أزياء ملونة من التراث الشعبي يستحضرها أهالي الريف الحلبي في أعراسهم، يرتدي فيها أغلب الحاضرين اللباس التقليدي الخاص بالمنطقة، فيتحول العرس إلى مهرجان فلكلوري للأزياء، ما يزيد المناسبة تميزاً ومحبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آب 2015، "فرهاد محمود إيبو" من أبناء المنطقة؛ الذي تحدث عن العرس الحلبي، ويقول: «يعد الريفيون مناسبة العرس يوماً خاصاً بالأزياء التراثية التي يتميز بها أهل المنطقة، بدءاً من العروسين ومروراً بالأطفال وانتهاء بالرجال والنساء، على عكس باقي الأيام حيث يرتدي هؤلاء الناس اللباس العصري العادي، حتى أصبحت تلك الأزياء المميزة جزءاً من طقوس الأعراس.

في الأعراس قلما تجد شخصاً -وخاصة من قبل كبار السن- لا يلبس اللباس الخاص بأبناء المنطقة، أما في باقي أيام السنة ولحماية هذا اللباس من الضياع والاندثار فقد لجأت مجموعات شبابية ومن الجنسين إلى إنشاء فرق فلكلورية للرقص التراثي عمادها هذه الأزياء

بالنسبة للرجال ففي الأعراس يرتدون زيّاً مؤلف من "الشروال الأسود" ويكون طويلاً وفضفاضاً من الخلف وضيقاً عند الساقين، ويتم شده إلى الخصر بواسطة خيط طويل ثخين مصنوع من الصوف ووبر الماعز المشغول يدوياً، وفوقه يلبسون قميصاً أبيض اللون يسمى "ملتان"، ويلبس فوقه عباءة خاصة مصنوعة من خيوط ناعمة من وبر الماعز الذي يقي من البرد والمطر، وعلى الرأس توضع القبعة المثقوبة الشهيرة في المنطقة، وفي الأقدام يرتدون حذاء يسمى "تاصوم" مصنوعاً بالكامل من الجلد الأحمر أو البني أو الأسود، ولاحقاً تم تصنيعه من المطاط، أو "الجاروخ" المصنوع من الجلد ويتميز بمقدمته الطويلة».

فرهاد محمود إيبو

ويضيف: «في الأعراس قلما تجد شخصاً -وخاصة من قبل كبار السن- لا يلبس اللباس الخاص بأبناء المنطقة، أما في باقي أيام السنة ولحماية هذا اللباس من الضياع والاندثار فقد لجأت مجموعات شبابية ومن الجنسين إلى إنشاء فرق فلكلورية للرقص التراثي عمادها هذه الأزياء».

تقول "ألماس محمود" وهي ربة منزل: «يوم العرس هو مناسبة مهمة للفتيات والنسوة عموماً للظهور بأجمل شكل من خلال خياطة ما يناسب هذا اليوم من أزياء نسائية خاصة تضفي عليهن المزيد من التألق والجمال.

زي "الكبارية"

ترتدي العروس لباساً خاصاً بعيداً عن الثوب الأبيض الذي يتم ارتداؤه في أغلب المناطق السورية، وعلى الرغم من دخول اللباس العرائسي العصري إلى بعض أعراس المنطقة في الفترة الماضية؛ إلا أن الفتيات بدأن العودة إلى الماضي بأجوائه الجميلة من تقاليد وطقوس تشمل الأزياء وغيرها».

وتتابع: «لباس العروس مؤلف من مجموعة قطع مصنوعة خصيصى للمناسبة، وهذه القطع هي: "الطربوش" ويُصنع من اللباد وله ثلاث قطع خشبية تُعلق عليها النقود والذهب والفضة بهدف الزينة، وغطاء الوجه المصنوع من القماش الأحمر ويغطى به رأس العروس كي لا يشاهدها العريس حتى ليلة "الدخلة"، أما فستان العروس فيصنع من قماش المخمل الذي يسمى محلياً باسم "قديفة"، والزنار القماشي المصنوع من الحرير وبه يلف خصر العروس، و"الملتان" وهو قميص من دون كمّين أو بكمّين قصيرين ويصل إلى أسفل الظهر، وقطعة قماشية مربعة تربط برباط لتغطي القسم الأمامي من النصف الأسفل لجسم العروس وتسمى "هنكلك"، وأخيراً "التاصوم"؛ وهو عبارة عن حذاء مصنوع من الجلد الأحمر.

زي النسوة

أما بقية النسوة، فالكبيرات يضعن على رؤوسهن "الكوفية"، أما الأصغر سناً فيضعن إما "الطربوش" الذي يسمى "قبعة مراش" أو منديلاً أبيض أو شالاً، والفساتين بوجه عام ملونة ومزركشة ومن أشهر أنواعها "الفستان الكرمانجي" الشائع بين النساء من مختلف الأعمار».

وتضيف: «تعد أيام الأعراس في المنطقة مناسبات اجتماعية مهمة للحفاظ على اللباس والزي الفلكلوري؛ لأن من تقاليده المعروفة ارتداء الحضور لباسهم التقليدي الخاص؛ الذي أصبح اليوم جزءاً من تراث المنطقة وفلكلورها؛ فالمعروف أنه في باقي أيام العام حلت الألبسة العصرية مكان هذه الألبسة التقليدية التي تتميز بها منطقة عن أخرى».