منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، وضعت منظمة "سلام" نصب عينيها بناء جيل واعٍ ومؤثر في المجتمع، من خلال برنامجها الثقافي والتعليمي والترفيهي والتوعوي والإغاثي، الذي استهدف فئات عدة كالأطفال واليافعين والشباب وكذلك المرأة، بهدف تنمية قدراتهم ومهاراتهم الحياتية وتعريفهم بالتراث السوري من خلال جولات ميدانية وبرامج ثقافية متنوعة.

الانطلاقة والرؤية

تتحدث المديرة التنفيذية لمنظمة "سلام" المهندسة "علا عبد الله" عن انطلاقة المنظمة ونشاطاتها بالقول: "بدأت المنظمة بالعمل في عام 2014، كانت البداية كفريق تطوعي يعمل على عدد محدود من الأنشطة الثقافية والطبية والمجتمعية، وفي عام 2019 تم ترخيص المنظمة من وزارة الشؤون والعمل كمنظمة شبابية إنسانية غير ربحية".

وتضيف "عبد الله": "الرؤية الأساسية "لسلام" هي بناء مجتمع متماسك يسوده السلام بأفراد متمكنين ومؤثرين وفاعلين في المجتمع، بهدف تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة، ومن خلال برامج السلام واللاعنف وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة والتماسك الاجتماعي، وكل ذلك عبر التمكين البنّاء لأفراد المجتمع سواء كانوا شباباً أو نساءً أو يافعين، ليكونوا داعمين ومؤثرين، وتقديم برامج التمكين والقدرات ودعم المرأة وتعزيز حقوقها من خلال التوعية للمشاركة الفعالة في المجتمع، وتأسيس مساحات مشتركة تهدف لتعزيز التماسك المجتمعي لتأسيس مجموعة من المشاريع والمبادرات الصحية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية".

من الجولات

برامج عمل

إحدى الفعاليات

هناك عدة برامج أساسية تعمل عليها "سلام"، فحسب المديرة التنفيذية: "ابتدأ العمل بالبرنامج التعليمي بعام 2017، حيث قامت المنظمة بإنشاء مجموعة من النوادي لفئة اليافعين والأطفال في عدة مناطق، وفق منهاج أكاديمي متعلق بالدعم النفسي وتطوير المهارات والقدرات الشخصية والحياتية والقيادية للأطفال واليافعين، حيث اختارت المنظمة مكان المركز (المزة 86) وهي منطقة عشوائية فقيرة بالدعم المجتمعي بهدف التوجه لأطفال ويافعي المنطقة، وكان البرنامج الثاني صحياً، استهدف التوعية الطبية الصحيحة لهذه الفئات بشكل علمي وأكاديمي، بالإضافة إلى الخدمات الطبية المجانية ضمن مجموعة من العلاجات المحددة التي عملت عليها المنظمة ضمن حملاتها المتعددة كحملة "أنت السلام" الذي استهدف توعية السيدات حول مرض سرطان الثدي، ومشروع "أسنان اللولو" للتوعية حول صحة الأسنان والتوعية الفموية، وحملة"سكر وسط" للتوعية عن مرض السكري وأعراضه ومضاعفاته".

أما البرنامج الثالث "لسلام" فهو ثقافي وقبول الآخر، حيث ضم حسب قول المهندسة "عبد الله مجموعة من النشاطات والفعاليات التي استهدفت الإضاءة على التراث السوري، وتعريف الأجيال بالأماكن الأثرية والتراثية في سورية عبر جولاتها ونشاطاتها المتنوعة، والبرنامج الرابع لبناء القدرات والتدريب، الذي استهدف تدريب الشباب وإعطاءهم مجموعة من المهارات حتى يكونوا قادرين على إدارة المبادرات المجتمعية، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم الشخصية والحياتية والقيادية ليكونوا قادرين للتعامل مع باقي فئات المجتمع، وكان البرنامج الخامس خدمياً للاستجابة للحالات الطارئة التي بدأت "سلام" بالعمل فيه مع بداية جائحة "كورونا"، حيث تم توزيع سلل غذائية وصحية ورواتب شهرية، كما تم توزيع قرطاسية مدرسية للطلاب مع بداية المدارس، بالإضافة إلى حملة "مع بعض نحنا أقوى" لإغاثة متضرري الزلازل في مدينتي "حلب" و"اللاذقية".

