق تدريس اللغة الإنكليزية: «أحببت الفكرة لأنها بسيطة وتخدم الطلاب في فترة الحجر الصحي، واعتبرت هذه التجربة تحدياً لي بأن أستطيع أن أقدم مادتي عن بعد بطريقة تجذب الطالب، فاخترنا منهاجاً يغطّي عدة مهارات؛ من ضمنها المحادثة بحيث نجيب على استفسارات الطلاب، ونمارس مهارة المحادثة حتى يصبح الكورس شاملاً، والجميل في هذه التجربة أننا كنا نراجع معلوماتنا بالإضافة لفائدة الطلاب، وقد اكتشفنا قدرتنا على التكيف مع أي واقع يفرض علينا، فالأثر لم يكن ضمن "سورية" فقط بل كان هناك العديد من المتدربين من خارج "سورية"، وهذا ما يعطينا الحافز والدافع لتقديم الأفضل».

يذكر أنّ "عبيدة كوراني" من مواليد مدينة "حلب" 1992، طالب هندسة معلوماتية في السنة الأخيرة.