"دايتون" مدينة الأخوين (رايت) وهما رواد الطيران الأوائل, وبسبب تاريخها يقع فيها أضخم قاعدة جوية في العالم (قاعدة رايت– باترسون) وأضخم متحف للطيران في العالم، وبالإضافة إلى جامعتها العريقة في أبحاث الطيران، ولأهمية هذه المدينة ذهب الدكتور المهندس (عمر سواس) لاتمام دراسته في الطيران بجامعة دايتون في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يعمل مدرساً بقسم هندسة الطيران بجامعة حلب.

ويعدّ الدكتور (عمر سواس) نفسه ناجحاً في عمله, ويكمن سر نجاحه في تمكنه من إطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة في عقول طلابه واستخدامها إلى الحد الأقصى لإنجاز مشاريع مفيدة وممكنة، علماً أن النجاحات المتكررة لأغلب المشاريع التي طرحها خلال مسيرته المهنية قد ساعدت على خلق شعور عام بإمكانية تحقيق أي هدف وخاصة في حال توفر الدعم المادي اللازم، وكان آخر هذه النجاحات تمكنه مع طالبين من صناعة طائرة (اكسترا0 30 s) وتحليقها في سماء جامعة حلب مدة (8) دقائق والتحكم بها لا سلكيWا عن بعد.

eAleppo التقت الأستاذ الدكتور (عمر سواس) فكان الحوار الآتي:

*- بماذا تحدثنا عن قسم الطيران في جامعة حلب؟

**- الدكتور عمر" غالبا ما يتبادر إلى ذهن الناس عند سماعهم بوجود هذا القسم بجامعة حلب تساؤل عن مدى حاجة بلدنا لمهندسي طيران وماهية وطبيعة الدراسة فيه، والحقيقة أنه يتم إعداد الطلاب بالقسم لتصميم الطائرات علماً أن هذه العملية متعددة الجانب وتشمل التصميم الحركي والإنشائي، بالإضافة إلى تصميم محركات الدفع ومنظومات التحكم.

والمناهج النظرية التي ندرسها لطلابنا قريبة من المناهج المعتمدة دولياً، أما عن حاجة بلدنا إلى مهندسين طيران فأني أقر بأن الدخول إلى عالم صناعة الطيران بالشكل الذي يتبادر إلى أذهانهم (تصنيع طائرات ركاب كبيرة) يحتم تضافر جهود أغلب الدول العربية، ولكن من الممكن لخريجينا أن يلبوا حاجة المجتمع من أشياء أقل تعقيدا كطائرات التدريب الصغيرة أو طائرات الرش الزراعي أو المظلات أو حتى مراوح توليد طاقة الرياح، علماً أن جميع هذه المشاريع القومية تتطلب من قراراً سياسيا وتخطيطياً وتضافراً للجهود".

*- وما هي المشاريع التي حققتموها في هذا القسم؟

**- الدكتور عمر" حالياً يعمل مهندسينا وطلابنا على إنجاز مشاريع صغيرة الغاية منها تعلم منهجيات التصميم والتعرف على أدواته، وضمن الإمكانات المتاحة في القسم قمنا خلال السنوات الثمانية الأولى من عمر القسم بعدد من المشاريع الهامة منها:

  • مشروع تصميم و تصنيع منطاد يعمل بالهواء الحار وقادر على حمل شخصين تمت تجربته بنجاح في العام (2001).

  • مشروع تصميم وبناء مظلو طائرة ولقد استمر هذا المشروع لأكثر من ثلاث سنوات وأسفر عن نموذج مسير عن بعد طار بنجاح في العام (2006).

  • مشروع تصميم وتصنيع نماذج مصغرة لطائرات حقيقة أسفر حتى الآن عن ثلاث نماذج لطائرة تدريب و طائرة شراعية وطائرة العاب بهلوانية طارت جميعها بنجاح خلال الأعوام الثلاث المنصرمة.

  • مشروع تصميم واختبار الأنواع المختلفة من المظلات والتي اختبرت أيضا بنجاح.

  • و بالإضافة للطائرات فلقد أنجز عدد من المشاريع التي تدعم عملية تصنيع مكونات الطائرات وتساندها, منها: تصميم وتصنيع آلة مبرمجة لقص نوى الأجنحة المصنوعة من المواد الرغوية. وتصميم و تصنيع آلة لصناعة مراوح الطائرات الخشبية.

    *- علام تعتمدون في تصميم هذه المشاريع وهل يمكن أن تلبي حاجة المجتمع؟

    **- الدكتور عمر: "لقد استخدمت في جميع هذه المشاريع أحدث برامج التصميم والتحليل على الحاسب والمعتمدة عالمياً في مشاريع مشابهة. ومن بداهة القول: إنه من الممكن تطوير هذه المشاريع لتلبي حاجة البلد وهذا دور الجامعة بالأساس, فمثلا يمكن تصنيع نماذج مشابهة للقيام بأعمال التصوير الجوي لكشف الآفات الحشرية أو لمراقبة حرائق الغابات أو المشاكل المرورية الناجمة عن تسقط الثلوج مثلا.

    *- ختاماً ماهي مشاريعكم المستقبلية؟

    **- الدكتور عمر: " يتم الآن التخطيط لعدد من المشاريع المستقبلية بعد أن استكملنا عملية جمع المعلومات وأدوات التصميم اللازمة وبعد أن تطورت الخبرات ومنها: تصميم وتصنيع مظلة طائرة مأهولة فائقة الخفة، وتصميم وتصنيع مظلة ركوب أمواج، وسيتم طرح هذان المشروعان العام القادم بإذن الله وأقول: إنَّ جميع هذه النجاحات سببها المستوى الممتاز لطلاب قسم الطيران الذين تم قبولهم بمعدلات لا تقل عن (85) % من مجموع العلامات في الشهادة الثانوية العلمية وهو من أعلى المعدلات المعمول بها حتى في الدول الغربية".