"يارا عيد": الرقص جمال الروح والجسد فعيشوه

كان لوالديها الفضل الكبيربتوجيهها لرقص الباليه  وهي في السابعة من عمرها، فأحبته واحترفته،إلى أن رقصت على العديد من المسارح العربية والأوروبية.   

التقينا الراقصة "يارا عيد وكان اللقاء التالي:

*هناك عبارة تقول أن "الباليه هي روح وجسد وعقل معاً" مارأيك بهذه العبارة؟

**هذا صحيح لأن الباليه من أصعب الفنون الحركية، فمن خلاله يستطيع الراقص ايصال فكرته دون استخدام الكلام وإنما باستخدام حركاتٍ جسدية ورغم أن الجمهور السوري  ليس على مستوى فهم رقص الباليه كما في الغرب إلا أنه أصبح  مؤخراً قادراًعلى فهم وترجمة كافة حركات الباليه بشكلٍ جيد، لأن هناك خطوطا وحركات معينة لايستطيع أي جمهور ترجمتها  فمثلاً عندما يقوم الراقص بحركة "الأرابيسك"  بطريقة راقصة فالجمهورالمثقف في الباليه الكلاسيكي  سيُدرك مباشرةً أن حركة الأرابيسك هي حركة من العصر الرومنسي وهكذا، كما أن للموسيقا دور كبير فهي تُساعد الراقص كثيراً على ايصال فكرته للجمهور بشكلٍ أعمق.

*كيف يستطيع راقص الباليه أن يطور من مستوى أدائه ولياقته بشكلٍ مستمر؟

**على الراقص أن يتدرب يومياً، فإذا شعر بإحدى الأيام أنه مُرهق وتعب، عليه على الأقل أن يقوم بتمارين تمطيط وتقوية عضلات الجسم، لأن الباليه الكلاسيكي فن مُتطلب جداً ولديه شروط قاسية يفرضها على الراقص   يومياً، لذا نجد أنه في مسابقات قبول الأطفال لتعلم الباليه نجد أن عدد المتقدمين من الأطفال يكون بالآلاف، إلا أنه لايتم اختيار سوى القليل منهم لأن مقايس الجسم التي يتطلبها الباليه الكلاسيكي في غاية الصعوبة مثل "الجسم المفتوح مع الورك، وتناسق شكل الأيدي مع الساقين ، وجميع هذه الأمور من الممكن تلافيها برقص الباليه المعاصر، أما بالباليه الكلاسيكي لايُمكن التغاضي عنها.

*لقد علمنا أنك تعلمت العزف على آلة «الكمان» إضافة إلى الرقص كيف استطعت التوفيق بينهما مع الدراسة؟

**لقد تعلمت العزف على آلة الكمان لمدة سبع سنوات، فنلت بعدها شهادة التخرج من المعهد الموسيقي، إلا أنني فيما بعد اخترت البقاء في مجال الباليه.  لقد علمني والداي منذ صغري كيف أنظم وقتي بشكلٍ جيد، فكان هناك ساعات مُخصصة مع العائلة لمناقشة أمورثقافية تتلائم مع مستوى تفكيري، وأوقات للدراسة، وللعب مع الأصدقاء، وساعات مُخصصة للتدريب الموسيقي ورقص الباليه، لذلك كان الأمر سهلاً بالنسبة لي.

*ماهي أهم محطاتك الراقصة؟

**لقد كنت عضواً رئيسياً بفرقة "انانا" لمدة  ستة سنوات، مامنحني الكثير من الخبرة لأننا بالمعهد تعلمنا القواعد والأسس أكثر من تعلم روح الرقص على المسرح، نظراً لعدم وجود الإمكانيات الكبيرة للظهورعلى المسرح من خلال العروض الكثيرة، فكان التدريب بالفرقة يومياً من 5 إلى 6 ساعات وهذا ما كسر  حاجز الخوف عند الصعود على المسرح أمام الجمهور، والمحطة الهامة بالنسبة لي حالياً هي فرقة "سمة" التي تتألف من طلاب وخريجي المعهد العالي والتي نسعى من خلالها  لنشر أنواع رقص الباليه كالمعاصر-الجاز –الكلاسيكي والتي اعتمدتُ في عناصرها على طلاب أكاديميين، حيث أقوم بتدريب الفرقة التي يتراوح أعمارها بين 20 ومافوق، فكان أول عرض لنا في عام 2007 على مسرح الحمراء  واستمر لمدة خمسة أيام ووجد صدىً كبيراً. كما شاركنا بمهرجان السينما، وبافتتاح دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.

*كيف اتجهت إلى التمثيل، ولماذا؟

** ظهرت بـ promotion صغيرعلى القناة الفضائية السورية، وكان مفتاحاً  لتقوم شركة انتاج بطلبي لتأدية دورراقصة باليه لمسلسل محلي بعنوان "فسحة سماوية" من اخراج "سيف الدين السبيعي" وتم الإتصال بي لأداء هذا الدور وبعد قراءتي للنص أحببته كثيراً فقبلت به، لأنني شعرت أن شخصية النص هي تماماً كحياة" يارا" في الباليه، لذا لم أجد أي صعوبة في تأديته.

*هل تُريدين المُتابعة بهذا المجال مستقبلاً؟

**"بالتأكيد" اذا قًدمت لي عروض جيدة ومناسبة، فسوف أًُتابع.

*إلى أين تطمحين برقص الباليه؟

**أرغب أن أًُتابع تعلم رقص الباليه في الخارج لفتراتٍ قصيرة مع الكثير من المعلومات، ومن ثم نقل هذه المعلومات لسورية لأنها بحاجة لنا أكثر من بقية الدول في الخارج.

 

  يذكر أن يارا عيد:
انتسبت إلى مدرسة الباليه  في دمشق عام 1993 وتخرجت منها عام 2002

حائزة على إجازة جامعية بدرجة امتياز في الرقص التعبيري من المعهد العالي للفنون المسرحي في دمشق حيث انتسبت إليه عام 2003 و تخرجت منه عام 2007.

شـاركت في العروض التي أقامتها مدرسة الباليه و المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الرقص التعبيري و قدمت العديد من الرقصات الافرادية من باليهات عالمية مثل:(جيزيل-كارمن-بحيرة البجع-دونكيشوت-كسارة البندق}

شاركت في أول أوبرا عرضت  في سورية {دايدو و اينياس} بالتعاون مع المجلس الأعلى البريطاني عام 1995

راقصة أولى في فرقة انانا السورية للمسرح الراقص لمدة 6 سنوات و شاركت معها في العديد من العروض والمهرجانات المحلية و العربية و الدولية في كل من :الأردن-مصر-لبنان-العراق-تونس-المغرب-عمان-الإمارات العربية المتحدة-الصين-تركيا-أوكرانيا-بالإضافة إلى المشاركة في حفل افتتاح و ختام أولمبياد اسياد قطر عام 2006

تعمل ضمن فرقة سورية للرقص الحديث والمعاصر {سمة} بصفة مدربة و راقصة .

مدرسة لمادة الكلاسيك في مدرسة الباليه و قسم الرقص التعبيري في المعهد العالي للفنون المسرحية.

شاركت في العديد من ورشات العمل في الرقص الكلاسيكي و الحديث و المعاصر