"محمد عودة":راقص .. مدرب .. ومصمم

هيسم شملوني

كان توجهه المبكر التعاطي مع الفنون البصرية بشقيها الحركي والتشكيلي، وبعد عدة سنوات مال إلى الفنون الحركية كراقص ثم كمدرب ومصمم للرقصات، وما لبث أن صقل هذه الموهبة وهذا الشغف بشكل أكاديمي من خلال التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجه في عام 2002، وفيما بعد التدريس فيه. إنه الفنان "محمد عودة" الذي التقته المفكرة الثقافية وكان الحوار التالي:

* لنتحدث عن رحلة البدايات في الرقص عند "محمد عودة"، كيف تنوعت، وأهم المنعطفات فيها ؟

** بدأت الرقص في فرقة"تل الزعتر" للأطفال، وفيها تفتحت بذور الفن الحركي،  وهذه الفرقة رغم تواضعها إلا أننا تعلمنا منها الكثير كالانضباط والالتزام والعمل بجدية والعمل الجماعي، وهذه التجربة تعني لي الكثير لأنني عشت طفولتي بها، وضمت هذه الفرقة الكثير من الكفاءات التي أصبحت لها مكانة في عالم المسرح والرقص والموسيقا، وكان من الممكن أن تكون أكثر نجاحاً لو أنها نالت الاهتمام الأكثر.

بعد ذلك تم التواصل مع فرقة "العاشقين" وكنت لا أزال طفلاً صغيراً (12عام)، وبقيت فيها (3 سنوات)، وبعد ذلك ذهبت لفرقة "الأرض" للفنون الشعبية، ومن ثم قمنا بتأسيس فرقة "القدس"، ومكثت فيها منذ عام 1990 حتى عام 2000، بعدها تأسست فرقة "إنانا" من هذه الفرقة. وبقيت فيها حتى عام 2003 وبعدها خرجت لأعمل مشروعي الخاص.

* ما الذي دفعك للدراسة الأكاديمية، وأنت المحترف في هذا المجال؟

** انتسبت إلى مدرسة الباليه عام 1996 ودرست لمدة عامين، وفي عام 1998 تم تأسيس قسم الرقص التعبيري "الباليه" في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبقيت حتى تخرجي في عام 2002، وفي عام 2003 قمت بتأسيس فرقة قسم الرقص التعبيري في المعهد العالي، وفي 2004 أسست فرقتي الخاصة فرقة "رام" للرقص وقدمنا عدة عروض إلى إن اجتمعت أنا وصديقي "محمد عيسى" وأسسنا سوية فرقة "ايمار" للمسرح الراقص من فرقة "رام" وفرقة "اليسار" للرقص التعبيري.

 

* هل اختلف معك التعامل مع أعضاء الفرقة وطلاب المعهد العالي كونك درست فيه؟

** من حيث المبدأ لا خلاف لأن الدروس التي تعطى بالفرقة هي نفسها التي تعطى في المعهد العالي من النواحي العملية، لكن في الدراسة الأكاديمية يتم الاهتمام بالتفاصيل، التي تختص بالمنحى الأكاديمي وطرق التدريس والمنهج، والدراسة النظرية، ومن خلال تدريسي في المعهد أي منذ سبع سنوات وجدت أن هناك بعض الطلاب الذين يتم قبولهم، ولا يستطيعون إكمال الدراسة، لأنهم لا يملكون الموهبة المناسبة، ولا ينالون القسط الأوفر من الدروس، على عكس الفرقة التي لا ينتسب إليها إلا الراغبين بتعلم الرقص ويملكون الموهبة، والذين في الغالب لا يتمكنون من الدراسة الأكاديمية، ولا أخفيك سراً أن معظم طلابنا في الفرقة، هم من الراقصين المتميزين، ومستواهم الحركي أهم من معظم الطلاب الذين تخرجوا من المعهد العالي، حتى أن هناك من تسنى له أن ينتسب إلى المعهد بعد مرور عدة سنوات من وجودهم في الفرقة وهم الآن من أميز الطلاب الموجودون في المعهد العالي للفنون المسرحية.

* هذه يعني أن العمل من خلال الفرقة أجدى وأهم من الدراسة الكاديمية في المعهد العالي؟

** لا أبداً الدراسة الأكاديمية مهمة وضرورية إلا أنني كما أقول دائماً لطلابي المعهد لا يعلم الرقص بل يجب أن يكون المنتسب للمعهد راقص في الأساس ومطلع على أساسيات الرقص ويملك التجربة لأن المعهد يعطي المفاتيح، للولوج إلى مدارس الرقص المختلفة، وهذا كله طبعاً بعد الموهبة لأنها هي الأساس، أي أن المعهد لا يعلم الرقص بل يوسع إمكانيات الراقص وهنا تكمن الإشكالية في الفهم العام للعلاقة بين الفرق والمعهد.

* ماذا عن الأعمال التي قدمتموها من خلال فرقة "إيمار"؟

** البداية كانت مع العرض الراقص "ليلة بألف ليلة" في قصر "هارون الرشيد" وهو عمل من وحي "ألف ليلة وليلة" وكان ذلك في صيف 2007. بعدها قدمنا عرضاً بعنوان "حوار"، وكان ذلك  في افتتاح مهرجان "دمشق" المسرحي 2008 وقد تم عرضه في افتتاح "مهرجان القرين" بالكويت 2011  أيضاً. بعده قدمنا عرض "شموع ليلة مقدسية" بالتعاون مع فرقة العاشقين في عام 2008 ضمن احتفالية "دمشق" عاصمة للثقافة العربية، ثم ساهمنا في تقديم عرضاً بعنوان"واسطة العقد" في افتتاح "القدس" عاصمة للثقافة العربية في عام 2009، وفيما بعد قدمنا عرضاً "أخت رجال" في دولة قطر، وذلك في ختام إحتفالية "الدوحة" عاصمة للثقافة العربية 2010، بالاضافة إلى مشاركات مهمة نعتز بها  مثل عرض "بترا إن حكت" مع مركز "الحسين" للفنون _الأردن، وشاركنا معهم أيضاً عرض "اللؤلؤ" في افتتاح مهرجان الطفل العربي عام 2010، وقدمنا عملين مشتركين مع المخرج القطري الصديق حمد الرميحي "الفيلة" و"القرن الأسود" في قطر.

يذكر أن الأستاذ "عودة" خريج للمعهد العالي لعام 2002 قسم الباليه، الدفعة الثانية.مصمم الرقص والغريوغراف_ وأستاذ رقص