" نهلة الحمصي "... عشق التراث وتنوع الانتاج الفكري

سمر وعر- دمشق

"نهلة الحمصي" أديبة وباحثة وتربوية سورية شغلها التراث، وتنوع إنتاجها الفكري بين دراسات وقصص وترجمات ومخطوطات  .

ولدت في دمشق عام 1930 في بيئة محافظة على القيم التربوية والوطنية، تلقت علومها بمدارس دمشق، ونالت إجازة في الآداب، وشهادة في البحث التربوي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1984، عملت مدرسة للغة العربية وآدابها في ثانويات دمشق ودار المعلمات من عام 1954-1973، وتخرجت على يديها عشرات الأفواج من الفتيات السوريات والعربيات اللواتي تلّقين علوم اللغة العربية مع التربية الوطنية  بمديرية البحوث التربوية 1973-1985، وبعد ذلك اختارتها الموسوعة العربية في دمشق محررة ممتازة، ثم خبيرة  من 1985-2000، وقد أنجزت ما يزيد على السبعين بحثاً دوّنتْ بإسمها في الموسوعة العربية قسم الحضارة، من بعضها " إبن الآبار، حافظ إبراهيم، أروى الصليحية، عبد الرزاق البيطار"، كما أنها قامت بتصحيح أكثر من مئة بحث  قدمتهم  للموسوعة العربية .

تنوع الإنتاج الفكري لها  يدل على إطلاعها الواسع والعميق على التراث العربي، وتقصيها  الدقيق لما أصدرته دور النشر في الوطن العربي منذ أكثر من نصف قرن مضى وكان من حصيلته دراسات أدبية وتربوية، وقصص من التراث العربي للكبار والصغار، وقصص أدبية مع ترجمات لأعلام من التراث العربي، إضافة إلى دراسة مستفيضة عن شعر رفيق دربها الحقوقي والشاعر"عبد الرحمن الخزندار"، كما قامت  بإعداد دراسات أدبية نشرت في الدوريات السورية والسعودية والليبية منها " الصنعة والتصنيع في الأدب العربي  الحديث ، اللون في الأدب الحديث، المدينة في الشعر، غنوا يا لأطفال مع سليمان العيسى"، إضافة إلى بحوث تربوية نشرمعظمها في مجلتي " صوت المعلمين، المعلم العربي" في سورية من أهمها "التوجيه المهني للطلاب، قدسية التعليم وعزوف الشباب عنه، التعليم من أجل المستقبل"، إضافة لدراسة نظرية وميدانية معاً بعنوان" التربية غيرالنظامية واقعها وآفاقها"، إلى جانب مجموعة من البحوث قدمت للمنظمة التونسية للأسرة ذات موضوعات إجتماعية من أهمها " دور الأسرة في توجيه الشباب، دورالأسرة في السلام "، وقد أثرتْ المكتبة العربية  بمجموعة متنوعة من إصداراتها القيمة والمفيدة منها" قصص من التراث، أبطال بين الحقيقة والخيال، رجال وأدباء، أبطال ورحالة، هنا كان العرب أيضاً "، ومن  القصص القصيرة "خصلة شعرأشقر"، ومجموعة قصص للأطفال منها "سلسلة المحبة والفرح للأطفال بين 7-10سنوات، ودراسات أدبية منها "شاعر الحب، دراسة لشعرعبد الرحمن الخزندار"، ولها عدة مخطوطات منها دراسات أدبية "موسوعات وموسوعيون"ودراسات تربوية" قضايا تربوية "، وقصص قصيرة " خواطر من الحياة والعمل".

تزوجت من الحقوقي والشاعر السوري" عبد الرحمن الخزندار"، وقد قامت بإعداد دراسة أدبية عن شعره تجلت فيها الموهبة والإبداع، إلى جانب  الوفاء للزوج الشاعر، كما إنعكس في إنتاجهما معاً الأدبي والشعري الحب الأسري المتمثل بالأنجال والأحفاد، وخاصة في شعر الشاعر" عبد الرحمن الخزندار" .

كانت الأديبة "نهلة الحمصي" قد بدأت بكتابة مذكراتها التي أرادت من خلالها نقل واقع الحياة في الأسر المتوسطة بدمشق خلال فترة الإحتلال الفرنسي لسورية ثم في عهد الإستقلال، وظهور الحركات التحررية العربية، ومتابعة تطور حياة المرأة العربية وتحررها في تلك الفترة التي عاشتها الكاتبة، من دخولها الجامعة وميادين العمل إلى المشاركة في النشاطات الأدبية والثقافية المختلفة، ولكن يد المنون عاجلتها  في أيار 2006ولم تتمكن من إنهائها أونشرها بعد رحلة من الكفاح والمثابرة على العمل والكتابة، بالرغم  مما عانته من أمراض مزمنة وخدمة مضنية لزوجها المريض لسنوات عديدة .

 

المراجع:

-أرشيف الموسوعة العربية

-مجلة المعلم العربي 2011

-مديرية البحوث وزارة التربية