رغم عمرها القصير والذي لم يتجاوز الخمس سنوات، تمكنت جمعية "ربيع الجولان" من إثبات نفسها في محافظة القنيطرة، لتأخذ منحى تنموياً واجتماعياً رائداً في دعم الكثير من فئات المجتمع وخصوصاً الأكثر احتياجاً، وباتت تتطلع إلى مساعدة شرائح كبيرة من الأسر والعائلات إضافة لسعيها لبناء مستوصف خيري.

نحو المستقبل

رئيس مجلس إدارة الجمعية "خالد الأحمد" يتحدث للمدونة عن انطلاقة الجمعية ومقرها بلدة "الذيابية" بريف دمشق، حيث أشهرت بالقرار 1521 بتاريخ 18/7/ 2007 وتمكنت من الوصول خلال عملها إلى شريحة واسعة من المجتمع، من خلال فريق عمل متدرب يصل الى 35 متطوعاً ومتطوعة، أغلبهم من الكفاءات العلمية الشابة وطلاب الجامعات، مؤكداً أن الجمعية انطلقت بشكل ريادي خلال السنوات الأربع الأخيرة حيث استهدفت رعاية الأيتام والمرضى الفقراء والأرامل وذوي الشهداء والجرحى، ومساعدة المتضررين من زلزال شباط من العام الماضي.

ويشير "الأحمد" إلى وجود ثلاثة مقرات للجمعية تطّلع بمختلف المهام الموكلة لها، وتتضمن إقامة الدورات التأهيلية والتدريبية للطلاب مع تقديم الدعم النفسي لهم، وهناك النشاطات الترفيهية المخصصة للأطفال ورعاية الطفولة المبكرة من خلال البيت الوظيفي للطفل والذي يتضمن تقديم برامج مرح وألعاب ونشاطات هادفة، إلى جانب النادي الصيفي، فضلاً عن وجود العيادة النسائية التي تقدم العلاج مجاناً كل أسبوع مرة واحدة، وذلك بالتنسيق مع الجمعية السورية لتنظيم الأسرة.

رئيس الجمعية ونائبه

700 مستفيد

تمكنت الجمعية حسب توضيح "الأحمد" من الوصول إلى أكثر من 700 مستفيد، وتوزيع 2000 معونة غذائية سنوياً (أي وسطياً هناك 350 حصة غذاء كل شهر)، فضلاً عن تقديم لباس الأيتام لفاقدي الأبوين، وذوي الحالات الحرجة، وذلك اعتماداً على الهبات والتبرعات من داخل وخارج البلدة.

ويضيف: "قدمت الجمعية مساعدات للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سورية العام الماضي، من خلال إرسال 3 أطنان من المعونات الغذائية والألبسة، كما نظمت الجمعية رحلات ترفيهية للأطفال الأيتام، وتكريم المتفوقين دراسياً بالمدارس، والمشاركة في دعم الفعاليات الرياضية، أما في شهر رمضان المبارك فتقدم الجمعية سنوياً وجبات إفطار بمعدل وجبة لكل عائلة يومياً مع فتح مطبخ لمدة عشرة أيام آخر شهر رمضان".

من أنشطة الجمعية

أما عن كيفية الوصول للمستحقين، يقول "الأحمد": "نعتمد على الكشف الحسي للمستحقين وفق قاعدة بيانات واستمارة مبرمجة إلكترونياً، موزعة على اللجان المتطوعة والفريق التطوعي الشاب العامل لدينا، فهناك ما يقرب من عشر لجان موزعة جغرافيا في 33 شارعاً في بلدة "الذيابية"، ويتم تغيير اللجان كل مدة وهذا ما يساعدنا بالوصول إلى بيانات دقيقة بكل حي وكل منزل، ومعرفة الأشخاص المستحقين من غيرهم".

طموح كبير

ويلفت "الأحمد" إلى توقيع اتفاقية التعاون مع وزارة التربية لإقامة دورات تقوية لطلاب الشهادتين، كما يتم العمل على إقامة دورات ترفيهية داعمة للأطفال من 4 الى 5 سنوات ضمن صالة أطفال مخصصة للألعاب، فيها جميع الوسائل التدريبية والدعم النفسي ، يشرف عليها فريق تطوعي من أخصائيين وأكاديميين، وتشمل الاتفاقية الموقعة صيانة المدارس في بلدة "الذيابية" من تقديم الألواح للكتابة والقرطاسية ، وعشرات المراوح للمدارس والمساجد.

