يقولون عنها "ريحانة سهل عكار" الذي يعانق رمال بحر "طرطوس" و"صفصافة الغدير" الذي ينساب كعذوبة هوائها الناعم بين تلالها التي كانت موطناً لشجر الصفصاف الذي ينمو على جدول الماء الجاري وسط القرية من العين التي كانت وما زالت في الحي الشرقي من البلدة، هي بلدة "الصفصافة" التي داعب هواؤها العليل ربوعها حتى غفت بين السهل والجبل والوادي .

وخلال الزيارة التي قام بها موقع eSyria إلى بلدة "الصفصافة" بتاريخ "25/3/2010" التقى السيد "عيسى ديب الخدام" مختار البلدة الذي حدثنا عنها قائلاً : «تتوضع "الصفصافة" على مصطبة ساحلية عليا ترتفع عن سطح البحر حوالي "150" متراً ويبلغ عدد سكانها حوالي "7300" نسمة، والعدد الإجمالي للسكان في القرى الملحقة بأعمال مجلس البلدة "21718" نسمة، وقد أحدثت البلدة بالمرسوم التشريعي رقم "817" لعام "1955"، وكانت تتبع لقضاء صافيتا التابع لمحافظة اللاذقية آنذاك، وفي العام "1960" دمجت مع بلدية "صافيتا" حتى انفصلت عنها بعد أربع سنوات».

بلغت الموازنة العامة حوالي "10082000" ليرة سورية، وخصص منها "2304000" للموازنة الاستثمارية موزعة على مشاريع الاستملاك والتخطيط والإفراز والصرف الصحي والطرق وإقامة كراج انطلاق ضمن البلدة

ويضيف: «تضم البلدة عدداً من الأحياء وهي: الحي "الشرقي" الذي كان مركز القرية ومنه يبدأ جبل "البيلاني"، وحي "البيدر" الذي يقع وسط القرية ويعد مركزها الإداري وفيه تجتمع المدارس والدوائر الرسمية والخدمية ومراكز التسوق، والحي "الغربي" الذي يمتد حتى الطريق الدولي، إضافة إلى حي "الجرون"، وحي "الرفاعي" الذي يبدأ من بعد الاوتوستراد الدولي في بداية السهل».

السيد رئيس البلدية "أحمد رضوان"

وعن الوضع الاجتماعي وأهم الأعمال والزراعات التي يعمل بها السكان يقول: «لقد عرف أهالي البلدة بحبهم للعلم والمعرفة حيث يوجد الكثير والكثير من الشهادات العلمية العالية، وتكاد تكون نسبة المتعلمين فيها مئة بالمئة، ولكن هذا لم يمنعهم من ممارسة مختلف الزراعات التي اشتهروا بها، وهي الزراعة الباكورية الصيفية، وزراعة الحمضيات، والزراعة المحمية، وزراعة كروم الزيتون التي أحدثوا لها أفضل المعاصر وأحدثها، بالإضافة إلى عمل بعض من السكان في صناعة الجرون الحجرية من الحجر الأزرق المتواجد بكثرة في المنطقة، وبناء المنازل منها أيضاً».

وعن المشاريع السياحية والمناطق الأثرية الموجودة في البلدية يقول: «نتيجة تميز البلدة بالطبيعة الجميلة والموقع المهم أقيم فيها مجموعة من المطاعم والمقاصف السياحية التي انتشرت على ضفاف سد "الباسل" وبحيرته، إضافة إلى بعض القلاع والمواقع الأثرية منها قلعة "العريمة" و دير القديس "مار الياس الريح" وتل "صفرون"».

جانب من البلدة

رغم كل هذا الجمال والسحر والطيبة والألفة والمشاريع السياحية والزراعية توجد مشكلة يغفو سكان البلدة ويصحو على التفكير بها والحل الأفضل لها الذي ينتظرونه من القائمين عليه، وعنها يقول المختار: «من الصعوبات التي تعاني منها البلدة عدم قدرة الأهالي الحصول على رخص بناء لكون معظم الأراضي مملوكة على الشيوع ومعظم واضعي اليد عليها لا يملكون حصصاً سهمية تؤهلهم للحصول على التراخيص المطلوبة، ما يؤثر سلباً على النهضة العمرانية والاستثمارية في البلدة».

البلدة مخدمة بكافة الدوائر الخدمية هذا ما يوضحه السيد رئيس مجلس البلدة الأستاذ "أحمد رضوان"، حيث قال: «في البلدة مصرف زراعي، ومحكمة صلح، ومنطقة صحية مع مستوصف صحي، ووحدة اقتصادية تتبع لمؤسسة المياه، ودائرة شؤون مدنية، ومركز ثقافي، ومصلحة زراعة، ومراكز للكهرباء والهاتف والبريد ومجمع تربوي، وشعبة نقابة معلمين، ورابطة شبيبة، ورابطة للاتحاد النسائي، إضافة إلى الصيدليات البشرية والزراعية، ومدارس لكل الفئات، مثل مدرستي ثانوية عامة، ومدرسة مهنية، وإحدى عشرة مدرسة حلقة أولى، وتسع مدارس حلقة ثانية».

السيد المختار "عيسى الخدام"

ويضيف: «إضافة إلى ما سبق من خدمات عامة في البلدة فإن مجلس بلدة "الصفصافة" يقوم بتخديم البلدة والقرى الملحقة بها بجميع الخدمات من تعبيد وتزفيت للطرق والصرف الصحي، إضافة لتجميع وترحيل القمامة إلى المكب الخاص بها».

وعن مشاريع عام "2010" يقول: «بلغت الموازنة العامة حوالي "10082000" ليرة سورية، وخصص منها "2304000" للموازنة الاستثمارية موزعة على مشاريع الاستملاك والتخطيط والإفراز والصرف الصحي والطرق وإقامة كراج انطلاق ضمن البلدة».

ويتابع: «حصلنا على إعانة من الموازنة المستقلة للمحافظة بقيمة ستة ملايين ليرة سورية لمشروع شارع تنظيمي، وثلاثة ملايين لمشروع أرصفة، و"1380000" ليرة لشراء جرارين لجمع وترحيل القمامة في قطاع البلدة، وتم إعداد دراسات فنية لمشاريع بقيمة خمسة وستين مليون ليرة سورية مخصصة لشق وتعبيد وإكساء شوارع تنظيمية وصرف صحي، وتم تخصيص مساحة خمسة وعشرين ألف متر مربع لإحداث منطقة صناعية، إضافة إلى مساحة حوالي ثلاثة آلاف متر مربع للسكن الشعبي».

يشار إلى أن "الصفصافة" اليوم ناحية إدارية تتبع لمحافظة "طرطوس" إلى الجنوب الشرقي منها وتبعد عنها مسافة سبعة وعشرين كيلو متراً وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من جبال "اللاذقية" عند فتحة "حمص- طرابلس" ويحدها من الشمال مدينة "صافيتا" ومن الجنوب الأراضي "اللبنانية" ومن الشرق ناحية "الكريمة" ومن الغرب ناحية "الحميدية".