ضمن فعاليات اليوم الخامس من مهرجان "إدلب الخضراء للفنون الشعبية" في دورته الرابعة قدمت "فرقة محردة للفنون الشعبية" القادمة من محافظة "حماة" عرضها الفني الشعبي، موقع eSyria ومن خلال تغطيته لهذا المهرجان التقى عدداً من الأشخاص وانطباعاتهم حول ما قدمته هذه الفرقة.
الباحث في التراث الشعبي السيد "هايل أبو ترابه" اعتبر أن معظم ما تقدمه الفرق ليس هو التراث الحقيقي، وأضاف: «وهذا شأن فرقة "محردة" فإذا نظرنا إلى ما تقدمه على أنه موروث المنطقة فإنه ظلم لهذا الموروث وهو أبعد ما يكون عن التراث الذي كان معمولاً به سابقاً، وهذا مطب وقعت فيه كل الفرق المشاركة».
تأسست الفرقة في العام 2005 وهي تابعة مباشرة للمركز الثقافي العربي في "محردة"، هدفها إحياء التراث الشعبي في مدينتنا "مدينة الشمس"
وتابع قائلاً: «أما إذا نظرنا إليها كفرقة تقدم عملاً فنياً شعبياً معاصراً فهذا جيد والفرقة قدمت عملاً مميزاً من ناحية الشكل، وهنا يظهر تناسق الحركات وتوافقها مع الموسيقا. بشكل عام الفرقة واعدة، جيدة، بحاجة هي وغيرها أن تقدم التراث والموروث الشعبي كما هو لكي يعيدونا إلى تلك الحقبة من تاريخ كل منطقة».
ثم التقينا الأستاذ "ماهر قاورما" المشرف العام على فرقة "محردة" للفنون الشعبية والذي تحدث عن آلية الانتساب، ومشروعها الذي أسست لأجله، حيث قال: «تأسست الفرقة في العام 2005 وهي تابعة مباشرة للمركز الثقافي العربي في "محردة"، هدفها إحياء التراث الشعبي في مدينتنا "مدينة الشمس"».
وباستطاعة أياً كان من أبناء "محردة" أن يكون عضواً في هذه الفرقة، وهنا يضيف: «باب الفرقة مفتوح على مصراعيه لكل راغب في أن يكون عضواً فيها، والوافد الجديد يخضع لاختبارات تكشف مدى إمكانية دخوله الفرقة، بعد ذلك ينتقل المتدرب ليأخذ تدريباته بشكل تقني وسليم، ويتم إعداده بالشكل الذي يؤهله للمشاركة، والعدد الحالي وصل إلى خمسة وعشرين عنصرا من كلا الجنسين».
لكي تستمر أية فرقة لا بد من دعمها مادياً، بهذا الاتجاه يقول السيد "ماهر قاورما": «حالنا كحال كل الفرق التي تنشئها المراكز الثقافية، الإمكانيات بالتأكيد حسب المتاح، ولكن للجهود والعروض المميزة التي قدمتها هذه الفرقة حصلنا على دعم إضافي من السيد محافظ حماة السابق والحالي، وهي متعاونة معنا بشكل منقطع النظير، وهنا أود أن اشكر كل من قدم دعماً لهذه الفرقة أياً كان موقعه، لأنه بدعمه هذا نستطيع أن نستمر».
بعد ذلك التقينا الفنان والراقص "ضاهر الرحال" مدرب فرقة محردة للفنون الشعبية، والذي حدثنا عن برنامجهم في مهرجان إدلب الخضراء للفنون الشعبية الرابع، فقال: «أود أن اذكر شيئاً أننا جئنا من تركيا في مشاركة لنا هناك يوم أول أمس، ونحن اليوم في مهرجان إدلب الذي حققنا في دورته السابقة المركز الثالث واليوم نطمح أن نرتقي أكثر على سلم النتائج».
ويتابع: «بالنسبة لما سنقدمه هو عبارة عن لوحة تراثية من موروث مدينة "محردة"، إضافة إلى بانوراما عن التراث الشعبي المنتشر في محافظة "حماة" بشكل عام، وما يميز هذه الفرقة اللباس الجميل والزي الشعبي الذي اعتمدته وزارة الثقافة في كثير من المناسبات والفعاليات الخارجية».
ولأن التراث غني بمضامينه وفقير في الباحثين عن مكنوناته تحدث إلينا عن مصادر الفرقة التراثية فقال: «بطبيعة الحال لا بد من البحث والاستقصاء، فعندما نريد تقديم العرس المحرداوي القديم لا بد من السؤال، فمن المصادر الرجال والنساء كبار السن، كذلك نعود إلى المراجع وما كتب فيها في هذا الشأن، وأستطيع القول أن كل ما نقدمه هو تراث موثق لدينا، وما الإضافة إلا في الموسيقا من خلال الآلات الجديدة، والتوزيع الجديد للحن القديم».
ثم سألناه عن أنواع الدبكات في "محردة" فقال: «هناك عدد من "الدبكات" فمثلاً دبكة "شل العبا" خاصة بالبنات، ودبكة "المحاورة" بين الجنسين وتنفذ بطريقة وقوف صف من البنات يقابله صف من الرجال وتبدأ لغة المحاورة والتحدي بشكل علني، ولدينا دبكة "المحرداوية" الخاصة بمنطقة "محردة"».
ولنتعرف أكثر على زي العروس المحرداوية التقينا الآنسة "رما حديدي" وهي من عناصر الفرقة فقالت: «لباس العروس مؤلف من تاج يوضع على الرأس وهو مصنوع من الورد، يتدلى منه شال طويل فضي اللون، وقديماً هناك ما يعرف بـ"الشنون" وهو عبارة عن حبال من الذهب معلق عليها سبائك ذهبية أيضاً، ونزولاً نجد أن العروس ترتدي ثوباً أحمر اللون مصنوع من الحرير "أطلس" وعليه قصب مزركش».
الجدير ذكره أن فرقة محردة للفنون الشعبية وبسنواتها الخمس حققت حضوراً متميزاً، وهذا ما جعلها سفيرة محافظة "حماة" في أكثر من مهرجان وفعالية ثقافية، ونلقي الضوء على أهم مشاركات هذه الفرقة:
ــ تأسست الفرقة عام 2005
ــ شاركت بمهرجانات محلية وقطرية ودولية منها: مهرجان "أورفه"، ومهرجان "باذيجيك"، ومهرجان "غازي عينتاب" وكلها في تركيا.
ــ مهرجان ربيع حماة بشكل مستمر.
ــ مهرجانات مديرية الثقافة في حماة.
ــ مهرجان إدلب الخضراء الثاني والرابع.