لم يتوقف نشاط "الرابطة الثقافية المعرفية" في مدينة "سلمية" عند النقطة التي انطلقت منها، بل توسع ليشمل إضافة إلى تنظيم المسير، أنشطة أخرى متنوعة كاستضافة شخصيات متميزة من المنطقة، ودعم المتفوقين والمبدعين والسيدات المعيلات معنوياً ومادياً، إضافة الى إقامة محاضرات اجتماعية في مواضيع مفيدة.

في الميدان

تتحدث مهندسة الإلكتروني المتقاعدة "ياسمين استنبولي"، وهي منسقة ثقافية في الرابطة الثقافية عن عملها وتقول: "أحب العمل التطوعي فمع عملي الوظيفي، كنت متطوعة في جمعية أصدقاء "سلمية"، وتفرغت بعد التقاعد عام 2016 لهذا الجانب، كالدعم النفسي بفريق الأورام، وحالياً منسقة اجتماعية بفريق المسير، لقد منحتني الرابطة الثقافية علاقات اجتماعية إيجابية مع المتقاعدات، والتعرف على شخصيات ناشطة وموهوبة ومبدعة في شتى مجالات الحياة، كما اطلعت على تجارب أعمال ومشاريع منزلية العطاء من معيلات لأسرهن".

وتشير إلى أن الرابطة ضمت في البداية نساء متقاعدات، وانضم إليها رجال فوق الخمسين عاماً: "عادة نجتمع عند البريد الجديد ونبدأ المسير على طريق "حماة "وهو على يومين بالتتالي للنساء وللرجال ومختلط، وتم الترخيص لفريق المسير بكتاب من المحافظ، وبعد ذلك ننسق لموعد مع أحد المميزين في المنطقة، واتخذنا الرواق الثقافي مقراً لإقامة المحاضرات والدورات التدريبية، لقد زرنا الفنان "علي حمود" في بيته ووثقنا أعماله بصور، والفنان "علي عيد" والفنان النحات العالمي "علي فخور" والحرفية بالأعمال اليدوية "نورا الحايك"، والفنانة "جانيت العرنجي"، والفنانة "غروب الحموي" بالإضافة لسيدات يعملن بالمؤونة لإعالة أسرهم ومنهم "أم يوسف عبيدو" و"ليلى الجندي"، وكرّمنا "انجي وردة" الرائدة الطليعية بالفصاحة والخطابة على مستوى القطر، وقدمنا هدايا رمزية.

من فريق المسير من الأعلى مجدلين حلاتوة وليلى بيطار وقائدة الفريق ياسمين استانبولي

وتضيف "استنبولي": "أما المحاضرات فقدمت "مها القطلبي " محاضرة عن الأعراس والعرس "السلموني" والأهزوجة، واستضفنا المهندسة الزراعية "شرود الدبيات" حيث قدمت محاضرة (العناية بنباتات الزينة)، وقدمت المربية "رباح" محاضرة عن فن الإصغاء بخان السلطان ، ومازالت الرابطة تدعم كل المميزين بالمجتمع والقائمة تطول".

أما فكرة المسير، تقول" استنولي": فقد بدأت فكرة فريق المسير من مؤسس صفحة الرابطة الثقافية المعرفية الأستاذ" علي الحموي"، والتي انضم لها الجميع بشكل عفوي وتبلورت أهداف الفريق بشكل اجتماعي وثقافي لدعم الطاقات البشرية معنوياً ونشر ثقافة متنوعة تشمل مناحي الحياة.

