حب العمل الزراعي وامتلاك مشروعه الخاص، هو ما دفع "يوسف دونا" إلى تطوير اهتماماته الزراعية وإدخال زراعات لم تكن منتشرة من قبل، ليتمكن من النجاح بإنتاج أصنافٍ من الفليفلة الملونة لاقت طلباً كبيراً في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى تصدير الفائض منها إلى السوق الخارجية.

تجربة خاصة

منذ ما يقارب 25 عاماً بدأ "يوسف دونا" بالعمل بالزراعة حيث دفعه حبه للتعامل مع النباتات إلى الاهتمام بزراعة المحاصيل المكشوفة كبداية، ولاحقاً طوره إلى إنتاج أنواع مختلفة من الخضراوات في غير موسمها وذلك ضمن البيوت المحمية.

حبي للانتقال من إنتاج الأصناف الرائجة إلى إنتاج أصناف أكثر خصوصية، دفعني إلى القيام بالعديد من التجارب كزراعة أزهار القطف وبعض أصناف الفليفلة التصديرية، ومنذ 12 عاماً كان لا بدّ من القيام بمغامرة من خلال زراعة أصناف غير مألوفة بالسوق المحلية منها الفليفلة البلوكي الملونة كالصفراء والبرتقالية والبنفسجية والأصفر الفاتح، أما دافعي لمثل هذه المغامرة هو الشغف بتجربة كل ما هو جديد في هذا المجال. ## جهود ذاتية صعوبات كثيرة واجهت المزارع كما يقول، أبرزها التعامل مع صنف جديد بالكامل له احتياجاته الخاصة وأوقات معينة لزراعته، فاستعان بعدد من المهندسين الزراعيين، كما بحث عبر شبكة الإنترنت، حتى تمكن أخيراً من الحصول على جودة عالية لمنتجه. ويقول: «كذلك واجهتني صعوبات متعلقة بالتسويق، فالمنتج كان لا يزال جديداً وغير معروف وغير مرغوب، كما أن أسعاره حينئذٍ كانت متدنية، حتى بدأ بالانتشار تدريجياً سواء في السوق المحلية وحتى الخارجية، وبدأ الطلب عليه يتزايد تدريجياً.. في الوقت الحالي يعتبر الطلب على هذه المنتجات خاصةً في فصل الشتاء جيد جداً، وأصبح معروفاً حيث يدخل في إعداد مختلف أصناف المأكولات لما يضفيه عليها من طعم وشكل متميزين، كما يتم حالياً تسويق المنتجات في سوق الهال بوساطة تاجر يسوق لها، كما يتم شحنها إلى مختلف الأسواق المحلية بحسب الحاجة والطلب، كما يتم تصديره إلى السوق اللبنانية

يبين "دونا" في حديثه لمدونة وطن بأن البداية كانت من المحاصيل الأكثر طلباً في الأسواق كالبندورة والباذنجان، وركز على زراعة الفليفلة الحمراء، وقد كانت هذه الأصناف الأكثر استهلاكاً في الأسواق المحلية، أما الفائض منها فيتم تصديره إلى السوق الخارجية.

فليفلة ملونة

ويضيف: «حبي للانتقال من إنتاج الأصناف الرائجة إلى إنتاج أصناف أكثر خصوصية، دفعني إلى القيام بالعديد من التجارب كزراعة أزهار القطف وبعض أصناف الفليفلة التصديرية، ومنذ 12 عاماً كان لا بدّ من القيام بمغامرة من خلال زراعة أصناف غير مألوفة بالسوق المحلية منها الفليفلة البلوكي الملونة كالصفراء والبرتقالية والبنفسجية والأصفر الفاتح، أما دافعي لمثل هذه المغامرة هو الشغف بتجربة كل ما هو جديد في هذا المجال.

جهود ذاتية

صعوبات كثيرة واجهت المزارع كما يقول، أبرزها التعامل مع صنف جديد بالكامل له احتياجاته الخاصة وأوقات معينة لزراعته، فاستعان بعدد من المهندسين الزراعيين، كما بحث عبر شبكة الإنترنت، حتى تمكن أخيراً من الحصول على جودة عالية لمنتجه.

الفليفلة من داخل أحد البيوت المحمية

ويقول: «كذلك واجهتني صعوبات متعلقة بالتسويق، فالمنتج كان لا يزال جديداً وغير معروف وغير مرغوب، كما أن أسعاره حينئذٍ كانت متدنية، حتى بدأ بالانتشار تدريجياً سواء في السوق المحلية وحتى الخارجية، وبدأ الطلب عليه يتزايد تدريجياً.. في الوقت الحالي يعتبر الطلب على هذه المنتجات خاصةً في فصل الشتاء جيد جداً، وأصبح معروفاً حيث يدخل في إعداد مختلف أصناف المأكولات لما يضفيه عليها من طعم وشكل متميزين، كما يتم حالياً تسويق المنتجات في سوق الهال بوساطة تاجر يسوق لها، كما يتم شحنها إلى مختلف الأسواق المحلية بحسب الحاجة والطلب، كما يتم تصديره إلى السوق اللبنانية».

