يرسم الفنّان التشكيلي الرؤى المستقبلية بإتقان وروعة فيبدع بما يحلم به الإنسان وأبهى ما يتطلع إليه المجتمع عاكساً بذلك مكنونات ما يشعر به من أحاسيس قد تكونت خلال تجربته الاجتماعية معبراً عن الحالة التي مر بها وعن المحيط الذي عاشه، حيث افتتح في صالة الأسد للفنون الجميلة بـ "حلب" معرض للفنان "جميل جرّاح"، بلغت عدد لوحاته /32/ مساء الاثنين 5/10/2010.

eAleppo دخل المعرض والتقى بالفنان "جميل جرّاح" ليحدثنا عن لوحاته والأسرار التي حملتها فيقول: «في هذا المعرض تم العمل على إنشاء هذه اللوحات منذ فترة حيث قدمت فيه لوحات انطباعية مأخوذة من الواقع الريفي الذي عشت فيه، حيث أنني فضلت اللجوء إلى مثل هذا النوع من الفن لقلة الفنانين الذين يتجهون إلى الطبيعة ويتناولون مثل هذا الفن، حيث أنهم في الآونة الأخيرة اتجهوا نحو المدرسة التجريدية».

مشاريعي المستقبلية ستكون في هذا الاتجاه لأنني وجدت فيها شيئاً يلازمني فأنا ابن الريف والريف جزء من حياتي الاجتماعية ولكن لوحاتي المستقبلية ستكون ضمن النهج الذي اخترته لنفسي ولكنها ستكون نهجاً جديداً ضمن الاتجاه الواقعي

وعن طريقة الرسم التي يقوم بها الفنان في رسم لوحاته أجاب قائلاً: «حينما أرى منظراً طبيعياً وأتأثر به أحمل أدوات رسمي إلى ذلك المنظر لكي أكون قريباً منه وألمس الواقع عن كثب، حينها يبدو المشهد كاملاً بكل تفاصيله، فأحياناً تبلغ مدة رسم اللوحة عشر دقائق وأحياناً تأخذ مني وقتاً أطوال وعلى العموم استخدمت طريقة الضرب اللوني في اللوحة وبشكل مباشر وحينما تكون اللوحة كبيرة أضطر لأن أجلس في الغرفة وأتخيل واسترجع ذاكرتي للمشهد الذي تأثرت فيه، فطبيعتنا جميلة وغنية ويجب علينا أن لا نستهان بجماليتها لأنها ضمن الواقع الذي نعيشه، والفنان لا يجوز له أن يخرج عن واقعه الذي تأثر به، حيث أنني استخدمت الألوان الزيتية والقماش الكتاني، ومن بين اللوحات منها ما بدأت به أول السنة ومنها ما بدأت بها منذ فترة».

الفنّان "جميل جراح"

وعن مشاريعه المستقبلية أشار قائلاً: «مشاريعي المستقبلية ستكون في هذا الاتجاه لأنني وجدت فيها شيئاً يلازمني فأنا ابن الريف والريف جزء من حياتي الاجتماعية ولكن لوحاتي المستقبلية ستكون ضمن النهج الذي اخترته لنفسي ولكنها ستكون نهجاً جديداً ضمن الاتجاه الواقعي».

وكان من بين زوار المعرض الفنان "غسان صباغ" أحد المدرسين السابقين بجامعة "حلب" في قسم الفنون الجميلة الذي حدثنا عن رأيه باللوحات المعروضة بالقول: «إن عمل الفنان "جميل" قد أخذ الطابع الواقعي وهذه ليست سهلة على كل حال، ومن الخطأ أن نقول الصورة مثل الواقعية لأنها فيها اختلاف جذري، فالفنان يحذف الأشياء التي لا يراها ضرورية، وعلى العموم فاللوحات كانت جميلة وقد أبدع فيها الفنان عن ذاته واستعمل أسلوب الريشة الواحدة وابتعد عن أسلوب الصدفة وقد مثل فيه عدة مقاطع من الحياة الاجتماعية ويمكن أن يكون قد تأثر بعدة مدارس».

الأستاذ "غسان صباغ"

بينما "محمد قره دامور" فنان تشكيلي تحدث عن المعرض فيقول: «أعماله لا تخلو من الجمالية والتقنية فيجب أن يكون المتلقي البصري بعيداً عن اللوحات لكي يستوعب عمله الفني لأنها عبارة عن لمسات متقاربة ومتجاورة وأعماله مستوحاة من الطبيعة الواقعية حيث جسد فيها وبعمق للطبيعة الصامتة فألوانها بدت باردة وفاتحة وهذا هو الأسلوب الذي بدا فيه لوحاته والتي تناسب الجو الريفي الذي عاش فيه.

وهذه اللوحات تختلف عن اللوحات الصامتة التي تعودنا عليها من أزهار أو صحن فواكه، والطبيعة الصامتة تختلف عن الطبيعة الريفية ولذلك كانت أعماله فيها واقعية ماعدا لوحة واحدة استخدم فيها الأسلوب التنقيطي.

الفنّان "محمد قره دامور"

ومن بين الحضور كان "مجد جرعتلي" وهو مهندس زراعي حيث وصف رأيه بالمعرض: «تميز بالصورة الجيدة وبالألوان المتناسقة فمعرضه كان هادئاً ريفياً حيث نقل الواقع الريفي بكل تفاصيله وغض الطرف عن الأشياء الغير ضرورية، وليس من السهل أن يقوم أي شخص برسم الطبيعة فالطبيعة ملئ بالتفاصيل الدقيقة ويجب على الفنان أن تكون عينه دقيقة فيحذف منها أشياء ويبقي على أشياء أخرى».

الجدير بالذكر بان المعرض يستمر لمدة خمسة أيام وهذه دعوة للزيارة.