للعمار عنوان آخر لدى المخرجة "سوسن إسماعيل" في عملها الإخراجي الأول، فهو دمج لذوي الإعاقة وتفعيلٌ أكثر لهم في بناء هذا الوطن.

قدّمت "مديرية الثقافة" في "حلب" وبالتعاون مع "المسرح القومي" عرضاً مسرحياً تحت عنوان "عمار يا بلد" للمخرجة "سوسن اسماعيل" وتأليف الكاتب والإعلامي "حسان إسماعيل" وذلك على مسرح المديرية بتاريخ 28/3/2012، والعمل يتناول قضية إيجابية من كافة نواحيها، من حيث الاهتمام بالبناء بمختلف معانيه وتسليط الضوء على فئة المعاقين وأهميتهم ومدى الإنجاز الذي من الممكن أن يحققوه على الرغم من إعاقتهم الجسدية، عن العمل إلتقى Ealeppo بالمخرجة "سوسن إسماعيل" التي تحدثت إلينا قائلة:

إنّ للمعاقين دور كبير في بناء المجتمع وله تأثير خاص في ذلك، ولكن مع الأسف فإن الفكرة السائدة في مجتمعاتنا هو إنّ الإنسان إن كان معاقاً فإنه لا يستطيع القيام بأي عمل ولكن الحقيقة على عكس ذلك تماماً كما رأينا في العمل، فالمعاق هو المعاق نفسياً وليس جسدياً وأعتقد أن المجتمع يجب أن يعي هذه الحقيقة أكثر

«إنّ للمعاقين دور كبير في بناء المجتمع وله تأثير خاص في ذلك، ولكن مع الأسف فإن الفكرة السائدة في مجتمعاتنا هو إنّ الإنسان إن كان معاقاً فإنه لا يستطيع القيام بأي عمل ولكن الحقيقة على عكس ذلك تماماً كما رأينا في العمل، فالمعاق هو المعاق نفسياً وليس جسدياً وأعتقد أن المجتمع يجب أن يعي هذه الحقيقة أكثر».

مخرجة العمل سوسن إسماعيل

أمّا عن الإسقاطات الأخرى للمسرحيّة فأضافت قائلة:

«بالفعل هو يحمل إسقاطات عديدة للواقع الذي نعيشه الآن، فالأوضاع الحالية التي نمر بها تركت أثراً لدى كل سوريّ مؤمن ببلده وأنا كنت من هؤلاء الذي تأثروا جداً بالواقع الحالي، ففي نهاية المسرحية نلاحظ الحريق الذي شبّ في المنزل وكيف تعاون جميع الجيران لإطفاء هذا الحريق واكتشفوا في نهاية العمل بأنهم يحبون بعضهم على الرغم من خلافاتهم الدائمة، وهذه هي المقولة الرئيسية للعمل وهو أن نحب بعضنا ونقف يداً بيد لبناء الوطن أكثر».

كما إلتقى Ealeppo بمصمم رقصات مسرحية "عمار يا بلد" الراقص "أغيد شيخو" الذي تحدث عن مواضيع الرقصات قائلاً:

«قدمت اليوم مع"زكريا مطر" و"جلال مولوي" ثلاث رقصات تعبيرية ضمن هذا العمل، فالرقصة الأولى كانت عبارة عن صراع يقع بين شخصين من أجل فتاة واحدة، والرقصة الثانية هي رقصة الحادث الذي تعرض له بطل العمل "أدهم" أثناء عمله في العمل ونتج عن ذلك فقدانه لبصره، أما الرقصة الثالثة فهي تعبير عن حالة الجهل والصراع بين رأيين مختلفين ومدى تأثير ذلك على كل من حولهم، ولكن هذان الإثنان لا يكترثان لأي أحد وإنما جل اهتمامهما هو الصراع لأجل إثبات الذات لا أكثر».

مصمم الرقصات أغيد شيخو

وحول عدم التناغم بين الراقصين قال:

«تقصّدت ذلك صراحة في الرقصة الأولى والأخيرة، ففي الأولى هنالك حالة حب لشابين وهذان الشابان من طبقتين مختلفتين فوجدت أنه من غير المستحب أن تكون حركاتهما متشابهة إلى حد التطابق وقد أظهرت ذلك من خلال ملابس كل منها، أما الرقصة الثالثة والتي تحت عنوان "جهل" فهي صراع بين "الخير والشر" لذلك أعتقد أن الجميع متفق أن تصرفات "الخير" بعيدة جداً عن تصرفات "الشر" وإن أدى كل منها الحركات نفسها إلا أنّ الحالة التعبيرية لهما تختلف كلياً لأن كل شخص لديه غاية معينة من الحركة التي يقوم بها».

أمّا عن "الرقص التعبيري" بشكل عام فقال:

«إن الرقص التعبيري هو فن بحد ذاته وله آفاق واسعة جداً من حيث التعبير والحركات وحتى الأفكار التي من الممكن تقديمها من خلاله، ويقال أن هذا النوع من الرقص قد انقرض في منتصف القرن الماضي ولكن برأيي لا يمكن لفن أن ينقرض طالما هنالك أفكار للتجديد و إيمان بذائقة الجمهور ورأيه، فمن خلال العروض العديدة التي قدمناها للرقص التعبيري وجدنا مدى محبة الناس لهذا الفن الذي اعتبروه جديداً في "حلب" على الرغم من قدمه، لكن لعدم معرفة الناس به وعدم اشتغال الراقصين الحاليين على هذا الفن اعتبروا الأمر كذلك، وهذا هو العمل الأول لنا كأسرة تراكم مع مسرحية أخرى إذا كانت عروضنا مستقلة تماماً من حيث الرقصات أو من حيث العروض المسرحية التي تتخللها الرقصات ولكننا وجدنا النص جميلاً ويمكن العمل عليه لإيصال أفكارنا للجمهور بالتنسيق مع المخرجة».

وإلتقينا أيضاً بالفنان الشاب "ياسر المحمد" الذي قال عن العرض:

«صراحة أحببت العرض كثيراً وبالأخص الرقصات التي تمّ تقديمها والتي أوصلت فكرة العمل من خلال دقائق على الرغم من أن طول المسرحية أكثر من ساعة، وهذه أوّل مرّة أرى فيها هكذا نوع من الرقصة إذا يكون فيه الراقص ممثلاً وراقصاً في آن واحد وأعتقد أن هذا جديد كلياً في المسرحيات التي نراها في "حلب"، أما بالنسبة للممثلين فقد كان أداؤهم جيداً ولكن كانوا بحاجة إلى ضبط أكثر لرفع سوية العمل وخاصة أن الفكرة المطروحة حساسة جداً ويجب أن يتم أخذها بجدية».

أمّا الآنسة "خضرة يوسف" فقالت:

«إن ما لفت نظري في العمل هم الراقصون الذي عبّروا عن الحالات التي قدموها بكل صدق وكنت أشعر بكل حركة يقومون بها على الرغم من أني لست على دراية بفن الرقص كثيراً، ومن الجميل جداً أن نجد هذا الدمج الجميل بين الرقص التعبيري الذي سمعت به لأول مرة هنا وبين المسرح الجاد والهادف، وبرأيي إن تم دعم هؤلاء الشباب بالتأكيد سيكونون من الذي تفتخر بهم "حلب"».