مسلسل "المفتاح" يفضح أساليب الفساد في أول إنتاجات موسم 2012

eSyria المفكرة الثقافية

أنهى المخرج "هشام شربتجي" مبكرأ تصوير مسلسل "المفتاح" ليكون أول المسلسلات الحاضرة على قائمة الموسم الرمضاني 2012، والمسلسل من فكرة الفنان "باسم ياخور"، تأليف "خالد خليفة"، وإنتاج "المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي".

ويتحدث العمل في ثلاثين حلقة عن:«الفساد وانعكاساته على شرائح المجتمع السوري المختلفة، وكيف يسعى البعض إلى استغلال القوانين، وتسخيرها لمصلحته على حساب الآخرين دون أدنى اعتبار للهدف الأخلاقي والقيمي للقانون».

ويجسّد الشخصيات الرئيسية لمسلسل  "المفتاح"  نخبة من نجوم الدراما السورية من بينهم: "باسم ياخور، أمل عرفة، سلمى المصري، شكران مرتجى، ديمة الجندي، أحمد الأحمد، ديمة قندلقت، قمر خلف، خالد القيش"، وآخرين..

 ويوضح المخرج "هشام شربتجي"  التحديّات التي واجهته باختيار نجوم المسلسل قائلاُ: «العمل مكتوب بشكل مربك، خاصةً أن الكاتب تناول عدة محاور وقصص تمتد أحداثها على مدى عشر سنوات، وفيه 160 مشهد مهم وكل منها لممثل واحد، وهذا لايمكن تحقيقه بسهولة، لأن النسوغ الأكبر الذي تدور حوله مقولات العمل تشكله تلك المشاهد، وإذا لم يتم تجسيدها بصورة جيدة يمكن للمسلسل أن يفشل».

وحول فرص نجاح العمل توقّع "شربتجي" أن يكون مسلسل "المفتاح":«مقبولاً على الأقل من جمهور المشاهدين في سورية وخارجها، ورأى أن على الدراميين في سورية الاستمرار في العمل بغض النظر عما يدور حولهم، وطرح المواضيع التي تعنينا كسوريين أولا دون غيرنا».

وتوجه المخرج "هشام شربتجي" بالشكر لـ"المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي"على:«تعاونها ودعمها الكبير للعمل من الناحية الإدارية والإنتاجية»، وأشار إلى عدم مواجهته أي تأخير أو بيروقراطية في تعامله مع المؤسسة بوصفها تمثّل القطاع العام، وتمنّى أن يستمر العمل فيها بالأسلوبية والحرفية التي لمسها خلال فترة إنجاز المسلسل.

ومن الخطوط الرئيسية في مسلسل "المفتاح"  قصة "مسعود" الذي يجسّد دوره الفنّان "باسم ياخور" وهو طالب في كلية الحقوق يترك الدراسة بسبب وضعه المعيشي المزري ويعمل في مكتب تعقيب معاملات وينطلق منه لبناء إمبراطورية تعتمد على الكذب، والتلاعب بالقوانين، والاحتيال بطريقة لا توقعه تحت طائلة المساءلة المباشرة، ويبني "مسعود" مجده وثروته بشراكة "فراس" زميله القديم ويؤدي دوره في المسلسل الفنّان "أحمد الأحمد" وهو محامٍ لكنّ صديقه أقنعه بعدم جدوى العمل في المحاماة، واستحالة تطبيق القوانين التي تعلّمها في الكتب ضمن قاعات المحاكمة،  فيعملا معاً في السمسرة والالتفاف على القوانين، بالاعتماد على فجوات أنظمة القطاع العام والخاص، غير آبهين بحجم الكوارث التي يرتكبانها، وهكذا يتحايل الشريكان على القوانين، ويتحالفان مع مجموعة مافيات تتحكم بالاقتصاد في الظلّ.

و لم تعرف الكثير من التفاصيل عن شخصية "ليلى" التي تؤديها الفنّانة "أمل عرفة" وهي إحدى الشخصيات المحورية في العمل.

 في حين تؤدي الفنانة "سلمى المصري" في مسلسل "المفتاح" دور زوجة لصحفي متقاعد، وربة أسرة متوسطة الحال تعيش حياة بسيطة ، وتطمح الوالدة لتحسين واقع أسرتها ضمن المعقول بعيداً عن الأساليب الملتوية، وأشارت "المصري" إلى أنها شاركت في الكثير من الأعمال بإدارة المخرج "هشام شربتجي"، ولاحظت أنه بذل مجهودا كبيرا في "المفتاح"، فهو: «من المخرجين القلائل الذين يقدمون للمثل و يطرحون وجهة نظرهم في كل شخصية»، وتوقعت أن يحظى المسلسل بمشاهدة واسعة لأنه: «يحمل جميع عناصر النجاح من حيث الكتابة، والإخراج»-على حد قولها-

ويأخذ الفنان "خالد القيش" دور ابن الفنّانة "سلمى المصري" في مسلسل "المفتاح"، وهو شاب وحيد لوالدته يحاول التخلص من سيطرتها على قراراته بانضمامه إلى سلك الشرطة بعد ممارسته للمحاماة، ثم يدخل في صراع طويل معها عندما يحب فتاة تكبره سنا ويقرر الزواج منها، ونوّه "القيش" إلى ظروف العمل المريحة التي توفرت أثناء تصوير المسلسل «بالرغم من الأزمة التي تعانيها البلاد، والتي تفرض مزاجاً سيئاً على جميع الناس».

ومن بين الشخصيات مسلسل "المفتاح" شخصية "مايا" التي تجسدّها الفنّانة السورية "قمر خلف"، ووصفت "خلف" المسلسل بالعمل الدرامي الهام جداً، باعتباره «يرصد أمراضنا الاجتماعية ومشاكلنا والفساد الناتج عن ذلك»،ورأت أن استمرار تصوير الأعمال الدرامية في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد: «يعبر عن موقف وكلمة يريد العاملين في المجال الفني إيصالها للناس، ومفادها أننا موجودون وستكون أمورنا بخير قريباً، وما يحدث حولنا لا يمكن أن يثنينا عن العمل بل على العكس من ذلك».

بقي أن ننوه بأنّ مسلسل "المفتاح" يمثّل عودة المخرج "هشام شربتجي" للدراما السورية بعد غياب دام حوالي الثلاث سنوات منذ أن قدّم "رياح الخماسين" في العام 2009، ويعتبر"شربتجي" من كبار المخرجين السوريين الذين يعود إليهم الفضل في انتشار الدراما السورية عبر مجموعة من الأعمال الشهيرة التي قدّمها، فعلى يديه كانت انطلاقة سلسلة "مرايا" مع الفنّان "ياسر العظمة"، وأخرج منها عدة أجزاء، ومن مسلسلاته ذائعة الصيت: "يوميات مدير عام 1"، "عيلة خمس نجوم"، "أيامنا الحلوة"، "رجال تحت الطربوش"، وأعمال أخرى كثيرة لاتزال أصداؤها تتردد في ذاكرة المشاهدين السوريين والعرب.