ويرى "دونا" أن المناخ المعتدل للساحل السوري بشكل عام وفي محافظة "طرطوس" على وجه الخصوص ساعد في زراعات واعدة وذات جدوى اقتصادية ممتازة، كما ساهم بنجاح مشروعه الذي بدأ كتجربة ومغامرة ليحقق نجاحاً وانتشاراً كبيراً للمنتج المتميز بشكله وطعمه ومردوده، وجميعها حالياً تؤمن حاجة السوق المحلية مع إمكانية تصدير الفائض منها إلى دول الجوار.

خصوصية المشروع

من جهته يشير المزارع "ناجي السايغ" إلى أن الفليفلة الملونة تعتبر من المحاصيل المرغوبة حالياً، لما تتميز به من ألوان زاهية غير مألوفة من قبل، كما أن زراعتها لا تختلف عن زراعة الفليفلة الخضراء المعروفة، لكنها تحتاج إلى اهتمام أكبر للحصول على إنتاج وفير ومحصول خالٍ من الأمراض، كونها تعد من الأنواع التي يمكن أن تتعرض لأمراض كثيرة في حال لم يتم الاعتناء بها بالشكل الصحيح، موضحاً أنه على الرغم من ارتفاع أسعارها حالياً إلا أنها تشهد إقبالاً كبيراً على شرائها.

أما المزارع "مجد مقعبري" فقد بيّن أنه للحصول على منتج جيد المواصفات من الفليفلة الملونة، فهناك حاجة إلى تربة سهلة التصريف، وإلى استخدام منتظم للأسمدة بكميات محددة كونها لا تحتاج إلى الكثير منها، أما فيما يخص المبيدات الحشرية فهي تحتاج في البداية إلى تكثيف عمليات الرش لحمايتها من العناكب الحلمية التي قد تؤخر نمو الشتلات حوالي 15 إلى 20 يوماً في حال إصابتها، وخلال مرحلة الإزهار تحتاج إلى استخدام مكثف لمبيدات دودة الزهر، وتستمر العناية بهذا الشكل حتى يصبح الطقس بارداً أي إلى أن تنخفض درجات الحرارة إلى 5 أو 6 درجات ليلاً وحوالي 13 درجة نهاراً، حيث لا يمكن للديدان والعناكب العيش في درجات حرارة منخفضة.

أهمية اقتصادية

توضح "هيفاء تجور" المهندسة الزراعية في دائرة زراعة "بانياس" لمدونة وطن، أن هذه المشروعات تعتبر من المشروعات الصغيرة والمتوسطة المهمة، كونها تلعب دوراً مهماً على الصعيد الاقتصادي، وتساعد على النهوض بالمستوى المعيشي بشكل عام.

وفيما يخص مشروع إنتاج الفليفلة الملونة تشير إلى أنه يعتبر من المشروعات التي حققت نجاحاً مهماً على مستوى الساحل السوري، كونه يهدف إلى إنتاج محصول ذات جودة عالية ضمن مساحات محدودة ، وإلى جانب ذلك فإن مثل هذه المشروعات تساهم بتوفير فرص عمل سواء لمن يرغب بتأسيس مشروعه الخاص ممن يمتلكون خبرة واسعة في المجال الزراعي، أو تأمين فرصة عمل للعديد من الأيدي العاملة.

وبالنسبة لمتطلبات إنشاء هذه المشاريع تبين أنه للقيام بذلك يجب على صاحب المشروع امتلاك قطعة أرض زراعية، مع ضرورة اختيار المكان المناسب واستيراد أفضل أنواع البذور للحصول على نوعية ممتازة من الشتلات، كذلك دراسة السوق جيداً ومعرفة حجم الطلب قبل التنفيذ.

وترى "تجور" أن مشاريع إنتاج الفليفلة الملونة تحتاج إلى خبرة كبيرة في زراعة وإنتاج المادة وبمواصفات عالية ومتميزة، كون مادة الفليفلة الملونة تحتوي على فوائد غذائية كبيرة حيث تعد من أفضل مصادر فيتامين C الطبيعية والبيتا كاروتين، وغيرها من الفوائد وهذا أيضاً ساهم بزيادة الإقبال على شرائها ودخولها في إعداد الكثير من الوجبات في المنازل والمطاعم.

أجريت اللقاءات في تاريخ 15 و18 و19 و24 كانون الثاني 2024.