في أمسية دافئة بعبق المعاني وبهمسات الحروف أقام النادي العربي الفلسطيني بحلب ليلة القصة شارك فيها كل من الأدباء: مأمون الجابري- عدنان كزارة- سليمى محجوب، وذلك في مقره بشارع اسكندرون.

في بداية الأمسية قدَّم الأديب مأمون الجابري قصة بعنوان «سحر اللغة» ثم ألقى القاص عدنان كزارة قصتين هما «الشيخ والكرسي- ثمَّ تدمعُ عيناه» واختتمت الأديبة سليمى محجوب الأمسية بقصة «متى ستعود؟».

وعن هذه الأمسية القصصية الشيقة eAleppo رصدت الآراء التالية:

الدكتور نضال الصالح

الأديبة مرشدة جاويش قالت: أنا لست قاصة ولست ناقدة ولكنني أتذوق الأدب، بالنسبة للأستاذ مأمون الجابري بحسب وجهة نظري كان لديه لغة شعرية وقرأ لنا قصة سحر اللغة بتشكيلة جميلة تجاوز فيها الآفاق بطريقة وجدانية استكشافية وكان لديه هاجس تشكيلي متسلسل ومتنامي، بينما الأديب عدنان كزارة فقصته الأولى حملت الهم الوطني والثانية فيها نزعة إلى الحرية، ويعجبني في كتاباته طريقة التكثيف المعقولة مع التنامي ويحمل في لغته ما يدعو للمستقبل الآخر، وبالنسبة للأستاذة سليمى كانت لغتها جميلة ومعانيها تحاور لغتها المكبوتة بلغة صحيحة ومتألقة، وهي لم تغلق الأبواب في لغتها حيث كانت قصتها من السهل الممتنع وكان لديها عمق وصل إلينا بشكل إنساني جميل.

أما الدكتور نضال الصالح ذكر: أود أن أعبر عن سعادتي الشخصية بتعدد الجزر الثقافية في هذه المدينة المعزول بعضها عن بعض والتي اكتشفت اليوم كم هذا العزل رائع جداً لأنه يفرز مثقفي هذه المدينة بعضهم عن بعض على غير مستوى، فالمثقفون حريصون على السعي إلى الإبداع حقاً.. وآثرت أن أحضر هذه الأمسية وإنني لم أشعر في خاتمتها بالملل لعدة أسباب أولها لأني استمعت إلى نصوص قصصية اكتشفت أنها متفاوتة فيما بينها على عدة مستويات لكنها تشترك فيما بينها أيضاً بأنها تنتمي إلى فن القصة القصيرة بامتياز، والأديب كزارة في قصتيه أحالنا إلى مرجع الواقعية المعروف وهذا النوع من الكتابة القصصية من النوع العسير تماماً وقد برع في تحويل هذا المرجع إلى قصٍ حقيقي، والأستاذ مأمون الجابري أمتعنا بالمفارقة التي أوردها في نهاية قصته، أما قصة الأستاذة سليمى محجوب فهي قصة تقليدية بامتياز، والذائقة الفنية والنقدية لدينا تربت على هذا النوع من القص.