الكاميرا في نظره هي القيثارة التي يعزف على أوتارها نغمات متباينة من الضوء واللون والظل، فهو ذلك العاشق الولهان المتيم بعشق اللقطات والألوان. يتحدث إليك بلغة الصور وتفاصيل الوجه والمناظر، بوحاً من نوع خاص يبوح به عندما يتحدث إليك عن حكاية صورة.

المصور الضوئي "نوح حمامي" تحدث لموقع eAleppo عن تجربته الخاصة مع فن التصوير الضوئي من خلال الحديث التالي:

  • بداية كيف تعرف لنا التصوير الضوئي؟
  • لقطة تصويرية تعبر عن علاقات خشبية

    ** هو لقطة تأخذ من الواقع من خلال كاميرا إما بشكل توثيقي أو بشكل فني- صورة معرض- وبشكل عام له عدة تشعبات منها التوثيقي والانطباعي والتجريدي، فكل إنسان يستطيع أن يبرع في مجال ويتقدم فيه وهو بنفس الوقت يختلف عن باقي الأشخاص فمنهم من يتلقط اللقطة التوثيقية ومنهم من يبرع في المجال الفني والآخر من يبحث عن الجمال بغض النظر عن العناصر الأخرى.

  • برأيك هل يتقاطع الفن الضوئي مع أي نوع من العلوم كما في النحت مع الفن الهندسي والكاريكاتير مع علم النفس؟
  • "نوح حمامي" في معرضه الأخير

    ** إن فن التصوير الضوئي يتقاطع مع جميع العلوم ودون أي استثناء ففيه يمكن أن تجد الفيزياء وهندسة علم الجمال وأيضاً يتقاطع مع المنطق بالإضافة لذلك يرصد الواقع فيعكسه.

  • الفن هو أخذ لقطة إبداعية فمن الذي يحددها الفنان نفسه أم الكاميرا ذاتها؟
  • لقطة الرجل والعصفور بمنطقة "جامع العادلية"

    ** إن الصورة الإبداعية ترتكز على عدة عناصر منها جودة الكاميرا وعين المصور وسرعة بديهته ومن ثم يأتي تقبل الملتقي للصورة إن كانت سوداوية أو مغرقة بالتفاؤل وهذا الاختيار تابع للمتلقي نفسه.

  • كيف لك أن تحدد أن الصورة احترافية؟
  • ** إن الصورة هي سيدة الموقف في النظرة الأولى، وهذا يمكن أن نراه حينما نرى شخصاً يتصفح المجلة أو الجريدة فأول الأمر يقلبها بحثاً عن الصور التي تجذبه ومن ثم يتوقف عند الموضوع الذي يستهويه في ذلك ثم يبدأ بعملية تحليل الصورة أو الزوايا المضاءة ولكن في النهاية اللقطة سيدة الموقف.

  • ما الذي يحتاجه التصوير بشكل عام، النقد أو عرض الواقع أو فرض الحلول؟
  • ** جميع هذه العناصر مطلوبة ولكن طبيعة المادة ستحدد طبيعة الصورة والشكل الذي ستكون عليه الصورة، ولكل مقام صورة، لأن الصورة الصحفية قد لا تقبل في مجلة وصورة المجلة ربما لا تقبل في جريدة وهكذا. وقبل عمل الصورة يجب أن يقوم بتحديد هدفه وما الوسيلة الإعلامية التي ستنشر في ذلك.

  • هل الموضوع يحدد الصورة؟ أم إن الصورة تحدد الموضوع؟
  • ** الحظ أحياناً يلعب في أخذ المصور للقطة معينة وهذا يكون بشكل فجائي طبعاً وأحياناً يتم التجهيز لها من قبل المصور ذاته على حسب الموضوع الذي اختاره.

