شهدت "مدرسة الشيباني" في قلب مدينة "حلب" القديمة مساء يوم 1/12/2010 افتتاح فرع "معهد غوتة" في مدينة "حلب" وذلك بعد 55 عاماً عمل خلالها المعهد في فرعه الرئيسي بدمشق على تحقيق التقارب والتواصل بين الشعبين السوري والألماني بإقامة مختلف الأنشطة الفنية والأدبية والثقافية.
موقع eAleppo حضر الافتتاح والتقى بالسيدة "ديانا جدعان" مشرفة فرع "حلب" للمعهد وسألها أولاً عن أقسام فرع المعهد في "حلب" فأجابت قائلة: «يتضمن المعهد مكتبة تتألف من حوالي 400 عنوان وقاعة مطالعة مزودة بالانترنت وقاعة لتدريس اللغة الألمانية ووسائل سماعية وصوتية بالإضافة إلى أفلام الفيديو والسيديات الموسيقية».
لأن مبنى "الشيباني" هو مبنى ثقافي واجتماعي وهو حاضنة للثقافة في مدينة "حلب" وملتقى ثقافي كبير في هذا المكان
وحول أهمية وجود فرع المعهد في "حلب" قالت: «ستكون الثقافة الألمانية من خلال المعهد بمتناول أهل "حلب" وشبابها والمهتمين بالاطلاع على الثقافات الأخرى، وكما هو معلوم فإنّ الاطلاع على الثقافات الأخرى يساعد على النجاح المهني والثقافي، ومن ضمن برنامجنا الثقافي في المعهد سيكون هناك فعاليات وأنشطة متنوعة /معارض وعرض أفلام وأمسيات أدبية وموسيقية.. الخ/ وذلك بشكل شهري، وإضافة إلى ذلك فنحن سندعم النشاطات الفردية الحلبية فإن وُجد شباب لديهم مشروع فني أو أدبي مثلاً فمن الممكن أن يقوم المعهد برعاية أنشطتهم وتبنيها وبالتالي خلق نوع من التواصل والتمازج الحضاري بين الشعبين السوري والألماني».
أما السيد "إدغار بلومة" المكلف بالبرامج الثقافية في فرع "حلب" لمعهد "غوتة" فقد قال: «طبعاً هناك نقطتين أساسيتين للمعهد أولاً تعليم اللغة الألمانية وثانياً لدينا برنامج ثقافي متنوع مثل عرض أفلام ألمانية وحفلات موسيقية ومعارض فنية وذلك بهدف تفعيل الحركة الثقافية في مدينة "حلب" من خلال التعاون مع المواطنين والمهتمين».
ومن الشخصيات التي حضرت الافتتاح التقينا بالأستاذ "عمار غزال" مدير المدينة القديمة والذي قال بالمناسبة: «كانت هناك مبادرة من المركز الثقافي الألماني –"معهد غوتة" بافتتاح فرع له في مدينة "حلب" وقد وافق مجلس مدينة "حلب" على استضافة المركز في مبنى "الشيباني" باعتباره حاضنة للثقافة والفنون في مدينة "حلب" وقد تم تخصيص جزء من هذا المبنى ليكون مقراً لفرع "حلب" للمعهد».
وحول أهمية وجود فرع المعهد في "حلب" قال: «طبعاً لمعهد "غوتة" خططه الثقافية التي تُعنى بالثقافة والتبادل الثقافي بين سورية وألمانية وأيضاً تنشيط الدروس التعليمية للغة الألمانية بالإضافة إلى المكتبة الغنية التي تم تزويد المبنى بها والتي تتضمن مجموعة من الكتب الألمانية الثقافية والعلمية».
وعن سبب اختيار "الشيباني" كمقر لفرع المعهد قال: «لأن مبنى "الشيباني" هو مبنى ثقافي واجتماعي وهو حاضنة للثقافة في مدينة "حلب" وملتقى ثقافي كبير في هذا المكان».
