المجبر العربي هو طبيب الكسور الذي حافظ على مهنته أمام التقدم العلمي والطبي في مجال معالجة الكسور بشتى أنواعها وأشكالها، ففي بيت متواضع تفوح منه الرائحة الزكية المختلطة بالأزهار والأشجار، والذي يؤمه الناس من كل حدبٍ و صوب يسكن شخصٌ لا يكاد أحد إلا ويعرفه إنه المجبر العربي "عبد العزيز محمد سرجاوي" "أبو شاهر" من مواليد قرية "معرشورين" الواقعة على بعد /5/ كم شرق "معرة النعمان"..

والذي يبلغ من العمر /77/ عاماً وله 4 زوجات و/21/ ولد، يعمل المجبر العربي "أبو شاهر" ليل نهار على تجبير كسور من يأتي اليه من الأطفال والشباب بالطريقة التقليدية القديمة رغم توافر المشافي والمراكز الطبية المجانية التي تعالج الكسور بأساليب طبية حديثة.

لن أبوح بأسرار مهنتي لأحد من الأطباء، فقد زارني عدد من أطباء العظام لإقناعي بالعمل معهم ولكنني رفضت ذلك وأُصر على ألا أكشف أسرار مهنتي إلا لأبنائي ممن أحب تعليمهم المهنة، وأؤكد أن عدداً لا يستهان به من أبناء الأطباء أو معارفهم يأتون إلي لتجبير كسورهم، وغالباً ما أستطيع معرفة مكان الكسور بإصبعي السبابة والإبهام في يمناي فهما المجس الخاص بي والمشخص لأي كسر في الجسم، أما في الكسور الخطرة من حادث أو دهس أطلب صورة شعاعية خوفاً مما هو أخطر

موقع eIdleb التقى "أبو شاهر" ليحدثنا عن مهنته فبدأ حديثه قائلاً: «مهنتي في تجبير الكسور تعلمتها عن الدكتور "خالص الجابري" من سكان "حلب" الذي كان اختصاصه جراحة عظمية وكان من أوائل الحاصلين على شهادة الجراحة ويعتبر "طالب الحراكي" أحد زملائه من "المعرة" وحين كنت أذهب إلى أستاذي الطبيب كنا نبدأ العملية معاً وبعد ذلك تعرفت على أدوات ومراحل العملية وكان الدكتور يقول لوالدي رحمه الله (أتركه عندي شهرين وأخرجه لك أحسن دكتور)، وكان يقدم إلي الدروس على شكل نصائح، وبدأت أمارس المهنة منذ أكثر من /أربعين/ عاماً وكان أول من طبقت عليه علمي الجديد ولدي "شاهر" رحمه الله منذ أربعين عاماً».

أبو شاهر يمسح الشاش

ويضيف "أبو شاهر" قائلاً: «كنا نستخدم "البيض" و"صابون الغار" لتجبير الكسور إلا أن جيل اليوم "جيل الهامبرغر" دمائه لا تحتمل هذه الجبيرة وأسباب أخرى منها شكاوى من الأطباء التخصصيين بسبب تجدد حالة الكسور مرة أخرى لوجود خطأ في الجبار والآن لا نستخدم معه إلا "زيت الزيتون" ولفافات من القطن والشاش بعد تعقيم مكان الكسر ومسطرة خشبية لتثبيت العظم المكسور بعد لفة بالشاش، وذلك لأن أسلوب الغذاء الحالي عند الكثير من الشباب خطأ حيث يتناولون الكثير من الأطعمة وبخاصة اللحوم بشكل أساسي في وجباتهم».

"أبو شاهر" يباشر بتناول فطوره المكون من قطعة صغيرة من الخبز والجبن الأبيض بعدها يبدأ بلف "سيجارة قشق" لأنه غير مقتنع بالسجائر العادية على حد تعبيره، وهو لا يتناول وجبة الغذاء حتى الليل ليكرر ما تناوله في وجبة الفطور وهي قطعة الجبن أو زيت الزيتون، وعن رأيه باللحوم قال (خليتها لكم اشبعوا بيها).

تشخيص الكسر بالصورة الشعاعية

وعن أسرار المهنة أكمل "أبو شاهر" حديثه قائلاً: «لن أبوح بأسرار مهنتي لأحد من الأطباء، فقد زارني عدد من أطباء العظام لإقناعي بالعمل معهم ولكنني رفضت ذلك وأُصر على ألا أكشف أسرار مهنتي إلا لأبنائي ممن أحب تعليمهم المهنة، وأؤكد أن عدداً لا يستهان به من أبناء الأطباء أو معارفهم يأتون إلي لتجبير كسورهم، وغالباً ما أستطيع معرفة مكان الكسور بإصبعي السبابة والإبهام في يمناي فهما المجس الخاص بي والمشخص لأي كسر في الجسم، أما في الكسور الخطرة من حادث أو دهس أطلب صورة شعاعية خوفاً مما هو أخطر».

"أبو شاهر" يداوي كسور الحوض والكتف والرجلين إضافة إلى أنواع كثيرة من الكسور التي عجز عنها أمهر الأطباء في ذلك الحين ويستخدم فيها عشبة "القديح" وهي عشبة يقطفها أصدقاؤه من الجبال ويقوم هو بوضعها على المكان المطلوب ويقوم يحرقها حتى تنطفىء ويكون لها تأثير طبيعي خاص.