تميزت السوق السورية في الآونة الأخيرة بتسجيل معدلات نمو عالية، حيث استطاعت أغلب المصارف العاملة في سورية تسجيل معدلات نمو تزيد على 100% من حيث الودائع والموجودات, إضافة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المصارف في تمويل المشاريع الاستثمارية, فالمستقبل القريب سيكون مجالاً مفتوحاً للتنافس بين المصارف وهذا دليل واضح على أن السوق السورية المصرفية بدأت تنضج مما سيؤدي إلى تقديم خدمات جديدة ومميزة للمتعاملين,هكذا يرى السيد باسل الحموي المدير العام لبنك عوده سورية, نائب رئيس مجلس الإدارة آفاق العمل المصرفي في سورية.

eSyria التقت السيد باسل الحموي بمناسبة حصول بنك عوده سورية على جائزة أفضل مصرف سوق ناشئة في سورية الممنوحة من قبل مجلة " غلوبل فايننس " في إطار إحصاء العام 2008 حول أفضل المصارف في الأسواق الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط.

وعن هذه الجائزة التي حصل عليها البنك قال " تعتبر مجلة غلوبل فايننس من أكبر المؤسسات التي تمنح جوائز وتصنيفات للبنوك العالمية, وهي رائدة بهذا المجال منذ سنوات طويلة فهذه الجوائز والتقديرات السنوية أطلقت منذ حوالي 15 سنة, وتعتبر الجوائز التي تمنحها مقياساً للمؤسسات المالية العاملة في القطاع المصرفي والساعية إلى الاستفادة من فرص النمو, وبعد التطورات التي شهدها الاقتصاد السوري بمختلف أطيافه قررت الاطلاع على العمل المصرفي في السوق السورية لمتابعة البنوك المتميزة واختارت بنك عوده سورية بعد الأداء المميز الذي رافق إنشائه, وهي تعتبر أول جائزة تحصل عليها سورية لذا نحن كسوريين وكبنك سوري فخورين في الحصول على هذه الجائزة."

وعن أهمية هذه الجائزة في تعزيز العمل المصرفي قال " حصول بنك سوري على هذه الجائزة من قبل مؤسسة عالمية تتمتع بمكانة ومرجعية محترمة في الأوساط المالية العالمية, يمنح المصارف العاملة في سورية موضعاً على الخارطة العالمية للأسواق المالية, فقبل هذه التطورات لم يكن أغلب الناس يعرفون السوق المصرفية السورية بشكل كاف وبعد الحصول على هذه الجائزة أصبح لسورية سمعة مصرفية طيبة على مستوى العالم ولم يكن البنك ليحصل على هذه الجائزة لو لم تكن السوق السورية خصبة قابلة للنمو والتطور.

وحول ما تمثل هذه الجائزة بالنسبة لبنك عوده سورية أضاف " نحن نعتبر بأن البنك هو جزء من التضاريس المصرفية في سورية وعلى الرغم من كون البنك ليس أكبر بنك في سورية فهو يأتي في المرتبة الثالثة, ولكننا ومنذ البداية اعتمدنا على الخدمة المميزة للزبائن وبعد حصولنا على الجائزة تأكد لنا صوابية هذه العملية, فالعمل المتواصل لتقديم خدمات مميزة لكافة الزبائن كانت أبرز ما يميز عمل البنك.

وعن الأسس التي يتم على أساسها منح الجائزة قال " تستند غلوبل فايننس في منح جوائزها إلى عدد كبير من المعايير مثل نمو الأرباح وحجم الودائع والموجودات, العلاقات الإستراتيجية والتنوع في الخدمات المقدمة, خدمة الزبائن وتنافسية الأسعار, والابتكار في المنتجات.

وحول مستقبل العمل المصرفي في سورية أضاف " المستقبل عادة يكون له علاقة بالماضي, الماضي الحديث في السنوات الأخيرة تميزت به المصارف السورية وسجلت معدلات نمو عالية في حجم الودائع والموجودات ومعدلات الربحية, بنك عوده سورية أنهى قبل أيام تمويل مبلغ 385 مليون دولار لتمويل إقامة مصنع اسمنت في سورية ويعتبر هذا التمويل أكبر القروض الممنوحة في تاريخ سورية من قبل القطاع الخاص, ما أقصده هو أن المنافسة بين المصارف بدأت تعطي ثمارها. ويضيف " المستقبل الأبعد من ذلك يتمثل في وضع القطاع المصرفي السوري على الخارطة العالمية, والهدف الذي علينا أن نسعى إليه هو تحويل القطاع المصرفي في سورية إلى سوق مشابهة لما عليه الحال في مدينة دبي الإماراتية وقبلها في لبنان لتكون سورية سوقاً إقليمية للعمل المصرفي, وهذا العمل يتطلب تغييرات وإصلاحات كثيرة منها يتعلق بالعمل المصرفي ومنها في قطاعات أخرى وأنا أتصور أنه بالإمكان أن نصل بسورية إلى هذا الموقع "

وعن المقومات الأساسية للنجاح في العمل المصرفي أضاف " آلية العمل وأسس النجاح تختلف من بنك لآخر, والمؤشرات التي وضعناها لأنفسنا لها علاقة وثيقة بالاحترام المتبادل بين كافة العاملين في البنك, الشفافية المطلقة في انجاز كافة الأعمال, الاحترافية والصدق والأمانة, إضافة إلى الجهد المتواصل والعمل الشاق الذي يبذله كافة العاملين في المصرف لإتمام العمل المطلوب."

وعن النقاط التي تميز بنك عوده سورية عن غيره من البنوك العاملة في سورية قال " البنك في كثير من صفاته يتشابه مع المصارف الأخرى فهي جميعها تسعى ولديها الرغبة للنمو والانتشار في سورية ولكن أبرز ما يميز بنك عوده سورية بأننا لسنا متخصصين في منح قروض معينة بل نعتبر أنفسنا بنك مفتوح الاختصاص, فأول تمويل للبنك كان في العام 2006 وبعد ثلاثة أشهر من الافتتاح وأن تتخذ خطوة كهذه في بداية العمل فهذا على قدر كبير من الخطورة وخاصة في قطاع مختلف, ولكننا وجدنا أنه من الضروري أن نكون منفتحين على كافة الاختصاصات والقطاعات لأن سورية من الناحية المصرفية تحتاج إلى كل مختلف هذه الاختصاصات كونها سوق مصرفية ناشئة, ويضيف " ونحن في البنك نعمل على متابعة النظم العالمية ولا تكتفي بالمشرع السوري المتمثل في المصرف المركزي, أو المشرع اللبناني المتمثل في البنك الأم, بل نخرج إلى السوق العالمية لاكتشاف الأسس العلمية في العمل المصرفي والذي هو على قدر كبير من الشفافية, فنحن مثلاً لا نتعامل مع الصرافين الغير مرخصين ولا مع أنواع أخرى من هذا النوع لكونها بعيدة عن الشفافية وغير محبذة عالمياً "

يذكر بأن بنك عوده سورية يعمل بموجب ترخيص حصل عليه في العام 2005 وهو يتخصص في المنتجات التجارية والمصرفية كما أنه عضو مساهم في شركة التأمين العربية العاملة في سورية.