بهدف تأهيلها وجعلها قادرة على الصمود في وجه العوامل الجوية السيئة، تقوم دائرة "نواعير حماة" بإعادة إحياء وترميم عدد من النواعير المهترئة، ناعورة "شيزر الثانية" المعروفة بـ"ناعورة الحمدانية" تعرضت بعض أجزائها للانهيار نتيجة مرور الزمن وسوء العوامل الجوية.

فهذه الناعورة التاريخية التي تقع في جهة الشمالية من مجرى العاصي، بقطر يصل إلى /10/ أمتار؛ تحمل طابعاً أثرياً ومعمارياً مميزاً، لذا كان لا بد من مراعاة هذه النقاط في عملية الترميم، موقع "eSyria" التقى المهندس "مسعف مغمومة" رئيس "دائرة النواعير في مجلس مدينة حماة" للتعرف على الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لتأهيل الناعورة، السيد "مغمورة" تحدث بقوله: «تشمل أعمال الترميم تنفيذ مجسم خشبي من "الجوز" و"الحور" لكامل الناعورة، ويقوم اختصاصيون في دائرة "نواعير حماة" بتصميم قطع خشبية مطابقة للقطع المهترئة بنفس الطول والحجم، ومعالجتها بمواد عازلة لزيادة متانتها ومقاومتها للتغييرات الجوية، ومن ثم تركيبها على جسم الناعورة بشكل تسلسلي ومنتظم، وقد منحت محافظة حماة "بلدية شيزر" كافة تكاليف الصيانة، والتسهيلات اللازمة لتنفيذ هذه الأعمال بالجودة المطلوبة».

أنهينا منذ فترة قريبة أعمال استبدال الأجزاء التالفة من ناعورتي "العثمانية" بقطر /10,5/ أمتار، و"الطوافرة" بقطر /8/ أمتار، وزودناهما بأجزاء على درجة عالية من المتانة والمقاومة للحرارة والبرودة

ناعورة "شيزر" ليست الوحيدة التي ترمم في محافظة "حماة"، المهندس "مغمومة" تحدث عن الجهود السابقة لصيانة النواعير بقوله: «أنهينا منذ فترة قريبة أعمال استبدال الأجزاء التالفة من ناعورتي "العثمانية" بقطر /10,5/ أمتار، و"الطوافرة" بقطر /8/ أمتار، وزودناهما بأجزاء على درجة عالية من المتانة والمقاومة للحرارة والبرودة».

أثناء عمليات الصيانة

الجدير بالذكر أن "الناعورة" هي أهم معالم مدينة حماة منذ عشرات القرون، موقع "eSyria" التقى المهندس "مرهف أرحيم" مدير سياحة "حماة"، الذي قال: «الناعورة آلة معدة لرفع الماء مؤلفة من صناديق مصنوعة من الأخشاب والمسامير، وقناطر متعددة لنقل الماء إلى البساتين والبيوت والمساجد، وتتراوح أقطارها بين /5 –21/ متراً، وعدد صناديقها بين /50 –120/ صندوقاً، وتدور دورة كاملة كل /20/ ثانية، تعطي خلالها /2400/ لتر من الماء، وتزن أكبرها /31/ طناً من دون الماء، و/50/ طنا مع الماء، ويعود "تسمية الناعورة" إلى فعل نعر، وليس كما يعتقد البعض إلى "النعير"- وهو صوت يصدر من أقصى الأنف-، ويختلف صوت الناعورة بحسب الكبر أو الصغر، حيث تصدر ما بين /120–170/ مقاماً موسيقياً.

وقد اهتم بدراستها الباحثون العرب والأوروبيون على مر العصور، ولعل كتاب "نواعير العاصي- تحليل تكنولوجي" للكتّاب "انيت دلبش، فرانس جيراد، جيرار روبين، محمد الرومي" وترجم للعربية بيد الأستاذ "عبد الرزاق الأصفر"».

المهندس "مرهف أرحيم" مدير سياحة حماة