بمجرد دخولك قرية "البرجان" في الجزء الجنوبي لمدينة "جبلة" بالقرب من البحر ستلفتك أشجار الحمضيات الكثيفة وتلاصق منازلها وانبساط أرضها السهلية.

وما إن تلتقي بأحد سكانها حتى تدرك تماما كم أن طيب الطبيعة وسحرها يعكس ألقه في نفوس أهلها.

القرية تشتهر بزراعة الحمضيات بالدرجة الأولى حيث تقدر المساحة المزروعة بالحمضيات بحوالي /4500/ دونم تزرع بها كافة أنواع الحمضيات

موقع eLatakia زار القرية والتقى المزارع "باسل رابعة" وهو أحد سكان القرية حيث حدثنا بقوله: «يعتمد أهالي القرية على زراعة الحمضيات كدخل أساسي لأغلب العوائل فيها فمناخها الجميل وبعدها عن الملوثات يجعلان من محصولها الأول على مستوى الساحل السوري وهو مطلوب من كل المحافظات السورية».

السيد علي حبيب

وتابع: «كما اعتدنا أن نذهب إلى أرضنا في الصباح الباكر حاملين معنا زوادتنا ونعود إلى منازلنا وقت الغداء والقيلولة وبعدها يستمر العمل في الأرض ففي هذه القرية حب العمل من عشق الأرض ولا سبيل لأي وقت مهدور على العبث ولكن هذا لا ينفي جلساتنا الحميمية التي تزداد مع حلول فصل الشتاء حيث نجتمع عند الجيران للعب المنقلة والطاولة بينما يهطل المطر».

ويخبرنا السيد "علي حبيب" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية عن المزروعات فيها فيقول: «القرية تشتهر بزراعة الحمضيات بالدرجة الأولى حيث تقدر المساحة المزروعة بالحمضيات بحوالي /4500/ دونم تزرع بها كافة أنواع الحمضيات».

م.أحمد محمد

ويتحدث المهندس "أحمد محمد" رئيس البلدية عن معنى تسمية "البرجان" فيقول: «بالعودة إلى كتاب "تاريخ سورية القديم" سنجد أن قرية "البرجان" كانت عبارة عن تلين جنوبي يدعى "برج جلال" وشمالي يدعى "برج ألبيير" فكانت القرية تدعى "برج جلال" ومع كثرة التداول صارت تسمى "البورجال" ومع الوقت اختصرت إلى "البرجان" يعني نسبة إلى برجيها».

وتابع: «تتبع للقرية العديد من المزارع هي "عرب الملك، عرب الملك جركس - الاشرفية - سوكاس – العريضة- الدليبة -الصليب - المروج - المويلح - تل جلال – الدبيقة" حيث تبعد عن مدينة "جبلة" /8/ كم وترتفع عن سطح البحر /60/ مترا في أعلى نقطة فيها».

البرجان

وعن موقع القرية تحدث المهندس "محمد" فقال: «يحد قريتنا من الشرق قريتي "القطيلبية" و"بتمانا" وشمالا "العيدية" وغربا البحر وجنوبا "قرفيص" وهناك طريق رئيسية للوصول إليها عبر أوتستراد "طرطوس- اللاذقية"».

الأستاذ "طلال يوسف" مدير ثانوية "البرجان" يتحدث عن الناحية التعليمية في القرية فيقول: «بعدما كانت الهجرة من الريف إلى المدينة بقصد التعلم أصبح لدينا هجرة معاكسة من المدينة إلى الريف بسبب النتائج العالية لثانوية "البرجان" وصيتها التعليمي المتميز والذي نسعى للحفاظ عليه عبر التدريب المستمر لأساتذة المدرسة ففي العام الماضي أتانا /60/ طالب ثاني ثانوي وثالث ثانوي من مدينة "جبلة" وضواحيها أتوا وسجلوا في ثانوية "البرجان" وذلك بعد النتائج المتميزة التي حصل عليها طلابنا حيث درس /10/ من طلابنا في كلية الطب البشري للعام الحالي و/4/ معلوماتية و/2/ طب أسنان و/3/ صيدلة».

وتابع: «حتى في أيام العطل نقوم نحن المدرسين في التواجد بالمدرسة لوضع الخطة الأسبوعية للتعليم وللوقوف على المشاكل والعقبات لحلها قبل أن تتفاقم ولا ينتهي دورنا في المدرسة بل نتابع الطالب في المنزل عبر التواصل مع أسرته سواء هاتفيا أو عبر اجتماع أولياء الطلاب الذي نواظب على عقده بشكل أسبوعي».

وتتابع الحديث الطالبة "ساندي برهوم" وهي في الثالث الثانوي حيث تقول" «أنا من قرية "حميميم" سجلت منذ العام الماضي في ثانوية "البرجان" بعد ان سمع أهلي عن مستوى التعليم فيها والحمد لله فقد حصدت نتائج جيدة في الثاني الثانوي العلمي وإن شاء الله سأتابع هذا العام بها حيث أطمح لأن أدرس الصيدلة والمعلمون ممتازون ويحاسبون دائما وهذا ما يحفزنا أكثر على الدرس بالإضافة لوجود الجو التنافسي في المدرسة بيننا نحن الطلاب».