الحرفية حسن حيدر أم يوسف عبيدو

بيت العائلة

النحات العالمي علي فخور

"ليلى بيطار" 1968 عضو بالفريق، وهي موظفة في مؤسسة التبغ تقول: "انضممت لفريق الرابطة على التواصل الاجتماعي منذ تأسيسه 2017 وبعد عامين اتفقنا أن نبدأ نشاطنا على الأرض، وبدأ عددنا بـ 15 امرأة، وكان العدد يزداد أسبوعياً، اقترحت قائدة الفريق "ياسمين استانبولي" استضافة أو زيارة المميزين في المجتمع من فنانين ومعيلات الأسر كل 15 يوماً، ويبدأ المسير من البريد وسط المدينة حتى مدخلها غرباً، ونقوم باستراحة في الحديقة العامة في طريق العودة، فنلقي الشعر والقصص ونتداول المعلومات العامة.. لقد أعادني الفريق للحياة الاجتماعية وهو بالنسبة لي كعائلتي، حتى أني نادراً ما أتغيب عن نشاطاته، وأفضله على أي زيارة فردية، لاسيما وأن أنشطته متنوعة ثقافية اجتماعية ورياضية".

وتتحدث ربة المنزل "مجدولين أبو حلاوة" 1959، أرملة منذ سنة ونصف، تحدثنا عن دور الفريق بحياتها بالقول: "لم يتسن لي الدراسة قبل زواجي، ولكن حصلت على شهادة السادس ثم الإعدادية ثم الثانوية بعد الزواج، ولم أكمل دراستي بعد ذلك، واكتفيت بتربية أولادي 4 بنات وهن الآن متزوجات، وشاب يدرس الثانوية، انضممت للرابطة الثقافية المعرفية منذ ست سنوات على التواصل الاجتماعي، ومشرفة عليها أوثق أعمال الفريق بالصور والنشر والذي يعتمد الترفيه، بالإضافة لجمع التبرعات من أعضاء الفريق وأهل الخير ومنحها لأصحاب الحاجات من عمليات جراحية وأمراض مزمنة، كل أسبوع وأسبوعين بحسب الضرورة".

دعم وتشجيع

وعن زيارة الرابطة الثقافية لمنزله يقول النحات العالمي "علي فخور": "الرابطة الثقافية مجموعة جميلة من الأصدقاء المثقفين ورواد الحركة الثقافية في مدينتنا، يقومون بزيارات للفنانين وأصحاب المواهب لدعمهم معنوياً، وهي زيارات جميلة وجيدة في ظل غياب الدعم الحقيقي لهذه المواهب، وتساهم أولاً في شهرة المبتدئين، وحافزاً لمواصلة المبدعين بالعمل، ولا أنسى أبداً حضورهم الجميل في افتتاح معرضي "قصائد رخامية"، فقد كان لهم دور كبير في التنظيم، وإضفاء جو من الفرح العارم واستقبال الحضور بطريقة رائعة تعبر عن ثقافة عالية وحس جمالي راق".

بدورها "حُسن حيدر أم يوسف عبيدو" 1964 أرملة منذ2000 عاماً تتحدث عن زيارة فريق الرابطة الثقافية المعرفية لمنزلها: "ولدت في عائلة فقيرة تعلمت فيها الطبخ من والدتي التي كانت تطهو الطعام على الحطب حتى ماء الحمام، وبعد وفاة والدتي منذ 15 عاماً أخذت أختي المصابة بالشلل الدماغي لأعتني بها، والتي توفيت منذ سنتين، وبعد وفاة زوجي في عام 2000، عملت في معمل "منذر الحايك" في تغليف البهارات، والذي شجعني لتحضير مؤونة البيت، وبعد 10 سنوات أنهيت عملي معه، وبدأت العمل لوحدي (مكدوس وفليفلة جافة ودبس، ورب البندورة)، ووسعت عملي حتى شمل كل أنواع الطبخ، وبعد ذلك نصبت خيمة امام بيتي لأعمل بها وتحديت ظروفي الصعبة، لأساعد عائلتي، ولقد كانت زيارة الرابطة الثقافية دعماً معنوياً لي وتشجيعاً وهي لفتة كريمة للنساء المعيلات".

أجري اللقاء في 29 نيسان 2023.