هو واحد من أهم وأجمل أحياء مدينة "حلب" ببنائه الحديث وشبكة طرقه المريحة مع تفرعاتها الداخلية، إضافة لموقعه الاستراتيجي الملاصق للجامعة، وكذلك احتضانه لفندق المريديان.

هو "حي المريديان" الواقع غرب المدينة، وما يميزه وجود السوق التجاري الخدمي الكبير والشامل وما يعرف بين عامة الناس بـ"نزلة أودنيس"، حيث تتوزع على جانبه الأيمن المحال التجارية، والتي تضم مختلف صنوف البضائع والملابس والمكياجات والساعات والموبيلات والمطاعم، إضافة إلى العيادات الطبية والنشاطات الخدمية وخاصة لطلاب الجامعة.

موقع إستراتيجي

يقع "حي المريديان" غرب المدينة تماماً وبموقع إستراتيجي مهم، حيث يتداخل بشكل مباشر من جهة الشمال بالحرم الجامعي، ويجاور "حي المحافظة" الأنيق، ومن الشرق "سوق الجميلية" ومن الجنوب "حي الفيض" الشعبي، ويتشابك الحي مع تلك الأحياء بطريقة سلسلة وسهلة في المرور، وداخل الحي يقع أشهر وأقدم فنادق المدينة "الميرديان"، ويضم الحي عدداً كبيراً من الجمعيات الخيرية، وعدداً من المشافي والمعاهد التعليمية.

فندق المريديان اهم مركز سياحي بالحي.

الحي جميل ونظيف وأنيق ومكتظ بالسكان، حيث يقارب عدد القاطنين فيه خمس وثلاثون الف نسمة، أسسه عدد كبير من أبناء مدينة "إدلب" قبل أربعين عاماً من الآن، واشتروا الأراضي والدور السكنية ونهضوا بها بالتعاون مع أبناء مدينة "حلب"، ليخرج الحي بشكله الجميل الحالي.

وبحسب مختار الحي "أحمد محمد علي الشامي" فإن تأسيس "حي المريديان" يعود إلى الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان اسمه سابقاً "حي الكواكبي"، وبعدها أخذ الحي اسمه من اسم "فندق المريديان" الذي تأسس في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، من شركة بناء فرنسية تعهدت ببنائه ومن ثم تم إكماله وحتى المراحل الأخيرة من قبل شركة الشام الوطنية.

شهادات ابناء الحي المختار "أحمد محمد علي الشامي ومحمد موصللي ومحمد زينو"

ويضيف "الشامي": "الحي مخدم بشكل مثالي من جميع النواحي، وخاصة سوق ومحلات نزلة المريديان الشهيرة التي تحتوي على محال الملابس والمطاعم وخدمات الانترنت والمكتبات ومحلات الهدايا والساعات والعيادات الطبية، وداخل الحي مقر فرع الهجرة والجوازات والسجل العقاري، وهناك تتموضع سبع مدارس حكومية وأربع جمعيات إغاثة".

ويشير إلى أن الحي يأتي في طليعة أحياء المدينة التي يحرص العديد من الطلاب والطالبات وبكثافة على استئجار الشقق فيه، نظراً لقربه الشديد من الجامعة وتكاد نسبة المستأجرين فيه هي الأعلى على باقي أحياء المدينة.

جسر الرازي الذي يفصل حي المريديان عن باقي الأحياء المجاورة له.

مايميز الحي حسب" الشامي" شقق منازله الواسعة والمريحة والهادئة، وتعاون أبنائه مع بعضهم البعض على إيجاد أفضل الوسائل للعيش المشترك، وحرصهم على نظافته ومحبتهم لبعضهم، وتعاونهم في قضاء حاجاتهم ضمن الخدمات المتوفرة من مدارس ومعاهد ومشافي ومكتبات جامعية وورشات خياطة وحدائق واسعة.

حي الفندق

فيما يروي العم "أحمد حزيني" /62/ عاماً وهو أحد أبناء الحي ذكرياته للمدونة: " أقطن داخل الحي منذ أكثر من أربعين عاماً، وتعود تسمية الحي لوجود "فندق المريديان" حيث زاد الفندق في أهمية ومكانة وغلاء منازل الحي بنسبة كبيرة، يمتاز الحي ببناء أغلب منازله على الطراز الحديث، وفي وسط الحي هناك حديقتي "المريديان والكواكبي" مع تواجد مشافي "المريديان والاستشاري والنحاس"، وخلال فترة الأزمة تشكل سوق نزلة المريديان واختص بتلبية حاجيات الأهالي وطلاب الجامعة من مختلف الأنواع".

وبكلام مشابه ومختصر يتحدث "محمد جمعة علايا " /75/ عاماً عن "حي المريديان" واصفاً اياه بالحي الأجمل بالمدينة.

ويقول: "لا استطيع العيش خارجه، وأنا واحدٌ من مؤسسي الحي، وعُرضت علي الكثير من المنازل خارجه، لكني رفضت تبديل سكني من هنا نظراً لهدوئه وجماله ونظافته ومحبة أهله.

أما بائع الساعات بنزلة سوق المريديان "محمد موصللي" يقول: " أعمل بمهنة وتجارة مختلف أنواع الساعات الرجالية والنسائية منذ أكثر من أربعين عاماً.. محلي سابقاً كان بسوق الساعات "بباب الفرج"، وخلال الأزمة نقلت عملي لسوق نزلة المريديان" وبقيت على نفس الكار، وأضفت إليه بيع الهدايا والعطورات والإكسسوارات".

ويتابع حديثه: "السوق هنا شعبي ومكتظ، ويتوافر فيه الكثير من الخدمات العامة، وأغلب زبائن محلنا من الطلاب والطالبات ونحرص على مراعاة أوضاعهم وتقدير ظروفهم، والسوق مثل خلية النحل طوال النهار والكل يبحث عن عمله ورزقه".

بركة الجامعة

لحي المريديان خاصية علمية بتواجد عدد كبير من المكتبات، وعن أهمية ذلك يبين "محمد زينو" صاحب مكتبة جامعية، أن الحي يضم أكثر من عشرة مكتبات جامعية مع التصوير الفوتوغرافي والشخصي والكل يعمل بنشاط وحركة ويؤمن الخدمات للطلاب.

ويضيف: "بالنسبة لي أعمل بقطاع المكتبات والقرطاسية منذ أكثر من أربعين عاماً، ومهنتنا تعنى ببيع أدوات الرسم والفن لطلاب وطالبات الهندسات والفنون، وسابقاً كنت بسوق مكتبات "باب النصر" ومع بدء الأزمة نقلت مكتبي لوسط "حي المريديان" نظراً لقربه من الجامعة، "ووجدت هنا كل الخير والبركة".. الحي هادئ ونظيف والناس تحترم بعضها البعض ولا أحد يتدخل في شؤون غيره، ويمضي يومنا بكل سلاسة واطمئنان، وأغلب زبائن مكتبتنا من طلبة الجامعة وأحرص على معاملتهم بشكل أبوي مقدراً ظروفهم المادية وحياتهم الصعبة".

ويشير "أحمد حزيني" إلى وجود نسبة كبيرة من المستأجرين من الطلاب والطالبات من أبناء المحافظات الأخرى، والذين يتابعون تحصيلهم العلمي بالجامعة، ما أعطى أهمية للحي وزاد من نشاطه التجاري والخدمي.

تم إجراء اللقاءات والتصوير داخل "حي المريديان" بتاريخ التاسع من شهر كانون الأول لعام ٢٠٢٣.