يتميز سكان منطقة "شيراوا" الجبلية في "ريف حلب الشمالي" بلباسهم التقليدي الخاص الذي يختلف عن لباس باقي المناطق.

للحديث عن أزياء منطقة "شيراوا" وميزاتها تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2014 الأستاذ "مروان بركات"، الباحث في تراث وتاريخ منطقة "عفرين"، بالقول: «يتميز الزي في "جبل ليلون" وخاصة لباس الرجال عن بقية المناطق نوعاً ما؛ فلباس الرجال يتكون من السروال، ومن بدريسة سوداء، وقطعة قماش سوداء تلف حول الخاصرة، وشماخ أحمر اللون، ولا يزال هذا الزي دارجاً في "شيراوا" وخاصة في القرى الجبلية من الجزء الجنوبي لمنطقة "جبل ليلون".

على نهج الآباء يمضي الأبناء في الحفاظ على هذا اللباس الذي يجسد جزءاً من هويتهم التراثية، فأينما ذهب الشيراوي سواء إلى المدن السورية أم إلى "أوروبا" فإنه يرتدي لباسه التقليدي المعروف، وينصح الكبار في السن الأجيال الحالية بالتمسك بهذا الزي الشعبي التراثي لكونه يحقق الحشمة للرجل والمرأة على حد سواء خلافاً للموديلات العصرية التي تخلو من الأصالة والجمالية، كما أن التمسك بها يعني التمسك بالتراث المحلي الذي يشكل هويتهم لهم أينما حلوا

في نهايات القرن العشرين تغير هذا الزي بشكل ملحوظ لدى فئة الشباب خصوصاً نتيجة عدة عوامل، منها التعليم حيث يفترض أن يلبس الشاب البنطال العصري بدلاً من السروال وذلك في المدارس والجامعات، وكذلك نتيجة الهجرة إلى المدن والتأثر بعادات المجتمعات الأخرى وغيرها من العوامل.

اللباس التقليدي للمرأة في شيراوا

أما بالنسبة للمرأة "الشيراوية" فهي تحب الألوان الزاهية وخاصة لوني الأحمر والأزرق، الزي الأساسي للمرأة في "شيراوا" مؤلف من الفستان الطويل وترتدي فوقه "المريولة" التي تسمى محلياً "جارك"، كما تضع منديلاً على جبينها لتغطية شعرها وجبينها وتعقدها خلف رأسها، أما على رأسها فتضع منديلاً أكبر له ألوان مختلفة تسمى "شال" تعقده في قمة رأسها، ولا يزال هذا الزي الشعبي دارجاً بين الكبيرات في السن رغم التغييرات التي طرأت على زي الفتاة "الشيراوية" كما قلت بسبب عدة عوامل ذكرتها».

الأستاذ "خليل محمود" وهو صحفي من قرى "شيراوا"، تحدث عن أزياء تلك المنطقة بالقول: «في قرى "جبل ليلون" أو ما يسمى "شيراوا" هناك تشابه كبير في تصاميم اللباس لدى السكان، الرجل يرتدي السروال الأسود الذي يسمى محلياً "شالوَر" ويضع على رأسه "الجمدانة" الحمراء أو السوداء ويسمونها "دولاقاً"، هذا الزي لم يتغير منذ أن وُجدت هذه القرى على سفوح هذا الجبل.

غطاء الجبين للمتقدمات في السن

أما المرأة فتريدي الفستان الكردي الطويل وفوقها تلبس "الجارك" التي تغطي القسم الأمامي السفلي للجسم، وتضع على رأسها غطاء يسمى محلياً "شارْبْ"، وعندما تتقدم في السن تضع تحت "شارْبْ" قطعة قماش بيضاء تسمى "بار أَني" باللهجة المحلية ومعناها "غطاء الجبين"».

ويضيف الأستاذ "خليل": «تتباهى المرأة الشيراوية كما الرجل الشيراوي بالحفاظ على التراث الشعبي لجهة عدم الانجرار خلف مغريات عالم الموضة والأزياء الحديثة، ولذلك توجد حالياً في كل قرية من قرى "شيراوا" امرأة أو أكثر تقوم بخياطة الألبسة التقليدية ذات الطابع الكردي التقليدي للسكان.

الأستاذ خليل محمود

ورغم أن الجيل المتقدم في العمر من رجال عموم قرى "عفرين" يرتدون السروال الأسود المعروف إلا أن سروال الرجل الشيراوي يتميز بأنه ذو لون أزرق وطويل من الخلف؛ وهذا يساعده على حرية الحركة أثناء العمل الزراعي، والجدير ذكره أنه بإمكانك وأنت تتجول في سوق مدينة "عفرين" الأسبوعي التعرف على الرجل الشيراوي من خلال سرواله، وعلى المرأة الشيراوية من شكل لباسها المميز، ومن ملامح وجهها الجبلي».

وختاماً، قال: «على نهج الآباء يمضي الأبناء في الحفاظ على هذا اللباس الذي يجسد جزءاً من هويتهم التراثية، فأينما ذهب الشيراوي سواء إلى المدن السورية أم إلى "أوروبا" فإنه يرتدي لباسه التقليدي المعروف، وينصح الكبار في السن الأجيال الحالية بالتمسك بهذا الزي الشعبي التراثي لكونه يحقق الحشمة للرجل والمرأة على حد سواء خلافاً للموديلات العصرية التي تخلو من الأصالة والجمالية، كما أن التمسك بها يعني التمسك بالتراث المحلي الذي يشكل هويتهم لهم أينما حلوا».

  • منطقة "شيراوا" ليست منطقة إدارية، إنما تسمية جغرافية تطلق على مجموعة من القرى الواقعة في الطرف الجنوبي لجبل "ليلون".