عمل "هند لطفي" كمذيعة في "مونتريال" لمدة طويلة خفف عنها معاناة العيش في الغربة حين لعبت دور الجسر بين المغتربين ووطنهم.

حول رحلتها الاغترابية تحدثت السيدة "هند لطفي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 أيار 2014 بالقول: «بدأت رحلتي الاغترابية من دولة "الإمارات العربية المتحدة" التي قضيت فيها 12 عاماً عملت خلالها في التدريس ثم هاجرت إلى "كندا" لأعيش في مدينة "مونتريال".

بدأت رحلتي الاغترابية من دولة "الإمارات العربية المتحدة" التي قضيت فيها 12 عاماً عملت خلالها في التدريس ثم هاجرت إلى "كندا" لأعيش في مدينة "مونتريال". وفي اللحظة التي وضعت فيها قدمي في المغترب شعرت بأنني بعيدة جداً عن الوطن فعاهدت نفسي أن أكون سفيرة له في كل لحظة

وفي اللحظة التي وضعت فيها قدمي في المغترب شعرت بأنني بعيدة جداً عن الوطن فعاهدت نفسي أن أكون سفيرة له في كل لحظة».

السيدة هند مع فريق العمل داخل استديو إذاعة يا مال الشام

وأضافت: «بدأت عملي الإعلامي كمذيعة في برنامج "بلدي سورية" في قناة في التلفزيون الكندي الخاصة بالجاليات المهاجرة، وهو برنامج يُبث باللغة العربية كان منتجه الصحفي السوري "محمد الزعيم"، وكنت أعد وأذيع فيه الأخبار كمحاولة لمد الجسور بين المغتربين العرب والوطن، لقد كانت تلك التجربة تجربة رائعة حيث لم تكن الفضائيات العربية منتشرة في "كندا" بعد؛ لذا كان تجاوب أبناء الجالية مع البرنامج رائعاً، لكن البرنامج اضطر للتوقف عن البث بسبب النقص في السيولة.

ثم انتقلت إلى الكتابة في صحيفة "الرسالة" لصاحبها الصحفي المصري "فريد زمكحل" الذي أعطاني مساحة كبيرة في الصحيفة وعُينت فيما بعد نائبة لرئيس التحرير، وكانت لي صفحة كاملة أكتب فيها للمرأة وعن قضايا المرأة في بلدان الاغتراب، وعمود في الصحيفة بعنوان "من واقعنا" كنت أكتب فيه حول قضايا سياسية تتعلق بالوطن وواقع الجالية في المغترب».

السيدة هند لطفي

وتابعت: «في نفس الفترة أسست رابطة سورية تحت اسم "الرابطة الكندية السورية" انضممت إليها وعملت فيها في المجال الثقافي، حيث كنا نقدم محاضرات عبر استضافة شخصيات ثقافية سورية مقيمة في مدينة "مونتريال" الكندية.

انتقلت بعدها إلى العمل الإذاعي في برنامج "ليالي يا مال الشام" السوري الذي يذاع من إذاعة "الشرق الأوسط" التي أسست في تلك الفترة؛ وذلك ضمن برنامج خُصص له ثلاث ساعات أسبوعياً وموعده كل أربعاء بين السابعة والعاشرة مساء بالتوقيت المحلي، يُذكر أن، إذاعة "يا مال الشام" تم تأسيسها من قبل الدكتور "ناهد كوسا"، والزميل "حسان حداد" اللذين طلبا مني التعاون معهما.

الدكتور ناهد كوسا

التحق بنا في هذا العمل العديد من الشبان والشابات من اتحاد الطلبة السوريين في جامعة "كونكورديا" ولاقى البرنامج -ولايزال- ترحيباً كبيراً من أبناء الجالية السورية وبقية الجاليات العربية».

ثم أضافت: «أصبح البرنامج بصمة مميزة في إذاعة "الشرق الأوسط"، فقد فتحنا أبواب البرنامج لكل السوريين بمختلف أطيافهم ونسيجهم الجميل وكوّنا فريقاً قوياً يعمل كمجموعة، وأصبح لنا صوت سوري قوي في "كندا" حيث استضفنا كبار الشخصيات السورية والمسؤولين الكنديين ونخب المثقفين، كما أسسنا موقعاً إلكترونياً خاصاً على الرابط: Yacham.ca، وصفحة على الفيسبوك، وعلى تويتر. وأعتقد

أن الفريق العامل وأنا حققنا نجاحاً كبيراً في خدمة المجتمع السوري في المغترب؛ لأننا عملنا على أن نكون همزة وصل بين الوطن والمغترب؛ حيث كنا نركز على التراث والتاريخ السوري، واستطعنا أن نروي عطش المغتربين السوريين بفقراتنا المتنوعة من اقتصاد إلى ثقافة وأدب وحوارات مفتوحة وفقرات فنية لمطربين سوريين.

أسرة البرنامج هي عبارة عن مجموعة من مختلف مكونات النسيج السوري وحّدها إيمانها بالوطن وحبها له، والجدير بالذكر أن جميع الأعمال التي قمت بها ويقوم بها أفراد أسرة البرنامج هي أعمال طوعية من دون أي مقابل مادي إنما بدافع الحب لأهلنا وبلدنا، ولأن العمل التطوعي يقدر بشكل كبير في "كندا" فقد حصلت على شهادات تقدير متعددة من جهات ومستويات متعددة في الحكومات الكندية.

نحن نعمل بكل جهد لتوحيد أبناء الجالية السورية في هذه الظروف القاسية التي يمر بها بلدنا».

وحول تجربة السيدة "هند لطفي" الاغترابية تحدث لمدونة وطن الدكتور "ناهد كوسا" أحد مؤسسي إذاعة "يا مال الشام" في "كندا" قائلاً: «عاش الوطن وكَـبُر في روح عاشقة عبق القرنفل البلدي والياسمين الدمشقي، "هند لطفي"، لقد كبر الوطن وتغلغل في دمها وجرى في عروقها مذ رحلت عنه بعيداً، لا تسألوها عن مسقط رأسها فهي تفضل أن تُسأل عن مسقط قلبها، "سـورية".

صوتٌ أدبي سوري يصدح منذ أكثر من أربعة عقود عبر الأثير في سماء "كندا" والعالم في الإعلام المرئي والمسموع، جمع قلوب السوريين والعرب من كل حدب وصوب على اختلاف ألوانهم وأطيافهم، وكم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى مثل هذا الصوت».

وأنهى حديثه بالقول: «رغم التزاماتها العائلية والمهنية، أثبتت السيدة "هند لطفي" حضورها الأدبي في المجتمع الغربي، إن عطاءها الفكري والتزامها الإنساني في حضارة تطحن بلا رحمة الإنسان والأزمان ومشاركاتها في مختلف النشاطات "الجاليوية" التطوعية لمختلف الفئات والمشارب والأعمار جعل منها مثالاً يحتذى للمرأة السورية القابعة ما وراء البحار، تنثر الإبداع، تبذر العطاء وتنشر المحبة والانفتاح والإخاء. باختصار هي زنوبيا اليوم، ورغم جمال روما، لا تزال يتلفت قلبها إلى الوطن الحزين بأبنائه ترفع الراية أبداً، وتأبى أن تسقط».

يذكر أن، السيدة "هند لطفي" من مواليد "دمشق"، متزوجة ولها ابنتان وولد، وهي خريجة كلية الآداب - أدب عربي في جامعة "دمشق".