"فالتر أندريه" هو مهندس معماري ألماني جاء إلى منطقة بلاد الشام في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث جاء مع البعثة الألمانية للتنقيب عن الآثار في مدينتي بابل وآشور المشهورتين حيث كان رسام البعثة الألمانية التي جاءت.

زار بلاد الشام إضافة إلى دول أخرى تقع بالقرب منها مثل "العراق" و"تركيا". قبل أن يتوفى، طلب أن يكتب على قبره العبارة الآتية: "حرر آشور من ردم السنين ونقبها، أنشأ متحف الشرق الأدنى ضمن متاحف الدولة في برلين"...

قمنا باستحضار النسخ الأصلية لهذه اللوحات من الورثة حيث اهتم المتحف بكافة الرسوم التي تتعلق بالآثار أما تلك التي رسمها في أوقات فراغه فهي موجودة لدى هؤلاء الورثة، وتعتبر هذه اللوحات الموجودة هنا هي نسخ طبق الأصل عنها

أما السبب الذي دفعنا للحديث عنه فهو المعرض الذي أقامه كل من الباحثين الأستاذين "حسين عصمت المدرس" و"أوليفيه سالمون" ضمن صالة "الأسد للفنون الجميلة" خلال الفترة من 24 -28 /5/ 2009 حيث ركز المعرض على الجانب المجهول من حياة السيد "فالتر أندريه" وهو مجال الرسم واللوحات والذي يقول عنه السيد "حسين المدرس":

«يعرف الجميع أن "فالتر أندريه" هو مهندس معماري ومدير قسم الشرق الأقصى في متحف برلين، لكن الأمر الغائب عن عديدين فهو انه كان رساما لامعا رسم الكثير عن مناطق بلاد الشام وعاداتها و تقاليدها وذلك ضمن المناطق التي زارها مع البعثة الألمانية أثناء تواجده مع البعثة الألمانية في منطقة الشرق الأوسط».

ويتابع السيد "حسين" بأن "فالتر" كان قد زار ورسم كل من "دمشق" و"حلب" إضافة إلى عدد من المدن في كل من "سورية"، و"لبنان"، و"الأردن"، و"فلسطين"، مع كل من "العراق"، و"مصر"، و"تركيا" جنب قام برسم ملامح كثيرة موجودة في تلك المناطق ما بين أماكن أو أشخاص أو مناسبات اجتماعية ودينية، ويتابع قائلا:

«كان يقوم بالرسم خلال فترة الاستراحة من عمله في البعثة التي كان متواجدا معها، حيث كانت مهمته الأساسية هي رسم المكتشفات التي تحصل مع البعثة الأثرية الألمانية ضمن مدينتي "آشور" و"بابل" اللتان كانت تنقب فيهما البعثة، يضم المعرض حوالي /150/ رسما خاص به تتنوع في الأماكن والأشخاص والمناسبات وحتى المدن».

ويضيف بأنه قام هو و"أوليفيه" بإقامة معرض عن الرسام الهولندي "رامبرانت"، إلا أن الفرق بينه وبين ذاك الأخير هو أن "رامبرانت" كان يرسم المواضيع الموجودة في ذاك العصر أما ""فالتر" فكان يرسم التراث.

«قمنا باستحضار النسخ الأصلية لهذه اللوحات من الورثة حيث اهتم المتحف بكافة الرسوم التي تتعلق بالآثار أما تلك التي رسمها في أوقات فراغه فهي موجودة لدى هؤلاء الورثة، وتعتبر هذه اللوحات الموجودة هنا هي نسخ طبق الأصل عنها».

ثم يمضي السيد "حسين" في شرح بعض اللوحات الموجودة والتي يقول عنها أنها رسمت بأسلوب رسم قريب من أسلوب رسم الفنان الشهير "فان غوخ" من حيث لمسات الريشة والألوان وغير ذلك من تقنيات الرسم و يختم بالقول:

«زار المعرض العديد من طلاب الفنون الجميلة والذين كانوا يتأملون التقنيات التي كان يتبعها في مجال الرسم، وقد زاروه بهدف دراسة أسلوبه في الرسم على اتعبار أنه كان رساما مميزا حيث يقول عنفسه أنه لو يخلق كعكاريا لكان رساما حتما».

ويبقى السؤال الأخير الذي وجهناه حول الدافع من إقامة هذا المعرض الأمر الذي يجيب عنه بالقول:

«إن الهدف من هذا المعرض هو القيام بعملية "توثيق فني" لكل شيء يتعلق بمدينة "حلب". هذه العملية كنا نقوم بها طوال الفترة الماضية سواء أكان من ناحية الأدب كما حدث في المعارض الماضية التي أقمناها تتحدث عن رحالة وأشخاص أقاموا أو زاروا "حلب" خلال الفترة الماضية، أو لرسوم فنية كانت عن "حلب" كما في حالة هذا المعرض».