على جانبي طريق مصياف الغاب، وعلى مسافة تزيد على 3 كم ، تمتد قرية "المحروسة" ببيوتها الحديثة، التي تضج بالحركة والحياة، ويتنوع نشاطها الاقتصادي بين التجارة والزراعة والخدمات.

تشتهر القرية حديثة العهد بالكثير من الزراعات الموسمية كالقطن والشوندر السكري والفول السوداني، إضافة لأنواع من اشجار الفاكهة، وتعد معبراً وممراً للطريق الذاهب من مصياف الى حلب ومصياف سلحب نهر البارد.

موقع متميز

يتحدث رئيس المجلس البلدي في القرية المهندس "محمد عيسى" عن أهم ما تمتاز به المحروسة وخصوصاً موقعها المميز ويقول: "يبلغ عدد السكان حسب إحصائية السجل المدني 14 ألف نسمة، فيما وعلى الواقع وبسبب الأحداث الأخيرة ارتفع العدد إلى 27 الفاً، وتمتد على مساحة جغرافية تصل إلى حوالي ألف هكتار داخل المخطط التنظيمي، فيما تتجاوز المساحة مع المناطق خارج التنظيم ألفي هكتار، وتزيد نسبه الهجرة إلى "المحروسة" عن نسبة الهجرة منها إلى المدن والقرى الأخرى".

رئيس بلدية المحروسة

ويضيف "عيسى": "يوجد في القرية بعض معاصر الزيتون ومقالع الحجر وثانوية عامة وأخرى تجارية وصناعية، وخمس مدارس للتعليم الأساسي، إضافة إلى بعض المراكز الخدمية مثل إرشادية زراعية وبلدية ومستوصف ومركز طوارئ كهرباء ومركز مياه، وتتوسط القرية بين منطقة سلحب ومنطقة مصياف، والتي تبعد عن كل منهما 14 كم وعن محافظه حماة 40 كم تقريباً".

ويشير إلى أن "المحروسة" ترتدي ثوب المدينة لوجود كافة الخدمات من مدارس بكافة المراحل والاختصاصات (علمي، أدبي، صناعة، تجارة، فنون نسوية) وأطباء اختصاصيين وصيدليات، ومحطات للمحروقات وغيرها من الدوائر الخدمية.

حلويات المشبك

المولودة الجديدة

جمالية الطبيعة

تعد "المحروسة" من القرى الناشئة حديثاً حيث بدأ البناء والاستقرار فيها في بداية عام 1968، ويسيطر على المنطقة المناخ المعتدل شأنها شأن المناطق الغربية والمتوسطة، وترتبط القرية بالقرى والمناطق المحيطة بها بشبكة واسعة من الطرق، حيث يعبرها طريق عام يربط منطقة مصياف بسهل الغاب وبالمناطق الشرقية الشمالية (محافظات– حلب- إدلب-الرقة)، وبكل من مدينتي محردة والسقيلبية ومحيطهما، وكذلك تعتبر الممر الرئيسي للوصول إلى المناطق السياحية والأثرية الهامة ( قلعة أبو قبيس- شلالات الزاوي – أفاميا).

تقول المعلمة "علا حمدان" إن القرية كانت تُسمى (جب عباس) نسبة إلى بئر ماء كان يوجد في وسط القرية ومالكه من عائلة عباس، وبعد فترة من الزمن اجتمع كبار القرية والمعنيون على اختيار اسم مناسب للقرية، وبعد نقاش طويل قال أحد الموظفين "أعطونا اسماً لهذه المحروسة بمعنى "المولودة الجديدة"، فاجتمع الكل على تسميتها بهذا الاسم.

وفي رواية أخرى تقول "حمدان" إن اسم قرية المحروسة جاء نتيجة توضعها الجغرافي حيث تتربع القرية على سهل فسيح تحيط به الجبال والهضاب من كل الجهات كما يحيط السوار الذهبي بالمعصم أي "تحرسها".

تعليمياً وزراعياً

بدوره يتحدث المربي "محمد العلي" عن الواقع التعليمي في القرية التي تمتاز كما يشير بارتفاع نسبة التعليم، فبالكاد يخلو بيت من حامل لشهادة جامعية.

ويضيف: "يوجد في القرية العديد من الأبنية التعليمية حيث يوجد ثانوية عامة وثانوية مهنية وثانوية صناعية، ومدارس للتعليم الأساسي وروضة أطفال تابعة لوزارة التربية وبعض روضات الأطفال الخاصة.

وعن الواقع الاقتصادي فيها يوضح "العلي" أن سكان القرية يعتمدون بشكل عام على الزراعة والتجارة، حيث تتوضع المحال التجارية على جانبي الطريق العام في القرية، وتستفيد من كونه طريق عبور أساسي وحيوي، وقسم كبير جداً من أهالي القرية يعملون في الوظائف الحكومية وأغلبهم من ذوي الدخل المحدود.

وتشتهر المحروسة كما يقول "العلي" بالحلويات الشعبية الأكثر شهرة (المشبك)، وشجرة العصافير والتي لم يبق منها سوى اسمها، وذكريات لا يمحوها الزمان ولها صناعها ومبدعوها، كما تشتهر الحلويات هنا بطعمها اللذيذ وبغناها بأنواع المكسرات مثل الفستق الحلبي واللوز والجوز والصنوبر ويدخل في صناعة الأنواع الفاخرة منها السمن البلدي الأصلي.

الواقع الزراعي يتحدث عنه المزارع "ناصر حبقة" والذي يشير إلى أن زراعة الأشجار المثمرة تنتشر بكثافة، وخصوصاً أشجار الزيتون والكرمة والتين، بالإضافة إلى زراعة الحبوب كالقمح والشعير والشوندر السكري والقطن والبطاطا والخضروات الصيفية والشتوية في الأراضي الزراعية التابعة للقرية، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية حوالي 1400 هكتار، وهي مخدمة بشبكة من الطرق الزراعية المعبدة والقسم الأكبر من هذه الأراضي يروى من شبكة الري ( قناة الري ) والقسم المتبقي يروى من الآبار الارتوازية.