هي أكلة طقسية تقوم النسوة بإعدادها في بعض المناسبات الاجتماعية في الريف مثل الأعراس التقليدية والحصاد، وتتميز "الكاشك" بطعمها اللذيذ وفوائدها الغذائية العالية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 شباط 2015، العمة "بنفش إبراهيم حمو" التي تحدثت بدايةً حول الحضور الاجتماعي لهذه الطبخة قائلة: «في بداية حديثي أحب أن أوضح للقارئ الكريم معلومة مرتبطة بأكلة "الكاشك" الطقسية وهي أن اسمها الأساسي ليس "الكاشك" بل هو الاسم الطقسي لها؛ فالطبخة معروفة في المنطقة منذ أقدم العصور باسم "كتايي" وهو الاسم الشائع؛ ولكن السكان المحليين يطلقون عليها تسمية "الكاشك" إذا ما تم إعدادها في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والحصاد وبعض المناسبات الدينية وغيرها، لذا يرتبط هذا الاسم بالمناسبات. أما إذا تم إعدادها في الأيام العادية فتسمى "كتايي"».

بعد الانتهاء من إعداد الطبخة ننزلها من على النار لتزيينها بالفليفلة المطحونة والبهارات، ومن ثم نضعها في الصحون ليتم تناولها وهي ساخنة

وأضافت: «في الأيام العادية تقوم النسوة بإعداد هذه الطبخة عدة مرات خلال فصل الشتاء ليتم تناولها ساخنة بالملاعق ومن دون خبز؛ وهي أساساً مرتبطة بموسم البرد وتحتاج إلى الكثير من الحطب لإعدادها على النار أو على مدفأة الحطب، وفي التقاليد الشعبية في منطقة "عفرين" ترتبط هذه الطبخة بعدة مناسبات اجتماعية ودينية فيطلق عليها الناس حينذاك "الكاشك" -كما قلت- ومن هذه المناسبات اليوم الأخير من العرس التقليدي، وكذلك اليوم الأخير من أيام الحصاد التي تسمى شعبياً يوم "خلاصك"، وفي مناسبة محلية كردية تسمى "شوري" أو "العاشوراء" التي تصادف العاشر من شهر محرم وفيها يقدم الأكراد الذبائح، ومن تقاليدها ترك صدور تلك الذبائح وخاصة صدور الديوك ليطبخ منها أكلة "الكاشك" بالمناسبة».

يوم خلاصك في الحصاد

وتتابع: «أما في الأعراس التقليدية التي كانت تستمر سبعة أيام بلياليها؛ فكان على أهل العريس وبموجب الأعراف الاجتماعية السائدة إعداد طبخة "الكاشك" لجميع الضيوف والمدعوين؛ وذلك في ظهر اليوم الأخير من العرس؛ حيث تتشارك عشرات النسوة من القرية في إعدادها في طناجر كبيرة، وبعد الانتهاء منها يمد الشباب المائدة إما في بيت والد العريس أو في ساحة القرية الرئيسة ليتناولها كل المتواجدين؛ وبذلك ينتهي العرس بعد سبعة أيام من المرح والفرح، وهنا أود أن أذكر بأنه وقبيل اختتام العرس وتناول طبخة "الكاشك" يدخل كبار القرية مقدمة "الدبكة"، ومعهم كل الضيوف والمدعوين فيرقصون رقصات اختتام العرس؛ وهي رقصات كردية قديمة مثل: "حمو"، و"آلاوي"، وغيرها.

أما بالنسبة ليوم "الخلاصك" وهو اليوم الأخير من الحصاد، فقد كانت النسوة يقمن بإعداد "الكاشك" للعمال ويقدمنه في الحقل فور الانتهاء من عملية الحصاد، ففي الريف يتم حصاد المحاصيل بالتعاون بين الأسر ومجاناً، فإن تم الانتهاء من حصاد محصول أحدهم انتقلوا جميعاً إلى حقل الآخر هكذا حتى ينتهوا من حصاد كل المحاصيل في القرية، وفي نهاية الحصاد في كل حقل كانوا يتناولون "الكاشك" مجتمعين في جو اجتماعي جميل».

إعداد الكاشك

وقالت السيدة "حميدة إبراهيم" حول طريقة إعداد هذه الطبخة: «المكون الرئيس لهذه الطبخة هو "القمح المدقوق" الذي يقال له "الحنطة"، وفي البداية ننقع "القمح المدقوق" أو "الحنطة" وقليل من "الحمص" في كمية وفيرة من الماء وذلك قبل يوم من طبخ الأكلة، وفي اليوم التالي نقوم بغسل المنقوع وتنقيته من الحصى الصغيرة، بعد ذلك نقوم بسلق لحم الدجاج البلدي أو الخروف لمدة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة قبل أن نخرجه من المرقة لنفتته، ثم نضيف "الحنطة" والحمّص واللحم المفتت إلى المرقة ونتركها تغلي معاً لمدة ساعتين مع تحريك الطبخة تحريكاً متواصلاً حتى تنضج حبات "الحنطة"، ويصبح اللحم كالخيوط فنضيف إليها الملح وبصلة صغيرة مفرومة ومقلية بزيت الزيتون وفليفلة مطحونة وبهارات».

وختمت حديثها: «بعد الانتهاء من إعداد الطبخة ننزلها من على النار لتزيينها بالفليفلة المطحونة والبهارات، ومن ثم نضعها في الصحون ليتم تناولها وهي ساخنة».