وبهذه المناسبة تحدث السيد "بيورن لولاي" مدير المركز الثقافي الألماني في دمشق بالقول: «لقد بدأ "معهد غوتة" فعالياته في دمشق منذ 55 سنة وفي العام 2002 أُتخذ قرار بتأسيس فرع له في ثاني أكبر مدينة في سورية وهي مدينة "حلب" وقد استغرق موضوع التنفيذ ثماني سنوات ولكنه رقم ضئيل جداً نسبة إلى تاريخ "حلب" العريق.
من المعروف أن "معهد غوتة" هو المركز الثقافي الرسمي لجمهورية ألمانية الاتحادية ويوجد له 180 فرع في 80 بلد حول العالم والوظيفية الأساسية له هو تعليم اللغة الألمانية ونشر الثقافة الألمانية، والهدف الرئيسي لافتتاح فرع المعهد في "حلب" هو زيادة التبادل الثقافي السوري الألماني ونشر فعاليات ثقافية جديدة وإقامة أنشطة ثقافية، وكما نقيم أنشطة أساسية في دمشق نتمنى أن تنقل هذه الأنشطة بكل فعالياتها إلى المركز الثقافي الألماني في "حلب" وبالتعاون طبعاً مع الفريق السوري.
لقد كان النقاش دائماً مع وزارة الثقافة السورية بأنّ هذا المركز سيلعب دور مهم في كيفية التعريف بسورية في ألمانية وكان السؤال المهم هو في أي مجال تستطيع سورية أن تكون صاحبة تأثير في الثقافة الألمانية.
العام 1989 كان بداية تاريخ انهيار الكتلة الشرقية والبدء بتوحيد الألمانيتين وحينها كان لسورية مبنى سفارة جميل جداً في مدينة بون بألمانية الغربية أقترح أن يكون هناك مركز ثقافي سوري في مدينة بون وذلك لتفعيل ذلك المبنى الجميل».
المهندس "علي أحمد منصورة" محافظ "حلب" قال: «هذه أمسية رائعة يحتضنها هذا المكان الرائع الذي يفوح منه عبق التاريخ، هذه الأمسية التي تربط بين الثقافيتين والحضارتين العربية في سورية والثقافة الألمانية وأعتقد أن خير رابط بينهما هو "معهد غوتة" الشهير، أتمنى أن تكون هذه المحطة نقطة انطلاق حقيقية للتعريف بالثقافتين لكي نستمد من الثقافة الألمانية ما نريد ولكي نعطي ونعرّف بثقافتنا في هذه المدينة العريقة التي يمتد تاريخها لأكثر من عشرة آلاف عام».
أخيراً الدكتور "رياض عصمت" وزير الثقافة تحدث في كلمة مقتضبة بالمناسبة قائلاً: «يسعدني ويشرفني أن افتتح هذا المركز الحضاري الذي يربط بين ثقافتين بروابط أخوية عريقة ومتجددة في آن معاً، إن مجرد اختيار هذا الموقع يدل على شغف ألمانية بأصالة التراث في سورية وفي هذه المدينة العريقة والواقعة على طريق الحرير والمتميزة دائماً بثقافتها وفنونها وطربها وموسيقاها وغنائها وأدبها».
وأضاف السيد الوزير: «إن إنشاء "معهد غوتة" بفرعه الثاني في "حلب" بعد دمشق يضمن استمرار العلاقة بين ألمانية الأوربية وسورية العربية وآمل أن يكون هذا المقر مركز إشعاع حضاري يربط بين الشعبين ويهدم أي سوء تفاهم بين الغرب وسورية عبر ألمانية الصديقة والمتفهمة تماماً لثقافة سورية ومكانتها الهامة».
يُذكر أنّ فرع "حلب" لمعهد غوتة افتتحه الدكتور "رياض عصمت" وزير الثقافة وبحضور كل من المهندس "علي أحمد منصورة" محافظ "حلب" و"أندرياس راينكة" السفير الألماني بدمشق والدكتور "معن الشبلي" رئيس مجلس المدينة والأستاذ "عمار غزال" مدير المدينة القديمة والدكتور "نضال شحادة" رئيس جامعة "حلب" والأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة في حلب والسيد "بيورن لولاي" مدير المركز الثقافي الألماني بدمشق وعدد من الشخصيات الرسمية في مدينة "حلب" وحشد من المهتمين والمواطنين.