هي المملكة الرومانية المعروفة في المنطقة باسم "بثنة"، وتعني الأرض السهلة طيبة الإنبات، وتم تحوير اسمها عندما أحب الشاعر العذري "جميل بثينة" المكان عندما مر به فأطلق عليه اسم محبوبته، فأصبحت تحمل اسم الفتاة الأشهر في الأدب العربي القديم.

مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "زيد عامر" رئيس البلدية السابق بتاريخ 1/5/2013 فتحدث عن الاسم المتداول للقرية، والعائلات التي تسكنها منذ القديم، وقال: «كان الخليفة "هارون الرشيد" بحسب المصادر التاريخية يطلب جلب الفاكهة إلى قصوره أينما حل من قرية "البثينة"، ومن وادي "الغبيب" على وجه التحديد، وما زالت بقايا جذوع الشجر تظهر للآن وهذا يظهر في معنى البثنة التي تعني الأرض المنبسطة الطيبة المنبت، وباتت القرية تقع تحت منطقة الاستقرار الثالثة.

تعاني القرية من الجفاف الدائم الذي يحرمها من الموارد الزراعية الجيدة، ولذلك يتطلب لكي تستمر الأرض بالعطاء، وتنتج من جديد عملاً دؤوباً من كل الجهات، وخاصة في إنجاز بئر زراعي آخر، أو ضم القرية للحزام الأخضر كما يطالب الأهالي دائماً من أجل الاستفادة من الخدمات الزراعية ومنها بئر زراعي جديد. وهذا يتطلب شق الطرق الزراعية، وخاصة في المناطق التي تعتبر الأرض فيها مقتولة، وغير مجدية اقتصادياً، ومن ناحية أخرى فقد حرم مربو الماشية من الحصول على الدعم العلفي عنوة عن كل القرى في المحافظة هذه السنة على الرغم من انتهاء الدورة الشتوية والدورة التكميلية، وهذا أضاف أعباء كاملة على المربين الذين يعانون الكثير للنهوض بواجباتهم اتجاه هذه الثروة الحيوانية، والقرية بحاجة لنقطة طبية ومحطة ثقافية لخدمة الشباب والثقافة

يحد القرية من الجنوب ناحية "شقا، ومن الغرب قريتي "الهيت والهيات"، ومن الشمال قرى "تعلا"، و"الأصفر"، و"الحقف"، ومن الشرق أراض زراعية وتجمعات بعيدة للبدو الرحل، ويحيطها عدد من التلال مثل تل النبي "يحيى"، وتل "مرعي"، وتل "الغزال". وبعد قرون من القحط والهجرة، وتحديداً في القرن التاسع عشر جاء إلى القرية في العام 1852 "خزاعي عامر" الذي سكن القرية من جديد، وبعد ذلك توالى مجيء العائلات مثل "غانم"، و"عطا الله"، و"الدمشقي"، و"زينو"، و"النمر"، و"ذليقان"، و"قرقوط"، و"النجم"، و"الريشاني"، و"الداهوك"، و"نصر"، و"أبو زيد"، و"درويش الحلبي"، و"عبيد"، و"مراد"، و"الحميدي"، و"الأعور". والإخوة المسيحيين الذين كانوا هنا ورحلوا باتجاه المدن، ولكن أرضهم وأملاكهم ما زالت لهم، وهم "الحنون"، و"العبدون"، و"العبد"».