ويؤكد "الأحمد" أن جمعية "ربيع الجولان" باتت اليوم دعامة مهمة وأساسية في المحافظة وخاصة بمكان تواجدها ببلدة "الذيابية" بعد أن استقطبت العديد من المستحقين وتقديم الدعم للأسر الفقيرة والمحتاجة، وهذا لم يكن لولا شراكة المجتمع المحلي وتبادل المعلومات والخبرات في تعزيز الجهود المشتركة لتحسين أوضاع الأسر الفقيرة.

ولا يخفِي رئيس الجمعية من أن الهدف المستقبلي للجمعية بعد هذا النجاح، هو التطلع مستقبلاً لبناء مستوصف خيري، والعمل على التأهيل والتدريب من خلال إقامة الدورات التي تساعد الكثيرين بالدخول إلى سوق العمل.

خدمات ومساعدات

"أم أنس" من بين المستفيدات من المعونات الممنوحة بالجمعية، قدمت بدورها الشكر للكادر العامل من إدارة ومتطوعين، على الخدمات المقدمة سواء كان بالأيام العادية من توزيع المعونات والسلال الغذائية، أو بشهر رمضان المبارك والمناسبات والأعياد في تقديم اللباس للأيتام والمحتاجين.

"محمد العلي" طالب في الثانوية يبين أن الجمعية لعبت دوراً مهماً في مساعدة الطلاب من خلال تقديم الدورات المكثفة وانتقاء أفضل المعلمين والمعلمات، في ظل الارتفاعات القياسية لأسعار الدورات التعلمية في المعاهد والمدارس الخاصة، لافتاً الى مساهمة الجمعية في تأسيس الطالب منذ المرحلة المبكرة وإعداده تربوياً واجتماعياً ونفسياً للمراحل الأساسية في التعليم الإعدادي والثانوي.

وتؤكد "أسماء العبد الله" /17/ عاماً أنها ومنذ الصف التاسع تخضع للدورات المكثفة واليومية بمركز التدريب بالجمعية من خلال أفضل وأمهر المعلمين في الرياضيات والإنكليزي والفيزياء واللغة العربية وغيرها.

عمل منظم

بدوره يبين نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية "أحمد توهان" أن أي مشروع خيري مهما كان اختصاصه فإنه يحتاج إلى الدعم والمساندة وذلك لمواجهة التحديات وتذليلها، وهذا ما بدأت به جمعية "ربيع الجولان" منذ انطلاقها حين ركزت على أسس توثيق المحبة والتعاون بين الفريق الواحد ومشاركة ذلك مع المجتمع .

ويضيف "توهان": "خرجنا في عملنا من فكرة النمط التقليدي، إلى النهوض بواقع مبني على ركائز متينة والاستفادة من الأخطاء السابقة وتجاوزها، حيث بات العمل منظماً وهو ما يعطينا أريحية حين يتم تقديم المساعدة للناس، فكل مستفيد في الجمعية له بطاقة تعريفية وصورة شخصية عليها بيانات كاملة بدخوله الجمعية، واستفادته منها مع تحديد درجة الشريحة المستحقة.

أستاذ اللغة الإنكليزية في مشروع "ربيع الجولان" التعليمي "جمال إبراهيم" يقول: "لمست الرضا عن نفسي بالعمل بعد استفادة الكثير من أبناء المنطقة بالدورات التدريبية الموضوعة وتحصيلهم العلمي الذي يمنحنا الثقة بعملنا، خاصة أن هناك عائلات لا يمكنها تعليم أبنائها بالمعاهد والمدارس الخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة"، مضيفاً: إنها خطوة جبارة من الجمعية في هذا المجال الإنساني التنموي النبيل، فحين يكون الصدق والتنظيم بالعمل، فإن مسيرة العطاء بالنهاية ستكون ناجحة، كونها بنيت على قاعدة صلبة من محبة الناس وعمل الخير.

بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بالقنيطرة تكليفاً "هلال النادر" يبين أن "ربيع الجولان" من أنشط الجمعيات في المحافظة على الرغم من عمرها الزمني القصير ، حيث تقوم الجمعية في عملها على ثلاثة جوانب مهمة، أولها الرعاية الأسرية ودعم الجانب التعليمي والتأهيل المهني عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتعليم المواد الأساسية، والاهتمام بطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية عبر دورات مكثفة، كما تهتم بتقديم التمويل والدعم المعنوي، إضافة إلى أعمال البر المتنوعة المقدمة لأفراد المجتمع، التي تتلمس مواطن الحاجة عند الكثيرين.