  • معرضك الأخير ركزت فيه على الأشياء الصامتة ما سبب اللجوء لذلك؟
  • ** جاء بسبب تراكم القراءات فبداية عملي قمت بتصوير الحارات والأزقة وصورت المدينة القديمة وقدمتها كلهم في معارضي وقدمت أيضاً موضوعاً لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال وبسبب دراستي كدليل سياحي والزيارة الميدانية والاطلاع على كتب الآثار وما قبل الآثار كالحضارات وغيرها ثم لاح في خيالي تصوير الجمادات والتشكيلات الحجرية والتي تتركز بالحضارات القديمة وبذلك أعطيت لإحساسي الفني طريقه وبذلك ضم معرضي الأخير /80/ لوحة وبأحجام مختلفة.

  • ما نوع القيمة التي تضيفها الأكاديمية على الفنان الموهوب؟
  • ** بشكل عام هناك ثلاث عناصر يجب أن تتوافر في المصور الموهبة والثقافة والأكاديمية وبالتالي فهي تعمل على صقل عاطفته وروحه وتعمل أيضاً على صقل عينيه وتوجهه نحو العلمية فالأكاديمية تعلمنا كيف نرى الأشياء ولا نتبعثر بالتفاصيل وبالإضافة لذلك تعلمنا كيفية التدرب على آلية الكاميرا من خلال سرعة الغالق وفتح العدسة وبهذه الدراسة سيتمكن من التغلب ودون الاعتماد على آلية الكاميرا- الأتوماتيك- من خلال التكوين لتوازن الصورة وكيفية قراءة الصورة من الأعلى إلى الأسفل وكيفية إبراز الموضوع والدراسة الأكاديمية هي الخطوة لمتابعة كل ما هو جديد على ساحة التكنولوجيا.

  • كيف بدأت فكرة التصوير عندك؟
  • ** كانت في المرحلة الثانوية، والدي أهداني أول كاميرا لي ولكن كان هذا بسبب الاستعارة الدائمة لكاميرته وكانت تلك الهدية التي أخذتها صدمة لي حينما لم أستطع تصوير الطبيعة التي رغبت بتصويرها فظهرت الصور جميعها بيضاء بسبب عدم معرفتي في بادئ الأمر لكيفية الربط بين فتحة العدسة وسرعة الغالق ومن ثلاثين عاماً تعلمت درساً بأنه يجب علي التأكد من سلامة الكاميرا قبل العمل عليها.

  • جودة الصورة ما علاقتها بجودة الكاميرا؟
  • ** هناك عدة تقسيمات لفن التصوير ومنه فن التصوير بالموبايل فمهما بلغت الدقة والحجم والمنظر المهم هو الموضوع أو الشخص الذي يظهر في الموضوع، ومن خلاله يتم قبول رداءة الصورة لأن عنوان الموضوع هو العنصر الفاعل فيه.

  • ما أفضل الأوقات التي تساعد على أن تكون اللقطة صحيحة فنياً؟
  • ** أفضل الأوقات صباحاً أو بعد الغروب لأن الإنسان يكون في هذا الوقت مرتاحاً والجماد يكون أيضاً فتظهر زرقة السماء بشكل أكبر ويمكن أن يستعمل فيها برنامج "الفوتوشوب" ويتحكم بعامل الإضاءة، فأحيانا حينما تلتقط الصورة عند الغروب يزيد اللون البرتقالي وتضعف زرقة السماء فنلجأ أحياناً إلى آلات الإظهار من خلال إنقاص اللون البرتقالي وزيادة اللون الأزرق ما تزيد زرقة السماء وأحياناً أيضاً حينما تأخذ صورة لجبل طبيعي مع وجود الأشجار يظهر اللون البني غالباً على اللون الأخضر، ومن خلال الفوتوشوب نستطيع إبراز اللون الخضر لون الطبيعة وإنقاص اللون البني من الصورة.

