اسمٌ صدح في "حلب" وأطرب عشاق الفن فيها فعزف وغنى وقاد الفرق الموسيقية إنه الأستاذ وعازف القانون"جلال جوبي".

موقع eAleppo التقى الفنان "جلال جوبي" وأجرى معه الحوار التالي:

الأستاذ "جلال" هو أستاذي وأدرس عنده آلة القانون منذ سنتين وهو يملك أسلوباً تدريسياً مميزاً وهذا ما يفتقده الكثير من العازفين الذين يتقنون العزف فقط ويعجزون عن نقل المعلومة إلى الطالب فضلاً عن اطلاعه على الكثير من نظريات الموسيقا وأبرز أعلامها

  • ماذا تحدثنا عن مسيرتك الفنية ومشوارك مع الموسيقا؟
  • ** في الحقيقة عشقت الموسيقا منذ كنت طفلاً وألفت سماعها من خلال آلة القانون التي جذبتني إليها بصوتها وخصوصيتها التي تضفي طابعاً طربياً على الموسيقا الشرقية ولكن الإمكانيات المادية وقفت عائقاً بوجه مشواري مع هذه الآلة فاتجهت إلى آلة الكمان آنذاك وانتسبت إلى "معهد حلب للموسيقا" في عام "1980" طالباً به ودرست آلة الكمان لمدة ثماني سنوات على يد الأستاذ "مصطفى حجة" والد الأستاذ الكبير "رضوان حجة" ودرست الصولفيج الغنائي والإيقاعي ونظريات الموسيقا على يد الأستاذ "مصطفى الدرويش" وتابعت تحصيلي الموسيقي ودرست الموشحات والقدود وعلم المقام والإيقاع الشرقي على يد الأستاذ "نديم الدرويش" نجل الأستاذ والموسيقار الكبير الشيخ "علي الدرويش" وتخرجت في المعهد عام "1987" وبدأت العمل في بدايات التسعينيات مع فرقة الأستاذ الكبير "صباح فخري" عازفاً للكمان لمدة أربع سنوات.

    وكان لقائي مع الأستاذ وصانع القانون "جميل أصفري" نقلة نوعية في مسيرتي مع آلة القانون فبعد أن أدرك موهبتي وحبي الدفين إلى آلتي التي عشقتها اقتنيت آلة القانون من عنده وقد قدر ظرفي المادي في ذلك الوقت وبدأت المشوار الحقيقي مع الموسيقا في ذلك الوقت بالتدريب والجهد الذاتي الكبير الذي بذلته بالتدريب على آلة القانون وساعدني كثيراً إتقاني للنوتة الموسيقية وعلم المقامات وشاركت في الكثير من الحفلات والنشاطات في مدينة "حلب".

    جلال جوبي يغني

    وعملت في عام "1994" مع الأستاذ "صباح فخري" لأول مرة بصفة عازف قانون بعد أن رشحتني نقابة الفنانين.

    وكان لقائي بقطب آلة القانون "بحلب" الأستاذ الكبير المرحوم "حسان تناري" الدور البارز في تطوير أدائي على آلة القانون.

    جلال جوبي مع الأستاذ صباح فخري

  • ما أبرز مشاركاتك على الصعيد الفني؟
  • ** زرت أغلب الدول العربية والأوروبية مع الأستاذ "صباح فخري" شاركنا خلالها في أبرز المهرجانات العربية: المحبة ،جرش، قرطاج، وعملت رئيساً لفرقة الأستاذ "شادي جميل" لمدة أربع سنوات، كما عملت مع الكثير من مطربي "حلب".

  • ما رأيك بواقع الفن "بحلب" وما الحل من وجهة نظرك الشخصية؟
  • ** يؤسفني ما آل إليه الوضع الفني "بحلب" ونحن نركز على "حلب" لكونها مركزاً للفن بمختلف ألوانه وأطيافه ومن تخرجوا من المدرسة الحلبية خير برهان على ذلك أبرزهم الشيخ الكبير "علي الدرويش" والأستاذ "عمر البطش" والكثيرين.