تل النبي "يحيى"، وتل "مرعي" يحيطان بها شرقاً

وعن عدد السكان وعملهم، ومساحة الأراضي، قال الأستاذ "وائل الدمشقي": «يبلغ عدد السكان حسب آخر إحصائية 2140 نسمة في العام 2011، وأغلب السكان في القرية يعتمدون على السفر والهجرة إضافة إلى وظائف الدولة، والأعمال الحرة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي 125 هكتاراً، والأراضي الزراعية 860 هكتاراً، وتقتصر الزراعات على الحبوب الاعتيادية أما زراعة الأشجار فبدأت بشكل فعلي مع استثمار أول بئر من آبار المكرمة الذي تم تنفيذه في محافظة "السويداء"، وهو مخصص لزراعة اللوزيات المتحملة للجفاف، وقد استفاد منه 86 مشتركاً يزرعون ما يقارب 480 دونماً مشجراً. وفي القرية يزرع الناس الزيتون والتين والعنب وبعض الخضراوات، ويتم سقايتها في حال توافرت المياه. وعدد منهم يربي الماشية حيث يوجد في القرية ما يقارب ألفي رأس من الغنم والماعز، و57 بقرة حلوباً، وفي الحقيقة الأهالي يهتمون لأمر التعليم والعلم، ويحرصون على تحصيل أبنائهم للدرجات العالية التي تخولهم دخول الفروع العالية في الجامعات السورية، ولدينا في القرية مدرستين حلقة أولى فيها 81 طالباً، والحلقة الثانية فيها 62 طالباً، ويذهب الطلاب لتحصيل شهادة الثانوية الأدبي إلى قرية "الهيت"، والعلمي في كل من "شقا"، أو "شهبا"».

وعن مشاركة الأهالي في الثورة السورية الكبرى، وشهداء القرية، أكد السيد "صالح الدمشقي" ذلك بالقول: «ككل قرى الجبل الذي انتفض ضد الظلم قام ثلة من أبناء القرية بتشكيل عصابة مقاومة مع أهالي المنطقة بقيادة المجاهد الشهيد "حمد عامر" الذي سمي قائداً للمقرن الشمالي، واستشهد في معركة "تل الخروف" الشهيرة، كتب عنه الدكتور "عبد الرحمن الشهبندر" في مذكراته الشهيرة، وكذلك في مذكرات قائد الثورة، ومذكرات القائد الفرنسي المهزوم "كاربيه"، وكذلك استشهد رجل وابنه من آل "الحميدي"، حيث استشهد الوالد "حمد الحميدي" في معركة "المزرعة"، وولده "نايف" في معارك الغوطة، وكذلك استشهد "عابد عامر" ورجل من آل السمان. واشترك في المعارك كافة أكثر منن 35 ثائراً، ولا ننسى دور النساء اللواتي تحملن العبء الكبير في غياب الزوج والأخ والأب. وبالنسبة للشهداء الآخرين فقد استشهد في حرب تشرين "نسيب الدمشقي"، وفي العام 1982 الشهيد "نزيه النمر"، واستشهد في العام 1990 "سعيد الدمشقي" في دولة الكويت».

البئر الذي يعول عليه لعودة الحياة من جديد للأراضي

وعن الصعوبات التي يواجهها الناس في القرية، أوضح السيد "بيان الأعور" ذلك بالقول: «تعاني القرية من الجفاف الدائم الذي يحرمها من الموارد الزراعية الجيدة، ولذلك يتطلب لكي تستمر الأرض بالعطاء، وتنتج من جديد عملاً دؤوباً من كل الجهات، وخاصة في إنجاز بئر زراعي آخر، أو ضم القرية للحزام الأخضر كما يطالب الأهالي دائماً من أجل الاستفادة من الخدمات الزراعية ومنها بئر زراعي جديد. وهذا يتطلب شق الطرق الزراعية، وخاصة في المناطق التي تعتبر الأرض فيها مقتولة، وغير مجدية اقتصادياً، ومن ناحية أخرى فقد حرم مربو الماشية من الحصول على الدعم العلفي عنوة عن كل القرى في المحافظة هذه السنة على الرغم من انتهاء الدورة الشتوية والدورة التكميلية، وهذا أضاف أعباء كاملة على المربين الذين يعانون الكثير للنهوض بواجباتهم اتجاه هذه الثروة الحيوانية، والقرية بحاجة لنقطة طبية ومحطة ثقافية لخدمة الشباب والثقافة».

البثينة من خارطة غوغل