أحد القامات العلمية الكبيرة وعلم من الأعلام المعروفين في مجال فقه اللغات السامية على مستوى العالم، قدم خلال مسيرته عشرات المؤلفات والأبحاث المهمة، وأشرف على العديد من شهادات الدكتوراه في عدة جامعات.

حول شخصية الدكتور "أحمد أرحيم هبو" وأهميته ودوره يقول الباحث "عامر رشيد مبيض" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آب 2014: «ولد في "حلب" في العام 1941 ودرس فيها، حصل على دكتوراه فلسفة من "جامعة هايدلبرغ" – كلية الدراسات الشرقية والتاريخ في "ألمانيا الغربية" في العام 1970 بمرتبة شرف من الدرجة الأولى، وحملت عنوان "الكلمات الدخيلة في كتاب السيرة النبوية" ونشرت في العام 1984 ضمن سلسلة دراسات "هايدلبرغ" الاستشراقية باللغة الألمانية، اختص بدراسة فقه اللغات السامية القديمة وتاريخ الشرق القديم، وعُين عضواً في هيئة التدريس في جامعة "حلب" منذ العام 1971، وأصبح برتبة أستاذ دكتور في العام 1987، كما درّس في جامعة "تشرين" باللاذقية، وجامعة "صنعاء" اليمنية بين أعوام 1990-1999، وكان أستاذاً زائراً في جامعات "بودابست" في "المجر"، و"يريفان" في "أرمينيا"، و"ليون" في "فرنسا"، و"هايدلبرغ" في "ألمانيا الاتحادية"».

ناقش وأشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه في جامعتي "حلب" و"صنعاء"، كما أشرف على أول رسالة دكتوراه في كلية الآداب - قسم التاريخ بجامعة "صنعاء" بعنوان "آلهة اليمن القديم ورموزها" في العام 1997، كما عُيّن عضواً في لجنة فحص الإنتاج العلمي للتعيين في عضوية هيئة التدريس والترقية في الجامعات السورية والعربية، وله نشاطات ثقافية عامة من محاضرات وندوات في الجامعة والمراكز الثقافية ومقرات الجمعيات الثقافية

وحول مهامه الإدارية والعلمية يقول: «شغل مناصب إدارية وعلمية كثيرة مثل: أمين سر "جمعية العاديات" بـ"حلب"، ورئيس البعثة الأثرية في "مسكنة" – "إيمار"، ورئيس تحرير مجلة "عاديات حلب"، وعضو في هيئة تحرير مجلة "بحوث" بجامعة "حلب"، ووكيل كلية الآداب للشؤون العلمية كما كان عميداً لها، وفي العام 2000 عُين أميناً لفرع حزب "البعث العربي الاشتراكي" بجامعة "حلب"، كما كان عضواً في اتحاد الكتاب العرب والجمعية السورية لتاريخ العلوم، انصب جل اهتمامه في تدريس فقه اللغة العربية والسريانية والعبرية، وتاريخ العرب القديم، وتاريخ الشرق العربي القديم والعصر الهلينستي واللغة الألمانية، كما قام بتدريس طلاب الدراسات العليا بجامعة "حلب" اللغويات المقارنة وفقه اللغة السامية».

الأستاذ عامر رشيد مبيض

ويتابع: «ترك "هبو" مجموعة من المؤلفات والأبحاث العلمية واللغوية والتاريخية، ومن كتبه اللغوية: "الكلمات الأعجمية في سيرة النبي (ص)" لابن هشام – طبع بالألمانية عام 1994، و"المدخل إلى اللغة السريانية وآدابها" – جامعة حلب" عام 1975، و"الأبجدية نشأة الكتابة وأشكالها عند الشعوب" – دار الحوار "اللاذقية" عام 1994، و"معجم ألماني – عربي" بيروت عام2001، أما كتبه التاريخية فمنها: "تاريخ العرب قبل الإسلام" عام 1980، و"تاريخ العرب قبل الإسلام السياسي والحضاري" عام 1985، و"تاريخ الشرق القديم – سورية" عام 1993، و"تاريخ الشرق القديم - ما بين النهرين" عام 1995، و"تاريخ الشرق القديم – مصر" عام 1996».

يضيف: «ناقش وأشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه في جامعتي "حلب" و"صنعاء"، كما أشرف على أول رسالة دكتوراه في كلية الآداب - قسم التاريخ بجامعة "صنعاء" بعنوان "آلهة اليمن القديم ورموزها" في العام 1997، كما عُيّن عضواً في لجنة فحص الإنتاج العلمي للتعيين في عضوية هيئة التدريس والترقية في الجامعات السورية والعربية، وله نشاطات ثقافية عامة من محاضرات وندوات في الجامعة والمراكز الثقافية ومقرات الجمعيات الثقافية».

الأستاذ عامر عليوي

أما "عامر عليوي" من المركز الإعلامي في "جامعة حلب" فيقول: «الدكتور "أحمد أرحيم هبو" أستاذ اللغات السامية القديمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب"، كرّس أكثر من أربعين عاماً من حياته في العطاء العلمي للأجيال التي تعاقبت على الدراسة والتحصيل الجامعي، تحلى خلالها بالصبر والأخلاق الحميدة، وتميز بنشاطه الثري في ميدان البحث العلمي في "جامعة حلب" وعدد من المؤسسات العلمية الإقليمية والدولية؛ ليرفع بذلك اسم وطنه عالياً من خلال مشاركته في الكثير من المؤتمرات العلمية المتخصصة».

ويضيف: «كان يتمتع بالكثير من الخصال العلمية والإنسانية والأخلاق الحميدة التي مكنته من أن يكون على الدوام أستاذاً جامعياً قديراً أعطى بلا حدود، وعلماً من أعلام الفكر والتاريخ في "حلب" والوطن بأكمله، وسيبقى في وجدان جامعته وطلابها، ويعد من الأعلام البارزين الذين ساهموا في بناء الجامعة وتطويرها، وستذكر أجيال الأساتذة والطلاب باعتزاز الجهود الكبيرة التي بذلها خلال العقود الماضية في خدمة العلم والتدريس وبناء الأجيال معرفياً ووجدانياً، وقد توفي في 23 حزيران 2014».

الدكتور المرحوم أحمد أرحيم هبو