لا يفضل أبناء الفرات مناداة بعضهم بعضاً بأسمائهم الحقيقية بل بألقاب وكنايات خاصة بهم، ومع مرور الأيام باتت هذه العادة كالموروث الشعبي في محافظة "دير الزور".

السيد "محمد الديري" من سكان حي العرضي تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27/11/2012 عن هذه العادة بالقول: «على الرغم من أني تزوجت وأصبح لدي طفل اسمه "مؤيد" إلا أن معظم سكان الحي ما زالوا ينادونني بلقب "أبو جاسم" لكون اسمي "محمد" وأتذكر أنا أصدقائي وأهلي منذ أن كنت صغيراً كانوا ينادونني بهذا الاسم، وهذا اللقب لا ينطبق علي فقط بل ينطبق على كل شخص اسمه "محمد" ترى أغلب الناس يلقبونه بـ "أبو جاسم".

على الرغم من أني تزوجت وأصبح لدي طفل اسمه "مؤيد" إلا أن معظم سكان الحي ما زالوا ينادونني بلقب "أبو جاسم" لكون اسمي "محمد" وأتذكر أنا أصدقائي وأهلي منذ أن كنت صغيراً كانوا ينادونني بهذا الاسم، وهذا اللقب لا ينطبق علي فقط بل ينطبق على كل شخص اسمه "محمد" ترى أغلب الناس يلقبونه بـ "أبو جاسم". وهناك الكثير من الأسماء لها ألقاب خاصة مثلاً كل شخص اسمه "علي" هو حتماً "أبو حسين"، وكل "وليد" هو "أبو خالد"، وكل "خالد" هو "أبو سليمان"، وكل "يوسف" هو "أبو إلياس"، وكل "حسن" هو "أبو علي" وإلى ما هنالك من أسماء أخرى وكثيرة لها ألقاب لدى أهالي الدير

وهناك الكثير من الأسماء لها ألقاب خاصة مثلاً كل شخص اسمه "علي" هو حتماً "أبو حسين"، وكل "وليد" هو "أبو خالد"، وكل "خالد" هو "أبو سليمان"، وكل "يوسف" هو "أبو إلياس"، وكل "حسن" هو "أبو علي" وإلى ما هنالك من أسماء أخرى وكثيرة لها ألقاب لدى أهالي الدير».

"ياسر عيادة"

أما الشاب "ياسر عيادة" من سكان "الجورة" فأشار بالقول: «إن هذه العادة لا تخص جماعة بعينها أو منطقة محددة في دير الزور، بل على العكس تنطبق القاعدة على الجميع، وتسمعها من الجميع كباراً كانوا أم صغاراً، ولكل اسم لقبه سواء أكان هذا الاسم قديماً أم حديثاً وهذه العادة قديمة ومتوارثة بين أبناء المحافظة، فمن النادر أن ترى أي اسم يلقب بغير هذه الألقاب المتعارف عليها بين كافة أبناء المجتمع، فمن الأسماء التي لها ألقاب ثابتة ولا تتغير مثلاً اسمي "ياسر" وكل "ياسر هو أبوعمار"، وكل "صالح" هو أبو "مهدي"، وكل "إبراهيم" هو "أبو خليل"، وكل "رامي" هو "أبو الريم" وكل "عبد الله" هو "أبو نجم"، وكل "محمود" هو "أبو حنفي"، وكل "عقبة" هو "أبو نافع" وكل "سعيد" هو "أبو راشد" وكل "عمر" هو "أبو فاروق"، وهذه الأسماء وغيرها من الأسماء نحن نعرفها منذ أمد بعيد».

ويقول الباحث الاجتماعي "كمال الجاسر": «ينادي أبناء دير الزور صغارهم بألقاب لأسمائهم الحقيقة، وذلك من أجل أن يشعر الطفل أنه أصبح رجلاً، وهذه العادة متوارثة من الأجداد ولم تعد حصرية بأهل المحافظة، فهناك الكثير من المحافظات تطلق هذه الألقاب على كثير من هذه الأسماء وبنفس الطريقة.

الباحث "كمال الجاسر"

ولكن ما يميز "دير الزور" من غيرها أن أبناء المحافظة لا يفضلون مناداة بعضهم إلا باللقب المتعارف عليه، وفي كثير من الأحيان يستخدم لقب "أبو جاسم" إن أراد الشخص أن ينادي أحداً لا يعرفه وربما يتساءل البعض عن مصير باقي الأسماء التي ليس لها ألقاب معينة مثلاً كل "أحمد" هو "أبو شهاب" وكل "هاني" هو "أبو الهنا" وكل "مصطفى" هو "أبو اصطيف" وكل "سامي" هو "أبو السوم" وكل "سومر" هو "أبو السوس" وكل "باسل" هو أبو "البيس" وكل جورج" هو "أبو الجوج" وكل فادي "هو"أبو الفيف"، وبالطبع الأسماء سواء أكانت قديمة أم حديثة لا يمكننا أن نحصيها ولكن في النهاية لكل منها لقب يعرف به صاحب الاسم بين أقرانه من أبناء الفرات».