"الفضة.. فضية" مثل يتداوله الناس لتفاؤلهم بها، ولاعتقادهم بأنها تعطي شعوراً بالراحة والطمأنينة لمن يرتديها، وفي القديم رغم عدم انتشارها كما الذهب بين الناس للزينة، إلا أنها كانت تطلب بكثرة بأشكال معينة لدخولها في معتقدات كثير من الأشخاص.

موقع eSuweda وللتعرف أكثر على خصوصية هذا المعدن الذي يضاهي عند البعض المعادن النفيسة، زار معرضاً للفضيات والشرقيات وسجل الانطباعات التالية:

كنت في السابق أهدي من أحب الفضة، ولكني وجدت أن العديد من الناس لا تعرف قيمتها، أما إذا سئلت عن نوع الهدية التي أرغب بالحصول عليها، فأنا أحب كثيراً أن تقدم لي الهدايا من الفضة

السيد "رياض الصالح" صاحب المعرض، قال: «أنا أعمل في بيع الفضيات والشرقيات منذ 28 عاما، وأعشق مهنتي كثيراً وأعشق الفضة وخاصة الفضة العتيقة و"الأنتيكا" وهي اسم أجنبي يطلق على المادة التي تجاوز عمرها مئة عام.

السيد "رياض الصالح" صاحب معرض الفضيات والشرقيات

بالنسبة لأهالي "السويداء" ففي القديم كانت الفضة بالنسبة لهم مادة غريبة، وأي سيدة ترغب بالزينة فهي تتزين بالذهب وليس بالفضة، مع أن المصاغات القديمة التي كانت منتشرة قبل سبعين عاماً كانت تصيغ الفضة أكثر من الذهب لأنها أجمل، مع أن أسعار الذهب والفضة كانت متشابهة تقريباً، وهناك العديد من الحلي الفضية القديمة لم تتكرر إلى اليوم سواء أكانت ذهباً أم فضة، ومنها "المدور" وهو عبارة عن نصف زنار يربط به جدائل الشعر بجدائل الحرير، و"الحزام" و"طير البكلة"، والمباريم والأساور الفضية المفتوحة أيضاً لم تتكرر صناعتها ذهباً على الاطلاق».

أما عن إقبال السيدات والرجال على شراء الفضة في هذه الأيام، فأجاب: «مع انتشار الثقافة الجديدة والانفتاح على الشعوب الأخرى، أصبح الكثيرون يحبذون شراء الفضة، واليوم هناك إقبال جيد على الفضة، وهذا الإقبال لا يتأثر بأسعار الذهب سواء أكانت غالية أم رخيصة، بل يعود لرغبة الشخص وقناعته، هناك أشخاص تفضل ارتداء الذهب وتشتريه مهما كان غالياً وهناك من يفضل الفضة، فالمسألة في النهاية هي مسألة ذوق».

طير البكلة.. يعرض في واجهة المعرض

أما عن علاقة الفضة بالمعتقدات القديمة للشعوب، فمنهم من يتفاءل بها ومنهم من يطلب من الصياغ أشكالاً فضية معينة لاعتقادهم بتأثيرها في كثيراً من جوانب الحياة، وعن هذا الأمر أضاف السيد "رياض" بقوله: «هناك الكثير من القطع الفضية التي يطلبها الناس ويرتدونها في حالات معينة، فمنذ القديم وإلى اليوم هي مطلوبة وبشكل كبير، فمثلاً "الماسكة" هي قطعة فضية تحملها المرأة الحامل طوال فترة حملها، كي لا تسقط جنينها، وهي عبارة عن صورة السيدة "مريم العذراء" وعليها آية.

وزوج الضفادع من الفضة، توضع على كتف الطفل الصغير الذي يسيل لعابه بكثرة، والاسوارة المفتوحة من الفضة تفرغ الطاقة السلبية من الجسم، كما أن الذهب يؤثر سلباً على طاقة الرجال، لذا نجد أن العديد من الرجال يفضلون ارتداء الفضة، والكثير من السيدات تشتري الفضة لأزواجها».

جانب من المعرض

هناك العديد من القطع الفضية تصبح سوداء في يد أو عنق من يرتديها، ولدى سؤالنا إذا كان هذا الأمر يعود إلى عدم نقاء الفضة، وكيف تميز الفضة النقية من غير النقية؟ أضاف قائلاً: «هناك العديد من الأجسام لا يناسبها ارتداء الفضة، فهي تتأثر بالعرق الذي يفرزه الجسم وبكافة أنواع العطور أيضاً، حيث يجب الابتعاد عن ملامسة العطر أو الكلور وكافة انواع المواد الحارقة لها.

ثم إن الفضة عيارات السبيكة الفضية عيارها 999 وعيار المشغول حديثاً 925 وهو عيار عالمي، في القديم لم تكن الفضة تدمغ كما اليوم، وكان يوجد ما يسمى بفضة روباص وهي فضة غير نقية تماماً وعيارها بين 800 -900، لكن التمييز بين الفضة النقية وغير النقية ليس بالأمر الصعب على الأقل بالنسبة لي، وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر ويحتاج لخبرة وتجربة، فالفضة تعير بالنحاس وكلما كانت كمية النحاس أكبر قل عيار الفضة، وبالتالي كلما كانت رائحة النحاس أقوى في القطعة يكون عيار الفضة أقوى، وهذه هي الطريقة التي اعتمدها في معرفة وتمييز الفضة».

السيدة "آمال علي مزهر" من الزبائن الدائمين لمحل الفضيات، قالت: «ولدت وعشت في فنزويلا، ومنذ الصغر أشعر براحة نفسية عند ارتداء الفضة، أعلم أن قيمة الفضة الشرائية أقل من قيمة الذهب وفي حال البيع ربما نخسر، ولكن بالنسبة لي الفضة شيء جذاب جداً لا أستطيع مقاومته، وبشكل خاص الفضة العتيقة التي لا تحوي لمعة، فهي مميزة بالنسبة لي، وأنتقي العديد من القطع التي تتناسب مع بعضها لتشكيل طقم، حتى إذا أردت شراء ذهب فأشتري الذهب الأبيض».

أما إذا كانت تشتري الفضة كهدايا، أضافت: «كنت في السابق أهدي من أحب الفضة، ولكني وجدت أن العديد من الناس لا تعرف قيمتها، أما إذا سئلت عن نوع الهدية التي أرغب بالحصول عليها، فأنا أحب كثيراً أن تقدم لي الهدايا من الفضة».