    نحن حالياً بوضع فني لا نحسد عليه فبعد أن فقد الفن قيمته في تهذيب الروح ورقي المجتمع وأصبح مادة تتداول بين أيدي العابثين بالفن فدخل عليه الكثير من الأدوات التي شجعت على المستوى الهابط وكبلت الفن الراقي وأعاقت تقدمه وبرأيي أرى أن السبب المباشر لذلك هو الجهل في التعليم الموسيقي ومنهم من يقول إن الأغنية القصيرة دهورت الفن وأنا أرد على هؤلاء بأن السيدة "فيروز" غنت الأغاني القصيرة ووصلت رسالتها إلى العالمية بلونها الخاص الذي أتقنته وأبدعت بأدائه وإن مفهوم الموسيقا عند روادها من مطربين وعازفين وما إلى ذلك غير واضح ويوجد خطأ في الفهم للمبادئ التي يحملها الفن فهو رسالة سامية تهذب النفس وتحرك الوجدان، وهذا ما نفتقده تماماً في هذه المرحلة بعد أن تغيرت المفاهيم وتشوهت الأمر الذي وصل بنا إلى هنا.

    إن الحلول برأيي تكمن في تنشيط دُور الثقافة من خلال الحفلات والنشاطات بشكل دائم ومستمر وتصدير الفن بصورته الصحيحة ولابد من وجود مكان يقدس الفن ويهتم به فالمسرح هو المكان الرئيسي والوحيد الذي يُقَدَمْ به الفن بأرقى صوره وأرقاها والاعتماد على العلم أولاً وأخيراً لأنه العامل الأساسي في أي نهضة نسعى إليها.

    *ما رأيك بالمعاهد الموسيقية ومناهجها لكونك درسَّت بها؟

    ** إن المعاهد حالياً من جملة المتأثرين بالموجة التي عصفت بالفن ولكن المتأثر الأكبر بشكل خاص الموسيقا الشرقية فإن المشكلة تكمن في عدم وجود منهج موحد ومعتمد في المعاهد والكليات الموسيقية الأمر الذي أدى إلى عشوائية في التعليم وإن ما يحدث حالياً هو نقل رسالة الأستاذ وتجربته الفنية الخاصة إلى تلميذه بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات ولكن الموسيقا الغربية أفضل نوعاً لكونها حافظت على مناهجها العالمية في كل العالم.

    *ما رأيك بنقابة الفنانين حالياً؟

    ** برأيي نقابة الفنانين "بحلب" تعيش فترة ذهبية مقارنة بوضعها السابق بعد أن تسلمتها إدارة متفاهمة ومتناغمة وهي على دراية كافية بالواقع الفني "بحلب" ونعمل حالياً على إنجاز الكثير من المشاريع التي تهدف إلى إنعاش الفن الحلبي وتطويره».

    وعن الأستاذ "جلال جوبي" تحدث السيد "عبد الرحيم حلفاوي" قائلاً: «الأستاذ "جلال" هو أستاذي وأدرس عنده آلة القانون منذ سنتين وهو يملك أسلوباً تدريسياً مميزاً وهذا ما يفتقده الكثير من العازفين الذين يتقنون العزف فقط ويعجزون عن نقل المعلومة إلى الطالب فضلاً عن اطلاعه على الكثير من نظريات الموسيقا وأبرز أعلامها».

    يذكر أن الفنان "جلال جوبي" يتقن العزف على آلتي القانون والكمان وهو يملك صوتاً جميلاً وغنى في الكثير من الحفلات ورافق الأستاذ "صباح فخري" منذ عام "1990" ويملك أرشيفاً كبيراً له. كما عمل أستاذاً لآلة القانون في المعهد العربي للموسيقا وحالياً يشغل منصب رئيس ديوان نقابة الفنانين في "حلب". وهو من مواليد "حلب" عام "1969" متزوج ولديه طفلتان "سالي" و"سيميل".