"ليلى عوض".. ورحلة إثبات الذات في الإخراج بعد التمثيل

هيسم شملوني

دخلت مؤخراً الفنانة السورية " ليلى عوض" عالم الإخراج، بعد أكثر من عشرين عاماً على تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان اللافت في الفترة الأخيرة، غيابها عن الشاشة الصغيرة، بعد أن كانت شديدة الحضور في عدد من المسلسلات السورية التي تجاوزت الثمانين عملاً، أبرزها مسلسل "مرايا"، و"النصية"، "الأمهات" وغيرها الكثير.

المفكرة الثقافية التقتها وفي حديث عن تجربتها كانت البداية من محطتها الأخيرة:

* هل يمكن الحديث عن تجربة الإخراج السينمائي لفيلمك الأول "حلاوة الروح"؟

** هوفيلم تلفزيوني روائي طويل اسمه "حلاوة الروح"، يصنف فيلماً اجتماعياً، حيث يتكلم عن سيدة صغيرة في العمر، متزوجة ولديها ولد صغير، يغادرها زوجها لتحسين وضعهم المادي، ، وتفاجأ الزوجة بخبر زواج الزوج من امرأة أخرى، لتبدأ رحلة الصراع في الحياة، وهي التي كانت تعيل أهله، والفيلم يتكلم عن مجتمع يتحول كل شيء فيه إلى سلعة. هو من تأليف الدكتور "محمد مرعي الفروح"، وبطولة الأستاذ "عبد الرحمن آل رشي"، السيدة "وفاء موصلي"، السيد "جهاد عبدو"، النجم "نضال السيجري"، "كندة علوش" وآخرون. كما سبق وقدمت للمؤسسة العامة للسينما، كما طلب مني بعد هذا الفيلم، أن أقدم لهم سيناريو كنت قد كتبته، وبانتظار الرد عليه.

 

* ما السر وراء هذه النقلة من التمثيل إلى الإخراج؟

** منذ عشرة سنوات أحببت أن أعمل هذه التجربة ولكن الكثير من المقربين وقفوا ضد هذه الخطوة، وهي أن تصبح الممثلة مخرجة، مع أن الكثير من الممثلين أصبحوا مخرجين وأبدعوا مثل "رامي حنا"، "حاتم علي" الذين نفخر بهم، لقد تعبوا على أنفسهم وقدموا أعمالاً مهمة، وهناك عدد من المخرجين الشباب الجدد إضافة لأصحاب التجارب الهامة كـ"الليث حجو" و"المثنى صبح" أيضاً، بالنسبة لي حصلت على الفرصة مؤخراً منذ أكثر من سنة فقط، وأعمل على الإعداد لمشروع مسرحي واسمه "مقتطفات"، ولي مدة من الزمن أسعى لأن تتبناه شركة، لكن للأسف لم أجد أحد في سورية لتبنيه، لا يريدون العمل في المسرح وليسوا متشجعين لهذا، والآن نقوم بمخاطبة شركات خليجية لإنتاج عمل مهم عن تاريخ نشوء المسرح، وأنا تناولت أجواء المسرح اليوناني والمسرح الإنكليزي الفرنسي والكوميدي والتراجيدي، مروراً بسورية ومصر، وأخذت منهما "آلفريد فرج" والأستاذ "ممدوح عدوان".

* ما الغاية من وراء هذه التوليفة على صعيد المسرح؟

** التجربة تتكلم عن تاريخ نشوء المسرح الذي لم يتكلم عنه أحد، وقد عملنا "غرافيك" للعمل للانتقال من عصر إلى عصر، والغاية أن نجلب الناس والشباب للمسرح، العمل ذو طابع ثقافي، وفي ذات الوقت نلعب على الموضوع لأن يكون جماهيرياً، فأنا أريد إحضار نجم لكل مشهد، لجلب الجمهور لحضور المسرحية ولتحبيب المشاهد بالمسرح أكثر، فنحن نحتاج للفت نظر الشباب لهذا المسرح الذي أغفل النظر عنه، وأسدلت الستارة عليه لفترة طويلة، وابتعد الناس عنه، فالكل يتجهون الآن للإنتاج التليفزيوني، وحتى في السينما بدأت الشركات بمحاولات خجولة للإنتاج السينمائي للأسف، رغم أن السينما أهم من التلفزيون بكثير.