من نشاطات الجمعية

مع المتطوعين

وفي حديث مع "أحمد الموصللي" مسؤول البرنامج التعليمي بمنظمة "سلام " يبين أن البرنامج التعليمي يشتمل على العديد من البرامج التوعوية والترفيهية الأكاديمية التي تهدف لزيادة وعي الطفل بالمجتمع من حوله، والسموّ به بين أقرانه ورفع الذكاء الاجتماعي لديه، ويتم اختيار البرامج من لجنة فيها عدد من المدربين والمختصين لتعزيز مهارات الطفل واليافع وبناء قدراتهم ليكونوا أشخاصاً فاعلين ومؤثرين ضمن المجتمع، حيث تم تأسيس نواد للأطفال من عمر 8 وحتى 13سنة، تشمل تدريبهم على مهارات حياتية وشخصية ومهارات السلوك اللاعنفي، بالإضافة إلى تعزيز وتنمية مواهبهم بالرسم والأعمال اليدوية والموسيقا، وهناك أيضاً مشروع "يافعين من أجل السلام" الذي أستهدف فئة اليافعين من عمر 14 حتى 17 سنة حيث تم تدريب اليافعين على مهارات إدارة المبادرات المجتمعية والتنمية المستدامة والعمل الجماعي، وتم تصميم 16 مبادرة مجتمعية يتم تطبيقها حالياً وتنفيذها بمشاركة اليافعين.

بدورها توضح "فرح حليمة" مسؤولة البرنامج الثقافي بمنظمة "سلام" أنه ومنذ عام 2018 بدأت المنظمة بالعمل على التعريف بالتراث عن طريق عدة مبادرات استهدفت فئات متنوعة من خلال برنامجها الثقافي، الذي هدف إلى التوعية بالهوية الثقافية لجميع مكونات المجتمع السوري، وحماية المباني الأثرية وخلق تواصل بين هذه المواقع وبين أبناء المجتمع، وهي مبادرة متميزة، حسب قولها، إذ لا وجود لأي مبادرات أخرى ناشطة بهذا المجال وبشكل

مجاني مع وجود دليل سياحي مرخص ومسؤول عن كل جولة، وشرح كل المعلومات بطريقة موثقة وممتعة للأطفال واليافعين.

وتتابع "حليمة": "قامت "سلام" بجولات تعريفية بكامل مناطق "دمشق" القديمة وما حولها، سواء الأماكن المتاحة للزيارة العامة كمتحف" دمشق الوطني" وقصر "العظم" والجامع "الأموي" وكنيسة "حنانيا" وخان "أسعد باشا" وتجمع الحرفيين بباب شرقي، والمدرسة "العادلية" و"الظاهرية" وكنيسة "الزيتون" ودير"مار بولس"، وأماكن قيد الترميم كبيت "القوتلي" وبيت "نزار قباني" وغاليري "مصطفى علي"، أما برامج الجولات فلكل جولة موضوع محدد يتم تغطية الموضوع بشكل كامل، كمسار "خطا بولس" والكنائس، ومسار الحرف التقليدية أو إحياء مناسبات معينة كالاحتفالية بيوم "المتاحف العالمي" ضمن فعالية بمتحف "دمشق الوطني" والتي شملت جولة بالمتحف مع دليل سياحي وأنشطة ثقافية".

وتقول "رند اليوسف" مسؤولة البرنامج الصحي إن "سلام" تهتم بتقديم الرعاية الصحية الأولية والخدمات المجانية من فرق طبية مختصة بالإضافة إلى البحث العلمي والتوعوي، فقد أقامت مشروع "أنت السلام" هو مشروع توعوي بشهر تشرين الأول من كل عام للتوعية بسرطان الثدي وضرورة الكشف المبكر، الذي استهدف فئة السيدات ضمن المدارس وأماكن عملهم بالإضافة الى فئة اليافعات ضمن المدارس بكل عام، ومشروع "أسنان اللولو" الذي يعمل على تقديم الرعاية الصحية للفئات الهشة بالمجتمع كالمهجرين والصم والبكم والمكفوفين والأحداث وعمال النظافة، حيث تم تنفيذ حوالي 12 مبادرة ومعالجة سنية لأكثر من 100 شخص مجاناً، كما تم تدريب حوالي 60 طبيب أسنان حتى عام 2022، وهناك حملة "خلو الكمامة موضة" للوقاية من فيروس كوفيد 19 في "دمشق وريفها"، ومشروع التوعية بالأمراض المعدية عام 2023 من خلال توزيع بروشورات تضمنت توعية عن الكوليرا والمشاركة مع الخيم والمطابخ الرمضانية والتعاون لعمل إفطار جماعي للإيتام وذوي الشهداء، وأيضاً حملة"سكر وسط" التي انطلقت بعام 2023 للتوعية حول مرض السكري وإجراءالإسعافات الأولية".

من جهتها اليافعة "مرام سليمان": "بالنسبة لي كانت تجربة فريدة وممتعة أتاحت لي الفرصة للتعرف على الأماكن الأثرية بدمشق من خلال مشاركتنا بجولات عدة بالمتحف الوطني ودمشق القديمة وغيرها، وكوّنت صداقات عدة مع متطوعين، ونمّت لدي مهارات التواصل والتعاون والعمل الجماعي ضمن فريق".

أجريت اللقاءات بتاريخ 10شباط 2024.