انطلق الموسيقي "نزار الموره لي" من "حلب" بعد أن تتلمذ على أيدي شيوخ المذاهب الصوفية، ليصبح من أبرع الملحنين في عصره، وكانت له بصمته الخاصة على الموسيقا السورية في زمنها الذهبي، فقد شكلت أعماله ذاكرة موسيقية مرموقة ارتبطت بأسماء فنية عريقة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15/9/2013 الموسيقي "عدنان فتح الله" (مدرّس في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق"، وقائد "أوركسترا صلحي الوادي" للموسيقا العربية)، ليتحدث عن المسيرة الفنية لـ"نزار الموره لي" فقال: «قبل أن يلتحق بمعهد "حلب" الموسيقي عام /1954/ كان قد عمّق ثقافته الموسيقية الدينية في القدود والموشحات، وخلال دراسته أسس "الفرقة الذهبية" التي اشتهرت كأول فرقة موسيقية تتمتع بمزايا خاصة تجلت خلال عروضها التي كانت تقدم فيها منوعات تشتمل الموشحات ورقص السماح، فضلاً عن المقطوعات الموسيقية التراثية وأخرى كان يؤلفها، تخرّج في المعهد عام /1957/، وفي عام /1959/ سافر إلى "القاهرة" ليتابع دراسته في "المعهد العالي للموسيقا"، وعاد بعد عامين إلى "حلب" ليترأس كورال إذاعة حلب، كما أشرف على قسم التدوين الموسيقي فيها، استقال من عمله عام /1965/ ليسافر إلى "لبنان" حيث اعتُمِدَ ملحناً أساسياً، وكانت باكورة أعماله الأغنيات التي لحنها لكل من: "سعاد محمد"، "نجاح سلام"، "نازك"، "سمير يزبك"، وبعد خمس سنوات عاد إلى "حلب" ليتولى فيها وظيفة "المراقب الموسيقي العام" لجميع المصنفات الموسيقية والغنائية، من ثم انتقل إلى "دمشق" التي وجد فيها المجال الرحب لنشاطه الموسيقي».

كان له نشاط موسيقي متميز في كل من: "حلب" و"القاهرة" و"بيروت" و"دمشق"، وغنى من ألحانه الجميلة كبار الفنانين "السوريين" و"العرب"، وكانت فرقته التي سميت "الفرقة الذهبية"، من أوائل الفرق التي قدمت الموشح والقدود بأسلوب أكاديمي وموزع موسيقياً بشكل رزين ورتابة موفقة، ولأنه كان عازفاً بارعاً على آلة العود، فمنها بدأ مغنياً وملحناً مرموقاً في الساحة الغنائية في "حلب"

ويتابع "فتح الله": «شارك خلال تلك الفترة في "المهرجان الأول للأغنية الفلسطينية"، الذي عقد في "العاصمة الليبية" بلحنه لأغنية "وين السلام" وفاز بالجائزة الأولى، وقد رشح "المجمع العربي للموسيقا" التابع لـ "جامعة الدول العربية" هذه الأغنية لجائزة "الأسطوانة الذهبية"، كما لحن "الموره لي" مئات الأغاني لكثير من المطربين السوريين واللبنانيين، من أشهرها "بدي أخطب لخيي عروسة عيونا خضرا" التي كتب كلماتها "شفيق المغربي" وغنتها المطربة اللبنانية "ليلى مطر" ونالت الأغنية شهرة واسعة، خاصةً أنه يذكر فيها مدناً ومناطق سورية عديدة، ومن ألحانه أيضاً قصيدة "لك القوافي"، وأغنية "شدو الهمة" اللتان أداهما "مصطفى نصري"، وغنى من ألحانه أيضاً "فهد بلان" أغنية "هاتوا الأيادي"».

صورة أخرى لنزار الموره لي

وأشار "فتح الله" إلى أن "الموره لي" خاض النشاط النقابي، حيث تولى مهام أمين سر، ثم رئيس فرع "حلب" لنقابة الفنانين، وأصبح عضواً في مجلس نقابة الفنانين لعدة دورات، وتم تكريمه عدة مرات فقد حصل على ثلاث ميداليات ذهبية ودرع من النقابة، كما كرمته وزارة الإعلام ومهرجان "الأغنية السورية"، وحصل على شهادة تقدير من منظمة التحرير الفلسطينية عن أغنية "وين السلام"، وفي عام /1984/ منحته نقابة الفنانين في "دمشق" الميدالية الذهبية وبراءة تقدير عن ألحانه المتميزة التي وضعها بمناسبة احتفالات النقابة في الذكرى الرابعة عشرة للحركة التصحيحية».

يشير الباحث الموسيقي "صميم الشريف" في كتابه "الموسيقا في سورية – أعلام وتاريخ" إلى أن جميع الموسيقيين "الحلبيين" تتلمذوا في بداياتهم- عدا قلة منهم- على أيدي شيوخ "المذاهب الصوفية" قبل أن ينطلقوا في رحاب الموسيقا الدنيوية، والموسيقار الموهوب "نزار الموره لي" واحد منهم، ويضيف: «كان له نشاط موسيقي متميز في كل من: "حلب" و"القاهرة" و"بيروت" و"دمشق"، وغنى من ألحانه الجميلة كبار الفنانين "السوريين" و"العرب"، وكانت فرقته التي سميت "الفرقة الذهبية"، من أوائل الفرق التي قدمت الموشح والقدود بأسلوب أكاديمي وموزع موسيقياً بشكل رزين ورتابة موفقة، ولأنه كان عازفاً بارعاً على آلة العود، فمنها بدأ مغنياً وملحناً مرموقاً في الساحة الغنائية في "حلب"».

عدنان فتح الله

يذكر أن الموسيقار الكبير "نزار موره لي" من مواليد "حلب" عام /1937/، وتوفي عام /2006/ في مسقط رأسه، تاركاً خلفه ألحاناً ما زالت في الذاكرة.