في قلب مدينة "حمص" وعلى جانب إحدى سواقي العاصي تقوم صناعة عريقة تميزت بجمالها ودقة تشكيلها، هي: "صناعة الثريات" التي بدأت تزدهر على يد السيد "عامر ريحاني" صاحب أول مصنع ثريات في "حمص".
وعن بدايات هذه الصناعة يقول "ريحاني" لموقع eHoms: «في البداية كنت أتاجر بالثريات عبر جلبها من "حلب" ومن خارج سورية كقطع، ويتم تجميعها وتطبيقها في محل قديم بجوار ساقية العاصي، بدأت بشكل بسيط وتطور الأمر بعد بضع سنوات، ومن خلال تأمين طلبية لإحدى الجهات الرسمية، ولعدم التمكن من تنفيذها لضيق الوقت ومحدوديته، قررت تصنيع القطع بنفسي لتأمين هذه الطلبية وكان ذلك، حيث بدأت التصنيع بمكان متواضع جدّاً من حيث المساحة والمعدات إلى أن تطور إلى مصنع خاص بالثريات، وكان أثناءها المصنع الوحيد في "حمص" وذلك في عام/1988/».
الطموحات التي نسعى إليها غير محدودة بأُطر، وما زال لدينا طموحات أكبر ونسعى لأن نكون على مستوىً أفضل إن شاء الله
يتابع "ريحاني": «حققت شهرة واسعة بزمنٍ بسيط، ما دفعني إلى إضافة تلبيس الذهب للثريات التي لم تكن موجودة إلا في "دمشق"
أما عملنا فهو يدوي مئة في المئة، ومع تماشي العصر والتطور التكنولوجي لابد من استخدام بعض التقنيات التكنولوجية حيث يدخل الكمبيوتر بنسبة معينة في التصميم والتسويق الخارجي في الغالب».
وعن أنواع الثريات التي يقوم "ريحاني" بتصنيعها يقول:
«نصنّع كافة أنواع الثريات من معادن، وخشبيات، ومودرن، وأنتيك يالإضافة إلى اللمبدير، وديكورات الإنارة، كما نستخدم أنواع عديدة من الكريستال المستورد مثل: المصري، التشيكي، التركي، والصيني. وبالنسبة للتلبيس فلدينا تلبيس الذهب».
أما عن عملية التصنيع فيخبرنا "ريحاني" عنها قائلاً:
«نبدأ بتصميم القطعة وهو يتم على ورق عادي ثم نبدأ بقص القضبان المعدنية وتعريضها للسن المعين، ليتم تصنيع الهيكل الأساسي عبر لف المعدن على قوالب حديدية بأشكال معينة ثم تتم عملية اللحام لتجميع القطع ببعضها (وهو عبارة عن لحام نحاس ولحام فضة) من خلال عملية الأوكسجين (لحام الأوكسجين) وذلك حسب ترتيب القطعة (السميكة تلحم نحاس والرقيقة تلحم فضة) ثم تأتي عملية الجلخ والتلميع للقطعة ومن بعدها التلبيس بمراحله السابقة، ثم تجميع وتركيب الكهرباء حيث تصبح جاهزة على الهيكل ويركب الكريستال حسب طلب الزبون أو حسب المعروضات في المعرض.
أما بالنسبة لتلبيس الذهب، فنقوم بتلميع القطعة بعد عملية الهيكلة ثم الغسيل وهو عبارة عن مرحلتين: غسيل "كاز" وغسيل "أسيد كوستيك" ثم الأسيد العادي ثم تغسل بالماء، حيث تصبح جاهزة للتلبيس بمادة النيكل كطبقة أولى للمعدن- حيث إن النيكل يكسبها اللون الأبيض واللمعة- بعدها تغسل بالماء ومن بعدها إلى حوض الذهب (وهو يتألف من ذهب عيار 24 قيراط محلول بحموض معينة– حيث يصبح اسمه الماء الملكي- يضاف إليه مواد ثلاثية وهي: فوسفات الصوديوم، ميتابي سيلفيد الصوديوم، سيانور البوتاسيوم، هذه المواد الثلاثة تشكل وسيط لانتقال الذهب من الحوض إلى القطعة عن طريق الكهرباء، وبعدها تُسحب القطعة من ماء الذهب عندما يصبح لونها أصفر زاهي وتغسل بالماء، وتتعرض لعملية التنشيف بالهواء الساخن أو بنشارة الخشب ومن بعدها تصبح جاهزة لتركيب الكريستال (طبعاً هذه العملية لا تتعدى ثوانٍ وتأخذ طبقة من الذهب تحسب بالميكرو)».
يضيف السيد "ريحاني": «نحن نراعي خصوصية ذوق المواطن العربي، فالمواطن العربي يفضل الكريستال والثريات الفاخرة بخلاف المواطن الغربي الذي تتحكم به مساحة البناء وارتفاعه».
وعلى صعيد رواج هذه الصناعة يبيّن "ريحاني" بأنه قديماً كان إقبال الناس كبيراً وخاصة في الفترة ما بين الثمانينيات والتسعينيات، فضلاً عن الكميات الكبيرة التي تؤخذ إلى لبنان أما حالياً فهناك تأثر واضح من ناحية أسواق لبنان والأسواق العربية حيث انخفض التوريد لهذه البلدان بنحو /90%/ وهي نسبة عالية جداً، كذلك ضعف السيولة لدى المواطن، واشتداد المنافسة، وتغير الفكر الشرائي باتجاه أشياء مختلفة كان له الدور الواضح في رفع هذه النسبة فضلاً عن أن مصلحة الثريات تعتبر من الكماليات.
وختم "ريحاني" كلامه قائلاً: «الطموحات التي نسعى إليها غير محدودة بأُطر، وما زال لدينا طموحات أكبر ونسعى لأن نكون على مستوىً أفضل إن شاء الله».