* في غمرة الكم الكبير من الإنتاج التلفزيوني في سورية، كان غيابك عن الشاشة الصغيرة بعد أن حققت حضوراً طال حوالي ثمانين عملاً درامياً.. لماذا؟

** كان لدي ظرف اجتماعي حال بيني وبين هذا التواجد، فابتعدت فترة حتى قضيت على هذا الظرف السلبي، وعدت منذ عامين تقريباً وأخرجت فيلمي وعملت مسلسل "ما ملكت أيمانكم" مع الأستاذ "نجدت أنزور"، والحضور القليل في الآونة الأخيرة سببه هذا الوسط الفني قليل الوفاء للأسف، أنا خريجة معهد عالي وعملت الكثير من الأعمال المهمة، وكان حضوري قوياً فيها، فهل إذا عدت للوسط الفني لا يعرض علي أعمال مهمة، لماذا؟! هناك أناس تركوا الساحة الفنية عشرين سنة وعادوا، وربما يكونون ققد تعبوا سنة ولكن ليس سنتين وأكثر، لماذا؟!. بالمجمل هناك أناس أوفياء ولكن أغلب الناس قليلي الوفاء، للأسف أقولها نحن لا نمتلك ذاكرة في الوسط الفني.

 

* هل تعتقدين أن تجربة الإخراج الأخيرة قد عوضتك قليلاً عن الشعور بالغبن وقلة الوفاء في الوسط الفني الذي سبق وتحدثت عنه؟

** ربما هي عملت لي نقلة للأمام، ولكن لي أكثر من سنة لم أعمل أي شي، هناك البعض تكلموا عن الفيلم بشكل سلبي، والبعض الآخر تكلم عنه بشكل إيجابي، لأنهم رأوا في العمل شفافية وشيء إنساني عملت عليه، أنا عملت معالجة درامية للنص حيث كان العمل عبارة عن ثلاثية فجعلته يكون ساعة ونصف،. حذفت بعض الشخصيات، وأضفت 5 مشاهد إنسانية لإضافة قيمة أعلى للشخصية الأساسية والشخصيات الأخرى الموجودة.

* هل المحرض الأساسي لقيامك بهذا العمل (الفيلم) تقاطعه في جوانب شخصية عندك؟

** أنا كنت أحاول اختيار شيء أبعد من هذا، ولكني لم أقرأ سوى ثلاث نصوص، ولا يوجد علاقة بالشيء الذاتي لأني أحاول الابتعاد عنه ما استطعت، يوجد خط بسيط فيه شيء من حالتي الشخصية، ولكن لا نستطيع التعليق عليه وأن نعتبر أن الفيلم فيه شيء من السيرة الذاتية.

* أخيراً.. هل يمكن الحديث عن أهم محطاتك الفنية في الآونة الأخيرة من عمل في التلفزيون؟

** آخر عمل، الفيلم الذي أخرجته عمل لي نقلة في حياتي، وهذا ما كنت أسعى له من 9 أو 10 سنوات، ولكن هذا أخذ وقتاً طويلاً للأسف،( ولا أدري لماذا أحارب في بلدي؟).. لا أعرف!.. فهذا الشيء سيء، فما بالك إن كنت في بلد غريب، لكن الشيء المميز أني عملت مع الأستاذ "نجدت أنزور"، والعمل كان مميزاً ومشاهداً وجريئاً بطرحه لعدة مواضيع، وهو إشكالي، وحقق مشاهدة كبيرة ونقاشاً طويلاً. لكن ما حقق لي التميز من قبل هو مسلسل "النصية" وأدواري في "مرايا"، صحيح أن "مرايا" ليس لنا، وإنما هو للأستاذ "ياسر العظمة" ولكنه حقق انتشاراً كبيراً، وكذلك "النصية" عمل لي انتشاراً مهماً، وكان له الأثر الكبير أيضاً، إضافة لـ"أمهات"، و"أبو البنات"، كل هذه الأعمال ساهموا في تكويني كممثلة أعمل في الكوميديا.