منتجات فنية يدوية تتميز بالدّقّة والإتقان وتشمل الرسم على الزجاج واللوحات والأعمال التراثية القديمة وصناعة الإكسسوار والأواني الزجاجية، وفق معايير وضعتها جمعية "أرسم حلمي" الفنّيّة عبر مشروع "رَف" الذي أطلقته لإحياء تراث الأجداد.

"رَف"

تتحدث الفنانة التشكيلية "هيام سلمان" عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية "أرسم حلمي" الفنّيّة، عن تأسيس الجمعية وفكرة مشروعها الفني وتقول: «بدأ مشروع "رَف" منذ سنوات عدّة، اعتمد على مجموعة من الصبايا في الجمعية اللواتي يشتغلن الفنّ بأنواعه، كالرسم والزخرفة على الزجاج وصناعة الإكسسوار وغيره، وأطلقنا عليه مشروع "رَف" لأن "الرَّف" بإمكاننا أن نضع عليه كل قطعة فنّيّة ونحافظ عليها، وأخذت الصبايا بنشر أعمالهن على صفحة "رف" ويتلقين التوصيات والطلبات على بعض الأعمال كمورد مادي، وهنّ من الفتيات المميزات وبعضهن خريجات كليات الفنون ويمتلكن الموهبة».

أحببت فكرة دورة العمل اليدوي وتدوير القماش المعلن عليها في جمعية "أرسم حلمي" الفنية وتحت إشراف الفنانة التشكيلية "هيام سلمان"، تعلّمت الخياطة اليدوية بطريقة سليمة ومتقنة على الرغم من أنني لم أكن أعلم شيئاً عنها

مشروع رائد

تتابع "سلمان" حديثها للمدونة بالقول: «هناك صفحات كثيرة تسوّق لمنتجات فنّيّة ويدويّة، ولكننا نعمل في صفحة "رَف" بشكل احترافي فنّيّ عالي المستوى، مشغول بحب وشغف كما نراعي أن تكون الأسعار مناسبة ومنطقية جداً بالنسبة للعمل الفنّيّ واليدوي، وقد حقق المشروع نجاحاً ملفتاً حيث أتاح فرصة العمل للمشاركات، كما شجعهنّ على الاستمرار بعملهن الفني عبر إنجاز منتج بأعلى مستويات الجودة، إضافة لتحقيق مردود مادي».

هيام سليمان

وتضيف: «لا يدخل لصندوق الجمعية أي مبلغ من مردود "رَف" فكله عائد للصبايا، أما حين يحققن مبيعات جيدة في بعض المعارض والمهرجانات، يتبرعن بجزء لصالح الأنشطة المجانية للأطفال أو يشترين مواد لتقديمها لنشاط معين، وهذا يحقق نوعاً من الالتزام والدعم المتبادل بينهن وبين الجمعية».

تدريب ودعم

التدريب على الأعمال اليدوية في المشروع انطلق حسب قول "سلمان"، بدورة الأعمال اليدوية بمشاركة مجموعة من السيدات الشغوفات بهذا الفنّ ممن اخترن أن يصبحن جزءاً من مشروع صغير، يعملن على تطويره لاحقاً لدعم أسرهن، وبعضهن لم تكن لديهن أي قدرات أو مهارات بتدوير القماش أو الخياطة، وبدأ التدريب على العمل اليدوي بعيداً عن المكنات.

تدوير القماش

وتضيف: «تم رفد مشروع "رَف" المتعلق بصبايا جمعية "أرسم حلمي" الفنيّة، بسيدات لديهن شغف بالعمل اليدوي ليكون هناك امتداد لروح الجدات والأمهات إلى الجيل الجديد، كما تكونت علاقات اجتماعية بين مجموعة العمل هناك تحقق من خلال لقاء شهري بهدف إطلاق نواة لمشروع فردي أو جماعي يعتمد على التراثي الفنّي التشكيلي وتحويله لاحقاً إلى مشروع إنتاجي كبير».

على رفوف المعارض

شارك "رف" بالعديد من المعارض والمهرجانات تقول "سلمان": «شاركت الجمعية بمنتجات رف في معارض ومهرجانات عدة "المدى" و"لمة فرح"، وكلما أتيحت الفرصة، يجري إظهار الأعمال الفنية وترويجها ومساعدة الصبايا لبناء مشروع ذاتي يدعم مواهبهن وإيراداتهن ويحقق ذاتهنَّ، حيث يعرضن في مهرجاناتنا ومعارضنا باسم "صبايا رف"، وأكثر ما يلتفت له الجمهور في أعمال "رَف" الجمالية والدقة والأفكار الإبداعية المبتكرة، وتمت إتاحة الفرصة للسيدات بالمشاركة في مهرجان "أرسم حلمي" السابع والتواصل مع الجمهور وتسويق منتجاتهن ذات الجودة العالية».

هيلدا جردي

عمل يدوي

لم تكن "هيلدا الجردي" إحدى المستفيدات من المشروع تمتلك أي فكرة عن الخياطة، تقول: «أحببت فكرة دورة العمل اليدوي وتدوير القماش المعلن عليها في جمعية "أرسم حلمي" الفنية وتحت إشراف الفنانة التشكيلية "هيام سلمان"، تعلّمت الخياطة اليدوية بطريقة سليمة ومتقنة على الرغم من أنني لم أكن أعلم شيئاً عنها». وتضيف: «لم تكن الدورة لتدوير القماش فقط، بل لإحياء تراث الجدات والتراث الريفي من خلال الجلابيات ومفارش الطاولات والجزادين الصغيرة والكبيرة والزينة للأعياد.. كان هناك جواً من المحبة والمنافسة الجميلة التي تدفع بكل سيدة للبحث عن الأفضل وتطوير عملها».

أما "هبة قازان" مدرّبة أنشطة في الجمعية تقول: «بعد تخرجي من الجامعة فرع هندسة قوى ميكانيكية، قررت أن أنمي شغفي في الرسم من خلال جمعية "أرسم حلمي" الفنية وسجلت فيها لأتعلّم الرسم، وأحببت الجو السائد في الجمعية ثم تطوّعت فيها وتدرّبت للإشراف على الرسم لدى الأطفال».

وتضيف: «ولأن الفنّ ليس رسماً فقط وبإمكاننا أن نحوّل أي شيء إلى فنّ، تحمّست لخوض تجربة جديدة في دورة تدوير القماش سواء بالتعامل مع القماش أو بالفكرة بحد ذاتها، فكرة إعادة تدوير الأقمشة البالية الغير قابلة للاستخدام وتحويلها لقطع ذات قيمة فنية ومفيدة بنفس الوقت، كانت تجربة جميلة وأحسسنا بقيمة الأشياء البسيطة، أسعى دائماً لتطوير مهارتي لأصل لمستويات عالية من الحرفية والدقة بالعمل».

وتختم بالقول: «بسبب الوضع الاقتصادي الصعب كنا بحاجة لمشروع يحقق مردوداً مادياً نساند فيه عائلاتنا، فقدمت جمعية "أرسم حلمي" الفنية لي ولمجموعة من الصبايا والسيدات الدعم والمساندة، من بداية دورة الأعمال اليدوية وهي مستمرة حتى اليوم، وتمّ الانضمام للمشروع ويتم التسويق للأعمال اليدوية الفنية المميزة كافة عبر صفحة المشروع، وانضمامي فتح لي مجالات واسعة وهي طريقة جيدة لأعرض منتوجاتي اليدوية لشريحة أوسع تتجاوز المحيطين بي».