"مهيار علي": أبحث عن ذاتي كفنان، ووالدي "تكملة" لبحثي كنحات

  رولا القطب

لاحدود لطموحه، رغبته كبيرة في إتمام ثورة والديه النحات "مصطفى علي" والخزافة "شيرين الملا"، فجاءت أعماله مزيجاً لحضارتي الشرق والغرب.

إنه النحات الشاب "مهيار العلي" الذي التقيناه بتاريخ 31/7/2008 ، حيث اطلعنا على فنه وأعماله، وكان الحوار التالي:

*تميزت منذ الصغر بالحس الفني العالي، هل تخبرنا من اكتشف مهيار "الفنان" وشجعه على الاحتراف والمتابعة الفنية؟

**هذا صحيح لأنني منذ الصغر كنت أعيش في جوٍ ٍ فنيٍٍٍٍٍ رائع، مع  والدي ووالدتي   اللذين قررا  السفر إلى إيطاليا من أجل إتمام الدراسة الفنية، وكنت وقتها في السادسة من عمري، فسافرت برفقتهما إلى إيطاليا، ومن هناك ابتدأت حياتي الفنية في بلدٍ عرف عنه السحر والجمال في كافة الفنون والألوان، وبدأ تركيزي الكبير على الرسم لأنني أحببته كثيراً فأصبح بالنسبة لي أكثر من هواية، فمنذ صغري شعرالأساتذه بمدرستي ٍمن خلال رسوماتي أنني أملك حساً فنياً رائعاً فكانوا يقولون لي" أنني متأثربشكل واضح بالزخرفة العربية ورسوماتها الدقيقة الصغيرة" بالإضافة إلى أن والدايَّ اكتشفا موهبتي وشجعاني على تنميتها في تلك الفترة، وعندما أصبح عمري في  الرابعة عشرة قررت الدخول إلى المعهد الفني العالي الذي هو بمثابة hi school

        

*لماذا اتخذت في سن مُبكرة قرار إتمام الدراسه في مجال "الفن" تحديداً دون غيره، وهل لك أن تطلعنا

عن هذه المرحلة الدراسية بالمعهد العالي الفني؟

**لقد قررت الدراسة بمجال الفن لأنني شعرت برغبة كبيرة في إتمام الثورة الفنية لوالديَّ، ومن هنا ابتدأ مشواري الفني بالمعهد العالي الفني وخلال هذه السنوات تعلمت جميع الطرق الفنية التعبيرية في النحت والرسم خاصةًً " الرسم الزيتي"، كما أنني رسمت كثيراً لأفلام الرسوم المتحركة ، وفي هذه المرحلة بدأت التعرف أكثرعلى ذاتي كفنان أبحث في كافة الطرق التعبيرية بالفن فاكتشفت طريقة تعبيري الخاصة وتوجهي الفني،و استطعت فيما بعد من خلالهما اختيار ماأريده والتعبيرعن ذاتي بسهولة لأنني كنت أمام اختارين الأول الرسم الزيتي والآخرالنحت، لكنني شعرت بتوجهي أكثر نحو النحت ومن هنا قررت دخول الجامعة اختصاص "نحت" حيث تعلمت فيها كافة أنواع وطرق النحت منها " البرونز- الرخام – الخشب" كأساس لأي فنان.

* ماهو الدافع الذي دفعك للعودة إلى دمشق والإستقرار فيها؟

**في الحقيقة أريد البحث عن جذوري وعن دمشق وذلك لأنني قضيت معظم أيامي في إيطاليا،لذا حالياً أريد الإستقراربدمشق من ناحية العمل والتركيز على أعمالي والدخول في الجو الثقافي السوري خاصةً أنني شعرت بالفترة الأخيرة  بوجود اهتمام كبير وتغييرات من نوع جديد في سورية فيما يتعلق بالحركة الثقافية والفنية، فهذه الأمور شجعتني أكثر للعودة إلى دمشق بالإضافة لرغبتي في إفادة بلدي"سورية" من الناحية الثقافية من جهة وبعملية التطوير الفني من جهة أخرى، كما أنه سيكون لي زيارات لإيطاليا باستمرار لمواكبة الحركة الفنية  في الخارج.       