  • ماذا عن معرضك في "كوبنهاجن" ولماذا اخترت صناعة الحرير موضوعاً له؟
  • ** أهمية الفنان حينما يشترك في أي معرض سواء أكانت الجماعية أو الدولية ويتواصل مع جميع المهرجانات وهذا المعرض جاء من خلال معرض أقمته في صالة الجسر "بحلب" وقد أعجبت لوحاتي مديرة الصالة وطرحت علي فكرة عرض لوحات في الأسبوع الثقافي السوري في "كوبنهاجن" وتم هذا ولمدة ستة أيام وهذه المعرض أخذ مني تحضيرات لفترة طويلة جداً لأنه اعتمد وبشكل رئيسي على الصورة المتسلسلة وليس على الكلمة ولكن حينما قدمت لتصويره كانوا في مرحلة متقدمة ولم يستطيعوا أن يرجعوا إلى المرحلة الماضية فاضطررت لأنتظر سنة أخرى لكي أقوم بتصوير المراحل التي مرت علي سابقاً واستكمال المواضيع الناقصة في عملي ولكون هذا المعرض تناولته بشكل فني وليس توثيقي.

  • ما الفرق بين الصورة الفنية والصورة التوثيقية؟
  • ** حينما يتداخل الفوتوشوب تصبح صورة فنية وحتى الصورة التوثيقية إذا ما كانت مباشرة تحتمل تأويلات متعددة ومختلفة، بمعنى حينما تصور حادث لسيارة متضررة مباشرة تسمى توثيقية لأنها لا تحتمل التأويل أما إذا أخذتها من زاوية أخرى فبإمكانك أن تغير فيها لأنك ابتعدت عن الزاوية المباشرة للحدث وبذلك يكثر التأويل وبذلك تتحول إلى صورة معرض.

  • الكاميرات الرقمية ماذا أضافت على حياتنا العملية؟
  • ** أضافت الكسل في الاهتمام بأخذ منظر صحيح 100% فقديماً وقبل وجود برنامج الفوتوشوب في الكمبيوتر، كنا نهتم بالصورة من خلال إزاحة الأشياء الموجودة وغير الضرورية في الصورة، أما اليوم حتى وإن كانت هناك أشياء زائدة في الصورة فإننا نصورها ونزيلها عن طريق برنامج الفوتوشوب، سابقاً كان ينشأ علاقة حميمية بين الكاميرا والمصور نتيجة الفترة الزمنية التي تتواجد فيها الكاميرا بيد المصور ولكن اليوم فقدت تلك الحميمية بسبب الكاميرات الرقمية والتطورات الهائلة التي تحدث في التقدم التكنولوجي..

  • كيف ترى المستوى الذي وصل إليه فن التصوير الضوئي بحلب؟
  • ** منذ فترة كان هناك نشاط جيد في المهرجانات بالتصوير الضوئي، فالفنان والمتلقي بدأا بالتطور من خلال العرض وتقبله من قبل الجمهور فالفنان انتقل من الطبيعة البسيطة إلى المناظر الأكثر تميزاً والمتلقي أيضاً بدأ يفكر بالنظر إلى الموضوعات الجديدة الغير تقليدية فكلاهما أصبحا في حالة تطور وهذا عائد بالنسبة للوعي الذي يسود في المجتمع.

    يذكر أن الفنان "نوح حمامي" من مواليد "حلب" أجرى دورة تدريبية في استديو للتصوير الضوئي "ناجيبي" بالدار البيضاء المغرب 1985إلى 1987، مصور لدى فدرالية المقاطعات الفرنسية بالمغرب 1987 إلى 1991.

    حاصل على شهادتين من مركز الفنون التطبيقية /تصوير ضوئي/ حلب 1993-1999، معرض مشترك مع الفنان "عاكف كموش" "توثيق للقاء الفنانين التشكيليين السوريين" نقابة الفنون الجميلة، 1998، معرض فردي في المركز الثقافي الاسباني، دمشق 2000، معرض مشترك عن ذوي الاحتياجات الخاصة، صالة الجسر 2001، 2002، معرض "صباغة وتلوين الحرير في مدينة حلب"، كوبنهاجن ـ الدنمرك ـ 3/8/2006، معارض فردية ومشتركة في عمان والمغرب وتونس ولبنان وأخيراً معرض "علاقات حذائية، علاقات هوائية" صالة "نهر الفن" 7/7/2010.