فنان مبدع يمتلك القدرة على خوض مختلف التجارب الفنية، باحثاً في أنحائها عن كل جديد ليحقق الهدف الذي يسعى إليه، ويعبر من خلالها عن أفكاره الخاصة متميزاً بذلك عن غيره من الفنانين، هو الفنان التشكيلي "وحيد قصاص".

بتاريخ 29 أيلول 2014، تحدث الفنان "وحيد قصاص" لمدونة وطن "eSyria" حول مسيرته الفنية ومراحلها قائلاً: «يمكن تقسيم مسيرتي الفنية باختصار إلى ثلاث مراحل أساسية، هي: المرحلة الأولى التي بدأت خلال دراستي الابتدائية، وتضمنت رسوماتي حينها شخصيات تاريخية، مثل: "عمر المختار"، و"إبراهيم هنانو"، ورسمتها بالحبر الصيني على مادة البورسلان، في المرحلة الثانية دخلت مركز "فتحي محمد" للفنون التشكيلية في "حلب"؛ وذلك مع وصولي إلى المرحلة الثانوية، خلال هذه المرحلة تعرفت الفن السوري ورواده، أخيراً وفي المرحلة الثالثة بدأت الدراسة في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق" - قسم الإعلان، وتخرجت فيها عام 1982».

إن أعمالي الفنية بشكل عام تصور الإنسان وجغرافيته، وهي مرسومة بشكل تعبيري انطباعي

وحول نتاجاته قال: «أقمت واشتركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج "سورية"؛ وذلك منذ العام 1985، فقد أقمت خمسة معارض فردية داخل "سورية"، وكذلك معرض في قصر "الأونيسكو" ببيروت في العام 2004، ومعرض بمدينة "ليلط" الفرنسية في العام 2000.

من أعماله

أعمالي مقتناة في مجموعات خاصة داخل القطر وخارجه مثل: "فرنسا" و"العراق"، ودول الخليج، و"تركيا"، و"ألمانيا"، و"اليونان"، وكذلك لي أعمال مقتناة من قبل الدولة في المركز الثقافي بـ"حلب"، وقصر الثقافة بـ"دمشق"».

وحول موضوعات أعماله ومدرسته الفنية قال: «إن أعمالي الفنية بشكل عام تصور الإنسان وجغرافيته، وهي مرسومة بشكل تعبيري انطباعي».

من أعماله

وحول التجربة الفنية للتشكيلي "وحيد قصاص" وميزاتها؛ تحدث لمدونتنا الناقد الفني "محمود مكي" بالقول: «قدم الفنان "وحيد قصاص" خمسة معارض فردية له؛ ليصل في النهاية إلى تجربة فريدة لها خصوصيتها وأسلوبها ومضامينها التي بدأ يتميز بها في الحركة الفنية السورية.

تضمنت بدايات تجاربه الفنية انطلاقته نحو البحث الجاد عن الحداثة والجديد في الفن، لقد انطلق في بداياته بالواقعية التعبيرية مستمداً أفكاره من مخزونه الداخلي؛ حيث عاش حياته في الوسط الشعبي بين الحارات القديمة وتقاليدها الشعبية وأدواتها التراثية، مع جملة من ذكرياته الطفولية، ثم تطورت تجربته الفنية وصارت أكثر غنىً خلال خدمته العسكرية بين جبال "لبنان" وقراها، وبين أحضان الطبيعة التي تعد أستاذاً لجميع الفنانين، وكذلك تلك العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة، خلال تلك الفترة قدم مجموعة أعمال بأسلوب تعبيري تأثيري؛ حاول فيه مزج ألوانه الحارة المتناثرة بين مشتقات الأخضر والأزرق ليؤسس لصراع لوني؛ وذلك بضربات ريشة سريعة حتى لا تهرب منه اللحظة الآنية وتأثيراتها النفسية، في تلك المرحلة أخبرنا برغبته العارمة في الانطلاق بالفن للبحث عن أسلوب خاص ومتميز بالشكل والمضمون، والتحرر من البناء الأكاديمي للأشكال التي يرسمها.

من أعماله

إن عملية إنتاج اللوحة الفنية عند "قصاص" تبدأ عفوياً دون تفكير مسبق بما سيكون عليه العمل الفني النهائي، ولكن تصوره الأساسي للشكل والموضوع موجود في ذاكرته؛ وتتضمن الموروث التراثي والشعبي، والعلاقات الكائنة بين الإنسان ومحيطه، ثم تأتي مرحلة التوازن أثناء الإعداد لإنتاج اللوحة عبر مسارات ريشته على سطح العمل بسرعة وعفوية، مع وضع العناصر التراثية فيها وفي تشكيل هرمي معماري واقعي يتصاعد في أجواء سريالية سحرية، متضمنة الأفكار والمواضيع الأساسية التي نتعرف عليها من خلال التعبيرية الممزوجة بالرمزية».

وختاماً، قال "مكي": «لا شك أن تجربة الفنان "وحيد قصاص" التي يقدمها في المرحلة الحالية تعد -في مفهوم النقد الفني- إحدى أهم التجارب الفنية، فعلى الرغم من أنها في بداية تكوينها إلا أنها في طريقها الصحيح، وهو بحاجة إلى مزيد من الوقت لإتمامها، وخاصة من ناحية التشكيل الخطي واللوني، ونحن على موعد في المستقبل مع هذه التجربة الجديدة والجيدة التي يقدمها فناننا».

يذكر أن الفنان "وحيد قصاص" من مواليد حي "الجلوم الكبرى" بـ"حلب" عام 1958، وهو خريج "كلية الفنون الجميلة بدمشق – قسم الإعلان" عام 1982، ومحاضر في "كلية الفنون التطبيقية" بـ"حلب"، وعضو في "اتحاد الفنانين التشكيليين".