إقبال ناجي قارصلي

إقبال ناجي قارصلي

ولدت في "دمشق" عام 1925.

تعد من الفنانات السوريات اللواتي فتحن الطريق أمام المرأة السورية للدخول إلى عالم الفن التشكيلي.

حيث استطاعت أن تقدم لوحاتها التشكيلية بروح انطباعية وواقعية لها علاقة قوية بالمجتمعات التي تتعايش معها.

تعد من الفنانات الموهوبات اللواتي رفدن الحركة الفنية بأعمالهن الفنية التي حفلت بالكثير من العطاء، والتي أعطت الدليل على موهبة أصيلة.

أعطت الكثير في ظروف كانت صعبة للغاية، وذلك لأن الحركة الفنية كانت في البداية في مرحلة رواد الفن التشكيلي الذين شقوا الطريق وعبدوه أمام أجيال الشباب، وعلينا أن ندرك صعوبة الانتساب إلى معهد أو مدرسة، وكذلك صعوبة أن يدرس الفن دراسة أكاديمية سليمة.

حين عرفت موهبتها بدأت بالتفكير بالتعلم بالمراسلة، وذلك عن طريق رسم اللوحات وإرسالها، وأخذ المعلومات الفنية، وهكذا خطت الخطوة الأولى نحو تعلم الفن والرسم عن الطبيعة، والبحث عن شخصية فنية، وهكذا اختارت الواقعية و أعطت الموضوع أهمية كبيرة.

نظمت عدة معارض فنية في تلك الفترة والتي عملت بلا كلل أو ملل حتى كسبت قدرتها على عمل لوحة فنية وهي تستحق كل التقدير لجرأتها في تحدي المصاعب والعقبات في مرحلة كان الفن فيها صعباً ولا يلاقي التشجيع للفنانين الموهوبين، فكيف لفنانة أرادت أن تربط موهبتها بالواقع وترسم منه، ما يعتبر البداية للفن التشكيلي الذي ازدهر بعد ذلك، وقدم الفنانين مختلفي التيارات والاتجاهات الفنية والفنانات اللواتي وصلن إلى مرحلة الإبداع والتجديد والتي مهدت لهن الفنانة "إقبال ناجي قارصلي".

أضيف اسمها بجدارة إلى قائمة رواد الفن التشكيلي العربي، وأصبحت علماً من أعلامه.

ولعلها المرأة الأولى في جيل الرواد، حين ودعت الحياة مبكرة عام 1969 في الرابعة والأربعين من عمرها وكانت قد رسمت أكثر من 750 لوحة، توزعت في العالم بعد أن شاركت بها في العديد من المعارض الفردية والجماعية، ونالت على مدى خمسة عشر عاماً الكثير من الجوائز، في طفولتها تنقلت بين "دمر، الزبداني، دوما، دمشق وغوطتها، وعاشت في أحضان الجمال، واختزنت ذاكرتها الفنية والطبيعة بمناظرها المتعددة فأحبتها، وتفاعلت معها وتعلقت بالوطن وعشقته، وقد أتاح لها زواجها المبكر وهي في الخامسة عشرة من عمرها جواً أسرياً متفهماً، تجاوب مع طموحاتها الفنية، فقد قضت عشر سنوات في "تدمر" حيث التاريخ والتراث، وحيث وهج الصحراء العربية وتزلقها، فاختزن خيالها مزيداً من الصور والإيحاءات المعبرة عن عمق الانتماء، وأضافت إليها بعض التأثيرات المستمدة من فنان فرنسي، أقام في المنزل الذي استأجره زوجها في "تدمر"، وترك فيه عند عام 1946 رسوماً جدارية ولوحات له ولعدد من الفنانين الأوروبيين.

لكنها ما لبثت أن شعرت بالحاجة إلى إغناء ثقافتها وتجربتها الفنية، فأقبلت على القراءة والمطالعة، وراسلت معهد الجواهري في "القاهرة" علها تتمكن من بعض الأسس التقنية المفيدة في ممارسة هوايتها وتطويرها.

لم تكن ترسم لنفسها بل كانت ترسم للناس لأنها تنتمي إلى وطن الجمال والشمس والأصالة.

دأبت على المشاركة في جميع المعارض الجماعية والمحلية والدولية والعالمية، كما اشتركت في مسابقات ملهمة الفنانين ومعارض الزهور والقطن ونالت العديد من الجوائز.

توفاها الله ب"دمشق" عام 1969 في قمة عطائها الفني وفي بداية مرحلة جديدة في تطورها وتبلور تقنية جديدة طورتها بدأب وحماس.

"إقبال قارصلي"... الانطباعية الواقعية بلون الروح