لعب الفنان المرحوم "مراد ويس" دوراً مهماً في الحركة الفنية - النحتية السورية، وتميز بميله الدرامي على خشبة المسرح، كما نفذ عدداً من النصب التذكارية المهمة في مدينتي "حلب" و"إدلب"...

حول سيرة المرحوم "مراد ويس" الشخصية التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 نيسان 2014 النحات "يوسف إبراهيم" من منطقة "عفرين"، ويقول: «تأتي الحركة النحتية في "سورية" في طليعة الحركات الفنية في الوطن العربي، هذه الحركة أسسها وطورها ورسخها العديد من النحاتين السوريين ومنهم المرحوم "مراد ويس"، الذي ولد في مدينة "حلب" عام 1955، وفي طفولته المبكرة ظهرت لديه موهبة حب الفن، لذلك وبعد حصوله على الشهادة الثانوية العامة دخل كلية الفنون الجميلة في "دمشق" ليتخرج من قسم النحت فيها عام 1982، وبعدها عمل في مؤسسة الإسكان العسكرية».

من أهم الأعمال الفنية التي تركها المرحوم "مراد ويس" لوحة حملت اسم "روليف"، وقد عرضها عام 1993 في "معرض الربيع" في "حلب"، وتمثل بعض الزخارف العربية الإسلامية التي قام بمزجها مع الحروفية بمهارة وإتقان وبشكل توافق مع التصميم الكلي في العمل النحتي

وعن تجربته في تلك المؤسسة يضيف: «خلال عمله مشرفاً لدى مؤسسة الإسكان نفذ "ويس" عدداً من أعماله النحتية والنصب التذكارية في كل من مدينتي "حلب" و"إدلب"، من أهمها النصب التذكاري الموجود في مدخل مدينة "إدلب"، وبعد عودته من دولة "الإمارات العربية المتحدة" -حيث سافر إليها للعمل- قام بتنفيذ مجموعة من اللوحات الفنية باستخدام أقلام الشمع، وبهذه الأعمال أقام معرضاً فنياً في مدينته "حلب" عام 1993، وبالنسبة للمعارض الجماعية فقد شارك في معظمها على مستوى "سورية" وذلك منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وبعيداً عن النحت كان الفنان الراحل "مراد ويس" يملك تجربة مميزة في ميدان المسرح إذ تفتحت موهبته في هذا المضمار بشكل جيد، حيث تميزت شخصيته في هذا المجال بميل درامي واضح المعالم من خلال امتلاكه قدرة خاصة في التعامل مع الشخصيات المسرحية على خشبة المسرح، وبتاريخ 7 آب 2003 فاجأ "ويس" جمهوره الفني برحيله المبكر عن لينضم إلى قافلة المبدعين في هذا الوطن».

من أعماله

وعن التجربة الفنية – النحتية للفنان "مراد ويس" يقول الناقد الفني "محمود مكي": «قبل أن تنضج الرؤية الفنية للفنان "مراد ويس" عاجله الموت وغيّبه عن الساحة الفنية السورية؛ ولذلك فإن الحديث عن هذه التجربة يعدّ حديثاً غير مكتمل وناقص، ولكن على الرغم من قصر هذه التجربة وعدم وضوح معالمها ونضجها إلا أن له دور كبير في حركة النحت السوري من خلال عمله بإدخال الحروفية مع الزخرفة العربية إلى الحركة النحتية السورية المعاصرة وذلك بكل ثقة، ولو لم يستعجله الموت لكان النحات "مراد ويس" من الفنانين الواعدين مستقبلاً في الحركة الفنية – النحتية السورية فأعماله التي تركها لنا قدمت بشائر جيدة حول تجربته النحتية».

ويختم "مكي": «من أهم الأعمال الفنية التي تركها المرحوم "مراد ويس" لوحة حملت اسم "روليف"، وقد عرضها عام 1993 في "معرض الربيع" في "حلب"، وتمثل بعض الزخارف العربية الإسلامية التي قام بمزجها مع الحروفية بمهارة وإتقان وبشكل توافق مع التصميم الكلي في العمل النحتي».

من أعماله

وفي كتاب "الفن التشكيلي بحلب" للباحث الفني "طاهر البني" ورد حول تجربة الفنان المرحوم "مراد ويس" ما يلي: «بعد عودته من "الإمارات" في صيف عام 1993 أقام الفنان "مراد ويس" معرضاً في صالة "إيبلا" للفنون الجميلة في "حلب"، وقد ضم المعرض تجربة تصويرية للفنان "مراد"، فكانت محاولة في استخدام الخط العربي في صنع لوحة حروفية ترفد التجارب الفنية الأخرى التي تمضي في نفس الاتجاه، وقد عكست الأعمال المعروضة الجوانب الروحية في الخط العربي من خلال توظيفه في عبارات إسلامية ضمن مناخات لونية صافية استخدم فيها المادة الشمعية مستفيداً من تأثيراتها في إبراز أغراضه التصويرية».

الناقد الفني محمود مكي