*كيف تظهر لديك "الفكرة الفنية" التي تدفعك لصنع منحوتتك؟ وكم من الوقت يستغرق منك العمل الفني؟

**بالنسبة لمدة صنعي لأي منحوته فإن ذلك غير محدد بوقت لأني أحياناً أبدأ بعمل ما ومن ثم أقوم بإتمام عمل آخر خاصةً إذا كان من نوع الحجر، ومن الممكن أن أضيف تغييرات على بعض المنحوتات بعد عام كامل ولكن ذلك يعود بالدرجة الأولى لنوع القطعة الفنية لأن ذلك مرتبط بإحساس الفنان، فالإنسان بحد ذاته تختلف أحاسيسه ومشاعره من وقتٍ لآخر حسب حالته النفسية، كما أن النمو الروحي والفكري يصعب تحديدهما في كافة الأوقات بحدود معينة ، وأنا كفنان أترك لأحاسيسي حرية  الإنعكاس على أعمالي النحتيه بالإضافة لوجود حركات اليد مع الروح والفكر والبصر، أما بالنسبة لطريقتي بالنحت فأنا لاأقوم بأخذ رسمه أو صورة وإنما أقوم بأخذ كتلة من الطين أعمل عليها بطريقة اللمس حتى أشعر بظهور المواد كأشكال، فما أراه  في خيالي أقوم بإتمامه، وأحياناً يظهر في مخيلتي شكل إنسان فأستمر بإتمامه حتى يظهر الشخص أوالشكل المطلوب المطابق لما في مخيلتي.

*إلى أي مدرسة نحت ينتمي النحات الشاب" مهيار العلي "؟

**حالياً لا أرى أنني أنتمي لمدرسة محددة لأنني الآن بحالة بحث وأقوم بتجربة عدة أنواع وأساليب نحتية للوصول إلى الخط الواضح بالنسبة لي.

*ماهي أهم المعارض التي شاركت فيها؟

**معرض مشترك في مارينا كرارا بايطالياعام 2004، ومعرض مشترك مع الفنانة شيرين الملا في كرارا في إيطاليا عامي 2005و2007، وأيضاً معرض مشترك في المركز الثقافي العربي مع الفنانة شيرين الملا في دمشق عام 2007.

وآخرمشاركاتي كانت معرض مشترك بعنوان  " فصول تل الحجارة " في دمشق عام 2007.

*من وجهة نظرك ما الفرق بين النحت التجاري والنحت الثقافي؟

**بالبداية الفرق بين النحت التجاري والنحت الثقافي أن النحت التجاري المنحوتات فيه تتم بطريقة لإضافة تصميم ديكور جميل للمنازل والأماكن أي أنه تكملة لجمال البيت، أما النحت الثقافي فهو يسعى دائماً لإيصال رسالة تحرك فكر كل من يراها من الجمهورالذي يصل من خلالها لفكره ما.

*إلى أين تريد الوصول بطموحك الفني ؟

**لاحدود لطموحي أريد الوصول للعالمية ولست بعجلة للأمر فلدي والدي ووالدتي الفنانين اللذان يوجهاني بشكل دائم وأنا محظوظ بهما.                      

*"بشفافية كبيرة" من هو النحات الذي تستمتع بحضور معرضه وبرؤية أعماله الفنية؟

**بصراحة أستمتع بأعمال والدي النحات " مصطفى علي" من الناحية الفنية والفكرية معاً فهو كأستاذ لي أسمع لنصائحه وإرشاداته وهذا سبب آخر لسعادتي بوجودي في سورية بالقرب من والدي "الفنان" فهو تكملة لبحثي كنحات.

*برأيك ما السر الذي يكمن في منحوتاتك، والذي أعطاها طابعاً مميزاً عن بقية المنحوتات؟

**السر من وجهة نظري هو أن أعمالي التي تأثرت فنياً بالمجتمعين الإيطالي والسوري وذلك لأنني عشت مابين إيطاليا وسورية، فإيطاليا تميزت بتاريخها الفني العريق والتي أصبح فيها تطورات جداً قوية خاصةً في مجال البحث الفني لفن  (النحت والديكور والرسم )، كما أن دمشق أقدم مدن العالم التي عاشت فيها الإنسانية منذ آلاف السنين والتي تميزت بأصالة تاريخها الفني .