قلعة حلب

تعد قلعة حلب من أكبر القلاع في العالم ويعود تاريخ القلعة إلى عصور قديمة، وترتفع عن مستوى المدينة حوالي 33م فوق تل إهليلجي الشكل. يحيط بها سور حجري فيه 44 برجاً دفاعياً من أحجام مختلفة، طوله حوالي 900م وارتفاعه حوالي 12م، ودُعّم بأعمدة حجرية ثبتت بشكل عرضي بمسامير حديدية. حجارة السور الكبيرة تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي، والوسطى من العهد الأيوبي، أما الصغيرة فمن العهد المملوكي.

رُصف ثلثي المنحدر بالأحجار ليصعب تسلقها ولحمايتها من التآكل بسبب مياه الخندق المحيطة بها، والخندق عرضه 32م وعمقه 22م فيكون مجموع ارتفاع القلعة عن أرض الخندق حوالي 55م، وكانت المياه تأتيه من نبع حيلان.

باب القلعة يقود إلى برج متقدم، مستطيل الشكل، ارتفاعه حوالي 20م، بُني في عام 1211م ورُمم فيما بعد. والباب حديدي، عليه كتابة تؤرخ صنعه في عهد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي بالقرن 12م. وعلى مدخل البناء كتابة تؤرخ عهد السلطان قانصوه الغوري 1507م أيام الوالي أبرك الأشرفي السيفي. وتحت الكتابة يوجد نقش الحلية المعمارية المعروفة بالصنج المزرّرة وفوقها سقّاطة. في الجدار المقابل من البرج يوجد باب حديدي آخر يقود إلى الجسر الحجري، سابقاً كان جسراً خشبياً متحركاً استبدله الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي بهذا الجسر الذي أُقيم فوق قواعد لها ثمانية قناطر.

في نهاية الدرج فسحة، في صدرها جدار، هي مصيدة للعدو لأن فيها مرامي للسهام، وفتحات بارزة لسكب السوائل المغلية عليه. والمدخل الرئيسي يقع في الجهة اليمنى بشكل غير مرئي من بعيد. وهو مخل القلعة الداخلي، وله باب مصفح بالحديد، تُزينه حدوات أحصنة وشرائط أفقية مثبتة بالمسامير. ويدعى هذا الباب بباب الحيّات لوجود نقش ثعبانين متعانقين لهما أربعة رؤوس في أعلاه. الحيات والأسود ترمز للقوة وترعب العدو وتؤثر على معنوياته. يُفتح الباب على بهو برج فيه ثلاث ردهات والباب السري الذي يقود إلى قاعة العرش. لكل واحدة من الردهات عدد من مرامي السهام. على الجدار الأيمن للمدخل توجد كتابة تعلن انتصار الجيوش العربية على الأرمن والتتار والصليبيين.

ثم يأتي الباب الثاني من القرن 13، نُقش فوقه أسدان بينهما شجرة نخيل، والباب حديدي عليه مسامير كبيرة، ثم بهو فيه مقام الخضر. ثم يأتي الباب الثالث الذي يقود إلى الممرات السرية. ثم الباب الرابع، ويعلوه من الجانبين نقش أسدين أحدهما ضاحك والآخر باكي. وهو من العام 606هـ/1210م فوقه كتابة أيوبية من عهد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين. وعلى جانبي الممر توجد مهاجع للجنود.

يبدأ الشارع الرئيسي الذي يخترق القلعة من الشمال إلى الجنوب، وهو مجدد وضيق. على اليسار يوجد قصر وحمّام من القرن 12م بناه نور الدين زنكي. وإلى اليمين حوانيت ومستودع كبير تحت الأرض قسمه الأسفل حفر في الصخر أطواله 17.5×16.5م وارتفاعه 20م وبقية الحائط من الآجر، وله أربع فتحات للنور والتهوية. ويستند السقف على دعائم حجرية ذات قناطر قرميدية من العهد البيزنطي تقسّمه إلى ثلاثة أقسام. وكان خزاناً للماء، أو كان مخزناً للحبوب والمؤن وعلف الحيوانات. أما قسمه الداخلي وهو حفرة فكان سجناً في عهد البيزنطيين في القرن 6م. ثم استعمله الفرنسيون فيما بعد لنفس الغرض. ويُنزل إليه بدرج حديدي حديث.

الصورة: