في عام 2000 تم افتتاحه، ليكون أحد الأقسام الموجودة في كلية الميكانيك بجامعة حلب، والوحيد في الجامعات السورية.

وبعد عشر سنوات من تأسيسه خرّج قسم الطيران مئات الطلاب، وما زال يستقطب المئات من الباحثين عن التخصص العلمي الجيد، والحالمين بمتعة الطيران.

أريد أن أؤكد أن العديد من خريجي هذا القسم ذهبوا للعمل في مصانع كبرى منها شركات الطيران "بوينغ" ، "أيرباص" وقد عملوا فيها وكان لهم الفضل في تطور علوم الطيران

للتعرف على هذا القسم، اختصاصاته، وآفاقه المستقبلية موقع esyria كان هناك محاوراً رئيس القسم وطلابه:

الدكتور "عمر السواس" رئيس القسم

يقول الدكتور "عمر سواس" رئيس قسم الطيران حول سبب انفراد جامعة حلب بهذا الاختصاص «جاء هذا الإنفراد بسبب محدودية فرص العمل في مجال الطيران في سورية، ولأن الكلية قادرة على استيعاب جميع الطلاب من مختلف محافظات القطر، فعدد السنوات الدراسية فيها تبلغ خمس سنوات، ومحاور علومها تكمن في كيفية صناعة الأجزاء المكونة للطائرة، وهناك دراسات أخرى في عملية تصميم المراوح التي تعمل على توليد الطاقة بواسطة الرياح وأنواع أخرى من الرياضات لتعبئة هوايات الشباب وتفريغ طاقاتهم مثل عمل المناطيد والكثير من الأعمال الأخرى»

ويضيف الدكتور "سواس" «خريجو القسم يختلفون تماماً عن الطيارين، لأنهم مختصين بإنتاج وتصليح قطع الطائرات، وليس في قيادة الطائرة نفسها، فالمواد النظرية التي يدرسونها تختص في عملية تصنيع القطع للطائرات، فحينما يقوم الطالب بدراسة مادة لتصنيع جزء ما في الطائرة فإنه يقوم بتطبيقها في المختبر مباشرة، أما بالنسبة لمواصفات الطلاب الذين يرغبون بدارسة هذا القسم يجب أن يتمتعوا بقدرات ومهارات رياضية وتحليلية واستنتاجية».

أما بخصوص فرص العمل للخريجين فيقول عنها رئيس قسم الطيران «هناك فرص عمل ولكنها قليلة، ويقدر عددها سنويا بما يقارب /50/ فرصة عمل تساهم بدورها في عملية امتصاص خريجي القسم، وإذا أتيحت الفرصة في بلدنا بالاعتماد على قوة الرياح لتوليد الطاقة فبإمكاننا استغلال وتشغيل عدد أكبر من الطلاب، وعادة يتم طلب الخريجين من قبل مركز البحوث وفي رحبات لإصلاح الطائرات في المطارات وأحياناً لوزارة الزراعة من أجل الطائرات الزراعية».

«أما بالنسبة لمتابعة التخصص العلمي الدراسي فبإمكان الطالب متابعته من بعد التخرج في اختصاصات مثل "الإنشاءات" ،"الدفع" و"الأيروديناميك" أي التحكم بميكانيك الطيران».

واختتم القول: «مشاريعنا العملية تبدأ في السنة الرابعة بمعسكر تدريبي لمدة ثلاثة أسابيع في احدى المطارات للإطلاع على أعمال الصيانة التي تجرى للطائرات النفاثة وبالإضافة إلى ذلك القيام بزيارات لمواقع عمل الطائرات برحلات علمية لمطارات زراعية وقواعد أخرى بالتعاون مع الجهات المختصة، وحالياً بصدد انشاء مصدر لتوليد الطاقة لطائرة بالاعتماد على الأشعة الشمسية، وأيضا هناك عمل لتصنيع منطاد بكامله والذي سوف ينطلق بالشهر السابع من السنة الحالية».

أما بالنسبة لطلاب هندسة الطيران فتحدثوا عن واقع القسم وما هي التجارب العملية التي قاموا بها، فالطالب "فراس إدريس" سنة خامسة تحدث قائلاً: «خلال السنة تم إطلاق ثلاثة مناطيد بحجم ـ1800م3 ـ يعملون بالهواء الساخن من خلال غاز "البروبان" بمعدل 3 ـ 4 ساعات يومياً وعلى فترتين في الصباح والمساء، فالأول تم إطلاقه بمدينة "دمشق" على أرض مدينة المعارض القديمة ودام لفترة ثلاثة أيام، والثاني تم إطلاقه أيضاً على أرض ملعب المدينة الجامعية "بحلب" أما الثالث فكان بملعب "خالد بن الوليد" بمدينة "حمص" تحت رعاية نادي الطيران السوري».

وأضاف أيضاً: «محبتي للطيران هي التي دفعتني لاختيار هذه الدراسة، ومما شجعني أكثر وجود مخابر بالقسم نفسه مقسمة ما بين ميكانيك للطائرات والآخر للمناطيد والثالث لقسم النفق الهوائي لتجريب نماذج من طائرات مادون الصوتية ومافوق الصوتية، أما بالنسبة لمشاريع العمل فلدينا معسكرين الأول خضناه في السنة الثالثة في مطار "دمشق" والثاني في "حلب" وكانت مدته /25/ يوما والاختبارات التي نجريها هي البراشوت ـ عمل المظلات في أثناء وجود الهواء والثاني نموذج RC وهي عبارة عن طائرات ريموت كونترول».

وأضاف: «أما بالنسبة للمنطاد فقد أتقنا طريقة عمله مثل تجهيزه وتعبئته بغاز البروبان، وللمناطيد مقاسات متنوعة فمنه بحجم /1200 م3 / وهي كمية الهواء الموجودة بداخل المنطاد والتي تكفي لحمل شخص واحد والأخر يبلغ /1800م3/ لحمل شخصين وهناك مناطيد أخرى تحمل أكثر من خمسة عشر شخصاً وتبلغ حجمها حوالي /4000م3 /، أما عن الوقود الذي استخدمناه في المناطيد لتسخين الهواء هو غاز البوتان ـ الغاز المنزلي ـ ولكن الأفضل بالنسبة للمنطاد هو غاز البروبان لأن احتراقه أفضل وأنقى من غاز "البوتان" الذي يظهر كمية من الشحّار أثناء احتراقه، وكانت التجربة على ارتفاع عشرة أمتار فقط لأجل الأمان، أما الأعمال الثانية التي نجريها في القسم فتكون في تصميم مكونات الطائرة وفي إحداث مقاطع في جناح الطائرة نفسها، ومما أرغبه في تطوير هذا القسم إطالة العمل في ساعات العملي بشكل أكثر، أما أعمالنا المستقبلية فسوف تكون لعملية تصنيع للمنطاد بشكل كامل».

أما الطالب "نور حايك" فحدثنا عن طموحاته المستقبلية قائلاً: «طموحي وحيد وكبير وليس شخصي هو أن تكون سورية من إحدى دول العالم التي تنفرد بعلوم الطيران من فنون وصناعة وتنفيذ سيما وأننا نمتلك جميع المقومات، منها العلوم والعقول البشرية والمادية، الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي».

واختتم الحديث: «أريد أن أؤكد أن العديد من خريجي هذا القسم ذهبوا للعمل في مصانع كبرى منها شركات الطيران "بوينغ" ، "أيرباص" وقد عملوا فيها وكان لهم الفضل في تطور علوم الطيران».