قدم الفنان "صفوان الجندي" بعض لوحات الفسيفساء بتقنية المواد العصرية، أما رسوماته الكاريكاتورية فكانت عن قضايا الفن والفنان بأسلوب ساخر وبسيط، وعمل في مجال الديكور الداخلي في مدينة "حلب"، وقدم الكثير من الكتابات النقدية في الفن .

حول الفنان "صفوان الجندي" وتجربته تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2014، الناقد الفني "محمود مكي" قائلاً: «يعدّ الفنان والباحث "صفوان الجندي" من أوائل خريجي كلية الفنون الجميلة في "سورية"، وقد تتلمذ في بدايات حياته في مدينة "حمص" على يد الفنان الكبير "عبد الظاهر مراد" وتأثر به كثيراً، وقد كان يذكره لي في كل مناسبة. وكان عضواً في نقابة الفنون الجميلة في "سورية" وساهم في نشاطاتها الفنية والمهنية والاجتماعية حينما عُيّن أمين سر فرع "حلب" لنقابة الفنون الجميلة سابقاً.

أقام أول معرض شخصي بعنوان "تشكيلات كاريكاتورية" في صالة "الأسد" للفنون الجميلة بـ"حلب" ضم مجموعة من الرسومات الكاريكاتورية التي نشرها في جريدة "الجماهير" خلال أربعة أعوام بين عامي 2002 -2006، وقد حقق هذا المعرض قفزة نوعية في الحركة التشكيلية بحلب، إذ احتوى مواقفه ورؤيته الخاصة حول قضايا الفن السوري حيث أثار اهتمام الوسط الثقافي والفني به

بعد تخرجه في الجامعة أقام في مدينة "حلب" واستقر فيها بعد زواجه من الفنانة التشكيلية "ابتسام مقيد"، وذلك حتى وفاته في العام 2006، وفي "حلب" عمل مدرساً لمادة التربية الفنية في مدارس ومعاهد "حلب" حتى تقاعده من العمل الوظيفي عام 2002، ليتفرغ بشكل كامل للفن التشكيلي والكتابة في مجال النقد الفني، كما اُنتدب للتدريس في "اليمن" لمدة أربعة أعوام ساهم فيها بإعداد المناهج الفنية الدراسية. شارك في بعض المعارض الرسمية السورية التي أقامتها وزارة الثقافة ونقابة الفنون حيث رسم بعض اللوحات الفنية التي كان موضوعها الحياة الاجتماعية، وبعض المناظر الطبيعية التي تأثر بطريقتها بشكل واضح بزميله الفنان الراحل "لؤي كيالي"، كما كتب عن تجربة "لؤي" الفنية في الصحافة المحلية».

من عربات مهرجان القطن التي أعد ديكورها الفنان صفوان الجندي

ثم تابع: «قدم "الجندي" بعض لوحات الفسيفساء بتقنية المواد العصرية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كما عمل في مجال الديكور الداخلي في مدينة "حلب"، وله بصمات عديدة في هذا المجال. ومنذ نهاية الستينيات من القرن الماضي مارس الكتابة النقدية في الفن، وله محاضرات في علم الجمال والتاريخ الحضاري القديم، كما قدم العديد من الكتابات النقدية المباشرة في صفحة فنون تشكيلية في جريدة "الجماهير" المحلية التي يعدّها الفنان "إبراهيم داود"، ولمدة ستة سنوات متتالية لم يتوقف فيها أبداً عن الكتابة مقدماً خلالها رؤيته الفنية والفكرية واهتمامه بالحياة الفنية التشكيلية بحلب، وكان له زاوية نقدية خاصة بعنوان "قضايا نقدية"، مع زاوية أخرى خاصة قدم فيها رسوماته الكاريكاتورية التي تبحث في قضايا الفن والفنان بأسلوب ساخر بسيط جداً، مختصراً الخطوط والتوضيحات غير الضرورية بشكل يثير اهتمام المتلقي والسخرية المحببة حتى سمي "الصياد".

أعد الفنان الراحل "صفوان الجندي" دراسة موثقة بالحقائق والقرائن المادية عن الجذور الحضارية للفن التشكيلي العربي لم تنشر حتى اليوم، كما عمل أكثر من عشر سنوات على إعداد قاموس للفنانين العالميين يعد مرجعاً أساسياً في الحياة الفنية، وهو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يؤرخ فيه لحياة أكثر الفنانين في العالم بشكل مختصر وبسيط وشامل، وهو مخطوط حتى الآن».

من أعماله الفنية

وحول معارضه قال: «أقام أول معرض شخصي بعنوان "تشكيلات كاريكاتورية" في صالة "الأسد" للفنون الجميلة بـ"حلب" ضم مجموعة من الرسومات الكاريكاتورية التي نشرها في جريدة "الجماهير" خلال أربعة أعوام بين عامي 2002 -2006، وقد حقق هذا المعرض قفزة نوعية في الحركة التشكيلية بحلب، إذ احتوى مواقفه ورؤيته الخاصة حول قضايا الفن السوري حيث أثار اهتمام الوسط الثقافي والفني به».

وأضاف "مكي": «سألته عن خصوصية الأعمال في هذا المعرض فأجاب بأنها تمثل نماذج من الحياة الفنية التي عالجتها بشكل بسيط وواضح، والغاية منها سعيي للتنبيه إلى ما هو أبعد من حشر شكل من أشكال علاقات نوعية لا تتصف بالواقعية ولا تتماشى مع المنطق، ربما مثلت موقفاً نقدياً يواجه فعلاً أو حدثاً لمجرد استثارة متعة قسرية وإنما هي جزء من عملية سبقت الضرورة لمعالجة أسباب معاناة قائمة كانت وما زالت موضع شكوى مريرة من الزملاء الفنانين».

الفنان عبد القادر منافيخي

الفنان والنحات "عبد القادر منافيخي" قال عن المرحوم "صفوت الجندي": «عرفت الفنان المرحوم "صفوت الجندي" عن قرب وعشت معه أياماً طويلة في "حلب". ولم تمنعه محبته لمدينته "حمص" التي ولد فيها عام 1942 عن مساهمته في تطوير الحركة الفنية بـ"حلب"، وخاصة في مجال الكتابات النقدية الفنية عبر صفحات جريدة "الجماهير" الحلبية، وكذلك مشاركاته الفنية الكاريكاتورية التي كان ينشرها في نفس الجريدة التي كان يعالج من خلالها وبأسلوب ساخر واقع الحياة اليومية والفنية في مدينة "حلب"، كما كانت له مشاركات عديدة في تجهيز ديكورات عربات "مهرجانات القطن" السنوية فنياً. دخل كلية الفنون الجميلة في مدينة "دمشق" وتخرج في قسم التصميم الداخلي في العام 1967. كان "الجندي" فناناً مرهف الأحاسيس ومبدعاً في إنتاجه الفني والنقدي».