تأسس فريق "سورية الياسمين التطوعي" عام 2017 بهدف تمكين المرأة المهمشة، واليافعين وذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم نفسياً وتقديم المساعدات العينية أيضاً.

البداية

مدونة وطن التقت "وفاء أبو قاسم" 1973، معهد مصرفي، وقائدة فريق "سورية" الياسمين التطوعي لتحدثنا عن تأسيس وأهداف الفريق قائلةً: تم ترخيص الفريق عام 2017 بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

كانت بدايتي بالعمل من مشاركتي بالمطبخ الميداني الذي أقيم في مدينة "سلميه" أثناء تحرير الريف الشرقي وأحببت والصديقات متابعة الفكرة وتضمينها أكثر للجانب الإنساني الخاص بالنساء غير المتعلمات في البيئات البسيطة، لذلك قمنا بتأسيس الفريق بهدف نشر التوعية والثقافة المجتمعية والقانونية الصحية التي تلامس شؤون الأسرة، إضافة الى توعية اليافعين من خلال المحاضرات، وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة وإبراز مواهبهم، وتقديم بعض المساعدات العينية من أعضاء الفريق، وتضيف: هذه الأنشطة جعلتني قريبة من المجتمع المحلي في "سلميه" ومن المنتديات الثقافية فيه كما انضم فريقنا الذي يتكون من عشرين متطوعة إلى الجمعية السورية للتنمية البشرية، بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

من اليمين وفاء أبو قاسم، ليلى العامود ،حنان القطريب ، هدى غالي

أنشطة متنوعة

حنان وناهد سليمان إعاقة حركية بالقدم

"حنان القطريب" 1971، إعدادية، معلمة روضة متطوعة في جمعية جسد وروح، مسؤول إعلامي في الفريق تحدثنا عن نشاط الفريق قائلةً: "بدأ الفريق منذ تأسيسه بإقامة معرض لذوي الاحتياجات الخاصة في صالة "صول" في "سلميه"، وساهمنا في دعم المواهب بتغطية نفقات المعرض الذي امتد ثلاثة أيام، وشمل مشاركين من الريف والمدينة: ابرزها مشاركة الأختين (حنان وناهد سليمان) إعاقة حركية بأعمال يدوية وتدوير الألبسة، و"ميساء ديب" من "عقارب" خياطة ورسم، و"بانا طالب" وأختها "صم وبكم" بالرسم وشاركتا بمسابقة مؤسسة الجيل بدعم من النحات العالمي "علي فخور" وبإشراف الدكتورة "رواء العلي" وحصلتا على الجائزة الأولى في هذه المسابقة، وتتابع حديثها: نال فريقنا سمعة طيبة عبر الحضور الكبير لأنشطته والدعم الرسمي والشعبي لها بالإضافة لقيام الفريق تقديم كراسي عادية متحركة مجاناً لشهيد حي في "سلميه"، وآخر في "بري الشرقي"، وكرسي لأم تعيل طفلين.

وتحدث "عصام كحلة" رئيس مجلس إدارة جمعية قطرة أمل لرعاية الطفولة، ومسؤول عام لفريق رعاية الطفولة التطوعي عن نشاطات فريق "سورية الياسمين" التطوعي قائلاً: «تشاركنا مع فريق سورية الياسمين التطوعي بعدة انشطة وفعاليات أثناء حدوث الزلزال شملت تقديم ألبسة لمتضرري الزلزال وبحملات الدعم النفسي للعائلات وللأطفال خصوصاً بالإضافة لأنشطتهم المعروفة في دعم وتمكين المرأة في "سلميه" وتكريم المتميزات منهن مشيراً الى تميز عمل اعضاء الفريق بالحماسة والاندفاع ومحبة العمل التطوعي ومساعدة كافة فئات المجتمع معنوياً ومادياً.

مبادرات تطوعية

وأوضحت مديرة روضة البنفسج المربية "هدى غالي" / 1963/ معهد مهني رسم أمين سر الفريق، قائلةً: كنت أول من بدأت في 2014 بتنظيم رحلات للساحل السوري لأمهات الشهداء بهدف إيصال رسالة للعالم أن "سورية" بخير ولا نخشى إرهاب العالم وأن الحياة ستستمر وكنت من بداية تأسيس الفريق مع "وفاء أبو قاسم" والمربية الراحلة "ربيعة رزوق" وساهمت تطوعاً عبر تقديم الروضة لإقامة نادٍ صيفي مدة شهرين مجاناً لأبناء الشهداء والجرحى، وشبه مجاني لبقية الأطفال، وساهم الفريق بتغطية التكاليف المادية.

وأضافت "غالي": وقدم الفريق وجبات طعام لأبنائنا من الجيش العربي السوري على الحواجز، وقمنا بتكريم الأيتام الذين حصلوا على شهادات إعدادية وثانوية، بالتعاون مع "عروض النخلة" التي قدمت منحة مالية لهم، وتكريم أمهات الشهداء والأم المثالية المربية الراحلة "حياة العكاري" وأضافت "ليلى العامود" 1966، وأم الشهيد "أحمد سيفو" عن الفريق قائلةً: توفي زوجي الخياط منذ 11 عاماً واستشهد ولدي "أحمد سيفو"،مواليد 1985 في يوم أربعين زوجي، وبقي لدي ولدي "أيهم"، ودخلت بعد ذلك في حزن شديد ومن خلال الزيارات المتكررة لصديقاتي أخرجوني من البيت، ووجدت عزاء لي بمساهمتي بالمطبخ الميداني وتحضير وجبات لأفراد الجيش العربي السوري على الحواجز، وحرصنا على الاجتماع أسبوعياً في المنازل ثم خرجنا لمطعم الجندول والكافيات، وانبثق عن المطبخ الميداني فريق "سورية " الياسمين، الذي ساهم في تقديم الدعم النفسي لذوي الشهداء، وقام بعدة مبادرات في زيارة الجرحى وتقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة، وفريقنا استنفر كافة الطاقات والجهود وخاصة بعد زلزال 6 شباط، حيث قمنا بالتعاون مع فريق رعاية الطفولة بقيادة الأستاذ "عصام كحلة"، وقد ساهم فريقنا بمواد عينية بالإضافة لمبادرات دعم نفسي بين الفرق التطوعية والجمعيات.

الاحتياجات الخاصة

الشقيقتان "حنان" و"ناهد" سليمان" 1989، من قرية "خنيفس" التابعة لـ"سلميه"، عجز حركي بالقدم، تقول "حنان": "إصابتي منذ الولادة جعلتني ألازم البيت ولا أخرج إلا للمدرسة وبمساعدة والدتي التي كانت تأخذني وتعيدني للمنزل، وأبي شيخاً كبيراً، وعند تمامي المرحلة الابتدائية جاء فريق "سورية" الياسمين لمنزلي وقدم لي ولأختي "ناهد" تتحرك أيضاً على عكازين، ما ساهم في خروجنا من المنزل وزيارة الصديقات والأقارب، لاسيما وأننا لم نحصل على مؤهلات علمية لعمل وظيفي وقريتنا بعيدة، ووضعي منعني وأختي من العمل.

وتضيف هدى غالي أمين سر الفريق: قمنا بنشاطات أخرى نحو ذوي الاحتياجات الخاصة كالاحتفال بعيد ميلاد طفل مهجر من "الرقة" وتكريم الطفل "زين الأحمد" بعد فوزه بسباق المسافات الطويلة (الأولمبياد) الذي أقيم في "القنيطرة".

أجري اللقاء في 9 تموز 2023.