قيمتها تمكن في ندرتها التي ترتبط بانتشار المسطحات المائية العذبة، في حين يشكل استمرار المياه وجريانه عاملاً أساسياً في حجم الأسماك واكتمال دورتها الحياتية، وفي "طرطوس" أنواع عديدة من تلك الأسماك.
مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "علاء الشيخ أحمد" مدير فرع المنطقة الساحلية في "الهيئة العامة للثروة السمكية"، بتاريخ 3/11/2013 وقال: «هناك أنواع عديدة من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة في محافظة "طرطوس" ومنها: "الكارب العاشب، الكارب الفضي، المشط الأزرق، البوري، السلّلور، الكارب المرآتي (الناصري)، الكارب الحرشفي (الظاظان)، الكمبوزيا، الحنكليز، البراق، البراق الأبيض"، وهي الأسماء العربية لهذه الأسماك، وموجودة في مياه الأنهار الطبيعية، وفي بحيرة سد الشهيد "باسل الأسد"، حيث تمت زراعتها منذ عدة سنوات، وقد تتواجد بكميات قليلة في مجرى نهر "الأبرش" لكونه متصلاً بمياه السد».
كلما زادت كمية الهطولات المطرية أدى ذلك إلى زيادة كمية الأوكسجين المنحل و"المخصبات العضوية" في مياه السدود والأنهار، بالتالي توافر متطلبات الأسماك البيولوجية من أوكسجين وغذاء وغيرها، ما يؤدي إلى توافر الشروط المناسبة لتكاثرها ونموها
وأشار إلى أن إحدى مشكلات نمو (أسماك المياه العذبة) وتطورها في البيئة الساحلية تكمن في مستوى مياه المسطحات المائية وكمية الأمطار الهاطلة وتوزيعها على أشهر السنة، حيث لا تساعد تلك الأمطار في وجود "مسطحات مائية" طبيعية مستقرة لتأمين غذاء الأسماك ونموها، عدا جفاف كثير من مجاري الأنهار صيفاً، وانقطاع دورة الحياة فيها بموت الأسماك الصغيرة، وأضاف: «كلما زادت كمية الهطولات المطرية أدى ذلك إلى زيادة كمية الأوكسجين المنحل و"المخصبات العضوية" في مياه السدود والأنهار، بالتالي توافر متطلبات الأسماك البيولوجية من أوكسجين وغذاء وغيرها، ما يؤدي إلى توافر الشروط المناسبة لتكاثرها ونموها».
لا تصل أسماك المياه العذبة في "طرطوس" إلى أحجام كبيرة وذلك لتأثير الينابيع التي تشكل الأنهار بمياه الأمطار وتفاوتها، وعن ذلك قال "عصام حمود" صياد قديم من المدينة: «باستثناء الأنهار الكبيرة في "سورية" فإن معظم الأنهار إما ضعيفة أو تجف في بعض مواقعها صيفاً، ما يمنع الأسماك من زيادة أحجامها، كما يؤدي الأمر إلى موت الكثير منها، أما تلك التي تتجاوز فصل الجفاف بخير فإنها ستكبر لتصل خلال ثلاث سنوات إلى وزن بين /1 و2/كغ، ويزيد الوزن على ذلك في بحيرات السدود، وهذه الأسماك أصطادها عادة من مناطق المياه العذبة المستقرة سواء كانت قرب منابع المياه أم في مصب الأنهار مثل: نهر "مرقية، حصين البحر، العروس، الكبير الجنوبي"، حيث الأعماق كبيرة والينابيع تندفع بغزارة، كما جربت الصيد في سد "الأبرش" وهناك يختلف الأمر حيث تبقى مياه السد في أشهر الجفاف ضمن مستوى مقبول، كذلك تؤمن الأعماق الكبيرة فرصة للأسماك للوصول إلى أحجامها الحقيقية، لكن تبقى السدود حالة خاصة لقلة عددها».
لم تكن الأنواع السمكية المعروفة الآن منتشرة قديماً في المسطحات المائية العذبة في أرجاء المحافظة، في حين كانت الكميات أكبر بكثير ومعدلات الأمطار اللازمة لجريان الأنهار صيفاً أكثر استقراراً، في هذا الجانب قال الجد "علي محمد": «في خمسينيات القرن الماضي لم تكن أنهار "طرطوس" وبحيراتها وينابيعها تعاني من الجفاف صيفاً، وكانت أسماك المياه العذبة منتشرة بكثرة وبكميات كبيرة، وهذا الأمر سمح للناس صيد الأسماك، وبكميات كبيرة، وكنا وقتها نصطاد بقضيب من الحديد، إما نجعل رأسه مثل السهم ونرمي به الأسماك، أو نضرب به المياه في الأماكن الضحلة فنصطاد حاجتنا، لكن مع تقدم السنين اتجه البعض إلى استخدام "الدينمايت" في صيدهم، ما سرع في تدمير الثروة السمكية، ثم إن شح المياه سبب موت عدد كبير من الأسماك الصغيرة التي لم تجد لها مكاناً تلجأ إليه هرباً من شح المياه».
وتابع: «تتميز أسماك المياه العذبة وخصوصاً تلك التي تعيش في الأنهار بطعم شهي، ويظهر ذلك في اهتمام الكثيرين بالحصول على السمك النهري، كما أن الناس اعتادت عليه منذ القديم خاصة أولئك الذين يعيشون بعيداً عن البحر في المناطق الجبلية، أما الأنواع السمكية التي كانت منتشرة فهي: "البوري الأسود، الأحمر النهري" بطيء النمو، "السلور"، "الإنقليز"، أما الأسماء الجديدة التي ذكرت فلم أسمع بها على زمني ولم أرها في الأنهار».
وفي نفس السياق لا بد من التذكير بأن صيد الأسماك في المياه العذبة يخضع إلى ضوابط معينة، قال عنها "علاء الشيخ أحمد": «إن فترة المنع تمتد من 15/3 ولغاية 31/5 من كل عام، يمنع فيها صيد أسماك المياه العذبة، وذلك تطبيقاً لقرارات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ويسمح بالصيد خارج هذه الفترة مع مراعاة وسائل الصيد المسموح بها، حيث يسمح بالصيد في بحيرة سد الشهيد "باسل الأسد" باستخدام السنارة وشبكة طرح يدوية واحدة من على ضفاف البحيرة ويمنع استخدام السواحات والزوارق في الصيد».