تعالت أصوات المفكرين الاقتصاديين والاجتماعيين في المناداة بإجراء إصلاحات أساسية على النظام الرأسمالي ومطالبته بالاستثمار للمستقبل، ووضع حد لتوحش العولمة في التهافت للربح..

وذلك عن طريق تدخل الدولة لإحداث التوازن في السوق ولإصلاح الخلل الاقتصادي في توزيع الدخل والثروة، والمشاركة الشعبية الواسعة للمواطنين في اتخاذ القرار لتحقيق أكبر قدر ممكن من المساواة الاقتصادية والعناية بالجانب الاجتماعي والخدمات من صحة وتعليم وسكن.

وقد أقام النادي العربي الفلسطيني بحلب ندوة بعنوان: "الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى نظام السوق الاجتماعي- آفاق وتحديات في سورية" شارك فيها الباحثان الدكتور عدنان شومان وفاروق نور الدين، وذلك في مقر النادي بالجميلية.

وقد تحدث الباحثان عن نظريات اقتصاد الرفاه وأنماط ونظم دولة الرفاهية الاجتماعية وتعريف اقتصاد السوق الاجتماعي والذي يتضمن قضايا متعددة ذات مضامين اقتصادية وسياسية واجتماعية وذات أبعاد علمية وتكنولوجية وتربوية، وهو النظام الذي يؤمن للفئات الاجتماعية كافةً تسهيل الحصول على الخدمات الأساسية للحياة من صحة وتعليم وسكن وغذاء، كما تطرق الباحثان إلى الحديث عن التحديات التي تعترض تطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي والمتمثلة في التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الداخلية والخارجية.

وفي لقاء لـ eAleppo مع الدكتور عدنان شومان قال: "إن القصد من التنمية هو الناس، وبناءً على هذا الأساس فقد تم التركيز في الندوة على عرض الآفاق والتحديات في سورية من أجل الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى نظام السوق الاجتماعي، مع عرض لمختلف النظريات التي بحثت هذا الموضوع، فسياسات الرفاهية الاجتماعية تختلف من دولة لأخرى غير أن الهدف العام يبقى تقليل التفاوت ما بين فئات المجتمع ومحاربة الفقر وتحقيق درجة معينة من العدالة الاجتماعية".

الدكتور عدنان شومان

أما الباحث فاروق نور الدين أضاف : الانتقال من النظام المركزي تعددت مراحله منذ العثمانيين الذين صنعوا الإقطاع والفقر، ثم انتقل إلى الحرب العالمية الثانية حيث فرض الانتداب على الشعب أن يقدم كل الإمكانيات الغذائية لإطعام جنوده، وانتقلت سورية بعد ذلك إلى الاستقلال، وفي الاستقلال كانت مرحلة جديدة لوضع نظام سيطر فيه الرأسمال الاقتصادي، بالإضافة إلى وضع جديد من الصناعة التي أشبعتها الرأسمالية ونظام الزراعة العامة الشاملة، ثم انتقل الموضوع ضمن طموحات كبيرة للتغيير أثناء الوحدة مع مصر، حيث كان الوضع الاشتراكي وشبه الاشتراكي هو السائد ليكون الإصلاح الزراعي والتأميم الصناعي، حتى وصلنا في الفترة الأخيرة لإقرار وإصلاح نظام السوق الاجتماعي، وقد افترض البعض بأنه نظام حر، ولكنه كل أوروبا تطبق الدعم الاجتماعي، لذلك رغبت سورية في العمل على تطبيقه.

يذكر بأن الدكتور عدنان شومان يحمل دكتوراه اختصاص تطبيقي من جامعة أوهايو الأميركية، عمل في منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة لمدة 15 عام، وفي منظمة إيكاردا لمدة 10 سنوات، شغل عدة وظائف منها مدير التعاون ومستشار الرئاسة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية، وفي الأمم المتحدة مستشار وخبير التخطيط الزراعي والتنمية في بلدان أميركا اللاتينية والوطن العربي ثم في الإدارة المركزية في روما.

الباحث فاروق نور الدين

والباحث فاروق نور الدين مستشار اقتصادي حقوقي، شارك في مؤتمرات متعددة شملت الموضوعات الاقتصادية والتراث العلمي العربي والأبحاث الحقوقية، وهو عضو إداري في جمعية العلوم الاقتصادية وجمعية العاديات ورابطة الحقوقيين بحلب، له مؤلفات روائية وقصصية متعددة في أدب الرحلات.